نشر بتاريخ :
03/01/2025
توقيت عمان - القدس
9:36:35 AM
دراسة حديثة.. علاقة بين حركة المضغ والشهية تتحكم فيها 3 خلايا عصبية
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة روكفلر الأمريكية
عن وجود دائرة دماغية بسيطة، تتكون من ثلاث خلايا عصبية فقط، تتحكم في حركة المضغ
لدى الفئران.
تؤثر هذه الخلايا العصبية بشكل غير متوقع على شهية الفئران،
حيث تساهم في فهم العلاقة بين الحركة الجسدية والشهية للطعام، ما يفتح أفقًا
جديدًا لفهم تأثير الدماغ على سلوكيات الأكل.
دائرة دماغية بسيطة تؤثر على الجوع والشبع وفقًا لموقع sciencealert قالت العالمة كريستين كوس،
المتخصصة في علم الأعصاب بجامعة روكفلر: "من المدهش أن هذه الخلايا العصبية
تتحكم بشكل كبير في الحركة الجسدية". وأضافت: "لم نكن نتوقع أن الحد من
حركة الفك قد يعمل كنوع من مثبطات الشهية".
وقد كان من المعروف أن التلف في منطقة ما تحت المهاد البطني
في الدماغ يرتبط بالسمنة لدى البشر. ولهذا السبب، قرر فريق كوس دراسة هذه الخلايا
العصبية في الفئران. وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن التغيرات في البروتين
المعروف باسم "BDNF" كانت
مرتبطة بعمليات الأيض وزيادة تناول الطعام والسمنة.
تأثير تفعيل وتثبيط الخلايا العصبية في تجارب أجريت باستخدام
تقنية "الأوبتوجينتيك"، قام الباحثون بتنشيط خلايا
"BDNF" العصبية في بعض الفئران، مما أدى إلى فقدان
تام لرغبتهم في تناول الطعام، سواء كانوا جائعين أو شبعانين. ولم ينجح حتى إغراء
طعام غني بالدهون والسكر في جذبهم، مثل كعكة الشوكولاتة الشهية.
وقد أثار هذا الاكتشاف حيرة الباحثين في البداية، حيث أظهرت
الدراسات السابقة أن دافع الأكل من أجل المتعة يختلف تمامًا عن دافع الجوع، الذي
يهدف إلى تخفيف الشعور السلبي المرتبط بالجوع. ولكن الدراسة الجديدة أثبتت أن
تفعيل خلايا "BDNF" يمكن
أن يخفف من كلا الدافعين.
تأثير الخلايا العصبية على حركة الفك والأكل الزائد
على الجانب الآخر، أظهر تثبيط الدائرة العصبية الخاصة بـ"BDNF" في الفئران زيادة كبيرة في
رغبتهم في تحريك فكهم، حتى أنهم بدأوا في قضم أشياء غير قابلة للهضم مثل زجاجات
المياه والمعدات المراقبة. وعندما توافرت لهم الأطعمة، استهلكوا ما يعادل 1200%
أكثر من الكمية المعتادة في وقت معين.
وأوضحت كوس: "بينما تظهر دراسات أخرى أن قتل خلايا "Me5" العصبية في الفئران خلال مراحل
النمو يؤدي إلى مجاعة لأنهم يصبحون غير قادرين على مضغ الطعام الصلب، فإن تعديل
خلايا "BDNF" العصبية
يُظهر تأثيرًا مماثلًا في حركة الفك".
علاقة بين حركة المضغ والشهية
أظهرت الدراسة أيضًا أن خلايا
"BDNF" العصبية تتلقى إشارات من خلايا عصبية حسية
ترتبط بحالة الجسم الداخلية، مثل الخلايا التي تخلق شعور الجوع. من بين هذه
الإشارات، يعتبر "اللبتين" أحد الجزيئات الرئيسية التي تلعب دورًا مهمًا
في الشعور بالجوع والسمنة. ووفقًا لهذه الإشارات، تقوم خلايا
"BDNF" بتنظيم خلايا عصبية تحرك الفك لتحديد متى
يجب أن نأكل ومتى يجب أن نتوقف.
تساعد هذه الاكتشافات في تفسير السبب وراء ارتباط التلف في
منطقة الدماغ التي تحتوي على خلايا "BDNF" بزيادة
تناول الطعام والسمنة. ويقول عالم الجينات الجزيئية جيفري فريدمان: "الدليل
الذي قدمناه في ورقتنا يظهر أن السمنة المرتبطة بهذه الآفات ناتجة عن فقدان خلايا "BDNF" العصبية، وهذه الاكتشافات توحد
الطفرات المعروفة التي تسبب السمنة في دائرة عصبية واحدة".
وقد أدهش الباحثين مدى بساطة هذه الدائرة العصبية، حيث كانت
في نفس مستوى الدوائر المسؤولة عن السلوكيات المنعكسة مثل السعال، بينما كان
يُعتقد أن عملية الأكل أكثر تعقيدًا. وأضاف فريدمان: "ما تكشفه هذه الورقة هو
أن الفاصل بين السلوكيات المنعكسة والسلوكيات الطوعية قد يكون أكثر غموضًا مما كنا
نعتقد".
الحقيقة الدولية – وكالات