نشر بتاريخ :
20/05/2025
توقيت عمان - القدس
10:49:50 AM
نشر الكاتب الصحفي أحمد الدريني، عبر
حسابه على فيسبوك، صورة وصفها بأنها "الأخطر" وتعد من أهم الأدلة التي
تشير بقوة إلى أن المخابرات المصرية هي التي لعبت الدور الأبرز في كشف الجاسوس الشهير
التابع لكيان الاحتلال، إيلي كوهين.
ووفقًا للدريني، تظهر في الصورة شخصيات
بارزة في سوريا آنذاك، وهم أمين الحافظ رئيس سوريا، وميشيل عفلق المفكر البعثي،
وصلاح البيطار رئيس وزراء سوريا الأسبق، بالإضافة إلى الجاسوس إيلي كوهين نفسه.
وأوضح أن هذه اللقطة التاريخية التُقطت أثناء استقبالهم للفريق علي علي عامر رئيس
هيئة أركان القيادة العربية الموحدة، وقد نُشرت في مجلة "الجندي"
السورية بتاريخ 10 سبتمبر 1963.
وأشار الكاتب الصحفي البارز إلى أنه
عند فحص الجهات المسؤولة في مصر لصور زيارة القائد علي علي عامر، "لفت إيلي
كوهين نظر أحدهم، غالبا من ضباط المخابرات العامة المصرية، وتم تقصي الأمر وأبلغت
القاهرة دمشق على الفور".
وأكد الدريني أن هذه الصورة تمثل
السيناريو الأكثر منطقية لكشف هوية إيلي كوهين، الذي كان يهوديًا مصريًا من مواليد
الإسكندرية، وتورط في فضيحة "لافون" التي نفذها كيان الاحتلال في مصر
وكشفتها وأحبطتها المخابرات العامة المصرية.
وتابع: "قيل إن إيلي كوهين لم تتم
إدانته في "لافون" ضمن اليهود الذين أُلقي القبض عليهم، لكن الضوء تسلط
عليه في أعقابها، إلى أن فر خارج البلاد، وزرعه كيان الاحتلال في الأرجنتين كسوري
من سوريي المهجر، قبيل إعادة توطينه مرة أخرى في سوريا". وأضاف أن الروايات
حول كشف إيلي كوهين متعددة، وأن دمشق حرصت على عدم إتاحة المجال لرواية القاهرة،
بداعي الغيرة والتوتر بين البلدين عقب الانفصال، ولكي لا تحقق المخابرات المصرية
السبق على نظيرتها السورية.
ولتأكيد استنتاجه، استشهد الدريني بما
ورد في الكتاب العبري "جاسوس من إسرائيل" الذي صدر بعد إعدام إيلي
كوهين، حيث أشار مؤلفاه الصحفيان "بن بورات" و"يوري دان" إلى
أن كيان الاحتلال فضل عدم إرسال كوهين لسوريا إلا بعد الانفصال حتى لا تلتقطه
العيون المصرية المنتشرة في سوريا، بما ينعش ذاكرة البعض لاستدعاء صورته، خاصة مع
نشاطه السابق في الخمسينات في الإسكندرية.
كما أشار إلى كتاب "وحيدا في
دمشق" للعبري "شموئيل شيغف"، حيث يشير إلى رواية "روبرت
داسا" أحد المتهمين في قضية لافون، والذي أفاده أثناء تأليف الكتاب بأن
"الشرطة" المصرية، والتي يُقصد بها المخابرات غالبًا، سألت عن إيلي
كوهين بعد اعتقاله في سوريا وعن تاريخه الحركي.
وقال الكاتب الصحفي: "بل لقد حملت
الصحف المصرية آنذاك سخرية من رواية أمين الحافظ رئيس سوريا والتي أفاد فيها بأنه
كشف إيلي كوهين لأنه طلب منه قراءة الفاتحة فارتبك، فشك في إسلامه. وكان مما جاء
من السخرية المصرية: إيلي كوهين يعرف عن الإسلام أكثر من أمين الحافظ!".
وأشار إلى روايتين إضافيتين تخصان مصر،
إحداهما تفيد بأن الشهيد رفعت الجمال/ رأفت الهجان هو الذي تعرف على إيلي كوهين
نظرًا لمعرفتهما السابقة في الإسكندرية وقد أبلغ مصر على الفور لما رآه. أما
الأخرى فتشير إلى دور غامض للواء أمين هويدي، الذي ترأس جهاز المخابرات العامة في
ستينيات القرن الماضي، لكنها دون تفاصيل.
وأضاف: "في حين تشير ثرثرة جانبية
خطيرة إلى الجاسوس المصري الأرميني "كيبوراك يعقوبيان" الذي أرسلته مصر
لقلب كيان الاحتلال عبر البرازيل بنفس تكنيك زراعة إيلي كوهين بالضبط في سوريا عبر
الأرجنتين، في تزامن بين العمليتين مثير جدًا وهو ما يزيد عندي من شواهد أن
المخابرات المصرية التقطت العملية وفهمتها سريعا، لأنها كانت تنفذها على الضفة
الأخرى!". واستكمل: "ليس من الصعب كضابط مخابرات ذكي أن تستنج أن
يهوديًا مصريًا يزعم أنه مسلم سوري يقوم بأعمال تجسس بعد مجيئه لسوريا من بيونس
آيرس.. إذا كنت أنت أرسلت أرمينيا إلى ساوباولو يزعم أنه يهودي لينزرع في كيان
الاحتلال!".
وأكد: "ربما كان الأمر مزيجًا من
هذه الروايات، أو أن بعضها أفضى إلى بعض، لكنها الرواية الأكثر تماسكًا في ظل
رواية سورية مهلهلة، ورواية سوفيتية تنسب الفضل للاستخبارات السوفيتية تقنيًا في
كشف الجاسوس الذي شكت سوريا في وجوده بسبب موجات الإشارة الصادرة من أحد المربعات
في دمشق".
ونوه إلى رواية أخرى تفيد بأن السفارة
الهندية في سوريا اشتكت من التشويش الذي يتعرض له مقرها بسبب بعض الإشارات، فالتفت
السوريون إلى موضع تمركز جاسوس محتمل يقف وراء نزيف المعلومات الصارخ الذي يتعرضون
له "فاستعانوا بالسوفييت وتقنياتهم، بينما كان المصريون هم الذين حددوه على
وجه الدقة عبر الأرشيف القريب المسجل في ذاكرة أحدهم، سواء الشهيد رفعت الجمال أو
أمين هويدي، أو ضابط يقظ".
وذكر أن إيلي كوهين نفسه عمل مع الوحدة
131 في المخابرات العسكرية التابعة لكيان الاحتلال "أمان"، ثم أُلحق
بالوحدة 188 بالموساد، والتي شكلت نواة المجموعة "سيزاريا" الخاصة
بالاغتيالات والأعمال القذرة، وكل هذا حين كان في مصر قبل فراره منها.
وحول تعامل كيان الاحتلال مع قصة كوهين
قال: "تعامل كيان الاحتلال تاريخيًا مع قصة إيلي كوهين كعمل دعائي جيد لما
يمكن أن تصل إليه استخباراتها، ولوفائها لعملائها فقد حاولت سرقة جثمانه من مقابر
اليهود بغوطة دمشق، إلا أن جواسيسها انكشفوا ومعهم الجثة".
الحقيقة الدولية - وكالات