القسم : تعليم وجامعات
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 20/11/2024 توقيت عمان - القدس 6:26:34 PM
الجامعة الأردنية تمنحُ الدكتوراة الفخريّة لجوزيب بوريل نائب رئيس المفوّضيّة الأوروبيّة
الجامعة الأردنية تمنحُ الدكتوراة الفخريّة لجوزيب بوريل نائب رئيس المفوّضيّة الأوروبيّة

الحقيقة الدولية - منحت الجامعةُ الأردنيّة اليوم درجةَ الدكتوراة الفخريّة في العلاقات الدّوليّة لنائب رئيس المفوّضيّة الأوروبيّة والممثّل الأعلى للاتّحاد الأوروبيّ للشّؤون الخارجيّة والسّياسة الأمنيّة الدكتور جوزيب بوريل؛ تقديرًا لدوره الفعّال في السّياسة الدّوليّة لتحقيق السّلام والأمن العالميّين في المناصب المختلفة الّتي تقلّدها على مدى خمسة عقود.

 

وقال رئيسُ الجامعة الدكتور نذير عبيدات: "إنّ قرارَ منح بوريل الشّهادة يأتي شعورًا من الجامعة بمسؤوليّتها الأخلاقيّة والوطنيّة، لتؤكّد مكانَتها بوصفها لاعبًا رئيسًا في نظام عالميّ سريع، وتقديرًا منها لإسهاماته بصفته واحدًا من أهمّ القادة السّياسيّين الحاليّين في العالم".

 

وأضاف أنّه تأسيسًا لحالة من التّقاليد الأكاديميّة الرّاسخة الّتي تسعى إليها الجامعة الأردنيّة كما جامعات العالم في تكريم المبدعين والمتميّزين ارتأت الجامعةُ تكريمَ بوريل الذي يعد أنموذجًا في الدّفاع عن الحقّ والسّلام في وقت وعالم غاب عنه وضوحُ الرّؤية في فهم الفرق بين الدّفاع عن النّفس، وقتل النّاس؛ لأنّ قدرَهم في هذه الدنيا أن يعيشوا في بقعة جغرافيّة محدّدة.

 

وأكّد عبيدات أنّه لا بدّ للجامعة الأردنيّة من أن ترعى وتعمل على تحقيق آمال النّاس في حلّ التّحدّيات التّي تعبر الحدود، وتطلق العنان للمعرفة الجديدة وتسخيرها لبناء التّفاهم الثّقافيّ والسّياسيّ؛ ونمذجة البيئات الّتي تعزّز المحبّة والتّعاون بين الإنسان والإنسان مهما ابتعد واختلف.

 

وعلى حدّ تعبير عبيدات: "نقولُ نيابةً عن كلّ أردنيّ وأردنيّة إنّنا اليوم نقف مع الحقّ، بتكريم هذه الشّخصيّة العالميّة؛ فلا يزال، وسيبقى في هذا العالم من يكره الموت للآخرين، ولا يزال ضميرُ كُثُرٍ في هذا العالم حيًّا؛ فيتألّم لرؤية طفل تاه في العالم بعد أن فقد ذويه".

 

وأشار إلى أنّه حين يتأرجح العالمُ بين الانفتاح والعزلة، فنشعر بالقلق من أنّ بعضَنا أصبح يعيش مدّةً أكثر؛ تطلّعًا إلى المصلحة الذّاتيّة، وتتفوّق المخاوف الوطنيّة على التّطلّعات الدّوليّة المتأرجحة؛ إذ يبدو المشهدُ واضحًا في زيادة الانعزالية، وغالى بعضُهم في قَبول مبدأ القتل الجماعيّ؛ بحُجّة الدّفاع عن النّفس.

 

وشدّد عبيدات على أنّ الجامعةَ تدرك القيمةَ الحقيقيّة الّتي قدّمها بوريل عندما أدرك بأنّنا يجب ألّا نخاطر ببناء المنظور الإنسانيّ لقيمة الحياة الّتي يعيشها الإنسان مرّةً واحدة.

 

وتابع عبيدات قائلا: "نحن اليوم هنا لنقول إنّ الإنسانَ وُلد تائهًا؛ لكنّه يتعلّم أنّه يعيش في عالم لا بدّ له من أنْ يتشاركَ مع الآخرين فيه المحبّة، والجمال، والرّأفة، والعدل، والمساواة" .

 

ووجّه عبيدات كلامَه لبوريل قائلا:" نحن هنا اليوم لنعربَ عن تقديرنا لإنصافكم، ونقولَ إنّنا نقدّرُ أنّكم من يستطيع رؤية الحقيقة على الرّغم من أنّ كلّ شيء يبدو غيرَ مؤكّد وغامضًا، وغائمًا، ونقدّرُ موقفَكم المشرّف ضدّ قتل الأبرياء، والتّجويع، والإبادة الجماعيّة.

 

وخاطبَ عبيدات بوريل موضّحًا أنّه على الرّغم من أنّ مستقبلَ البشريّة محاطٌ بعدم اليقين، إلّا أنّه يتعيّن علينا دائمًا أن نكونَ متفائلين، وأن نغيّرَ فهمَنا للحياة والعناية بحياة الناس، مؤكّدين أنّ كلّ حياة مهمّة، وأن نصنعَ الخير ونحاربَ الشّرّ في كلّ مكان، مؤكّدًا الحاجة إلى تعزيز قِيَمنا المشتركة، وترسيخ الصّداقة الإستراتيجيّة بين الأردنّ والاتّحاد الأوروبيّ.

 

وأشار عبيدات إلى أنّه على الرّغم من أنّ الجامعاتِ تهدف إلى تثقيف الطّلبة وتدريبهم، وإجراء البحوث، وإنتاج المعرفة، إلّا أنّ الجامعاتِ لديها أيضًا التزامات وقواعد اجتماعيّة وسياسيّة؛ إذ نشعر أنّ الجامعاتِ جزءٌ من الدّبلوماسيّة العامّة لبلدنا وقوّتها النّاعمة، لذلك؛ فجاء اجتماعُنا اليوم لتكريم دبلوماسيّ بارز؛ مساهمةً من الجامعة الأردنيّة في تقدير الجهود الدّبلوماسيّة العامّة لهذه الشّخصيّة، لافتًا إلى أنّ هذا الجهد تقوم به الجامعة، جنبًا إلى جنب مع مؤسّسات أخرى ذات صلة، وأبرزها وزارة الخارجيّة.

 

وبيّن عبيدات أنّ شهادةَ الدكتوراة الفخريّة من الجامعة الأردنيّة تُمنَحُ لأولئك الّذين أسهموا بعمق في تقدّم المجتمع البشريّ، وكرّسوا حياتَهم وأعمالَهم لرسالة الجامعة وقيمها، وتحسين حياة النّاس، والإيمان بأنّ كلّ حياة مهمّة، وأولئك الذّين يجعلون حياةَ الفقراء، والضّعفاء، والمهمّشين أقلّ بؤسًا وألمًا، في الوقت الّذي قدّم فيه بوريل مساهمةً هائلة في تقدّم العالم، وفهم شراكتنا في الحياة.

 

وقال بوريل في كلمته إنّ الأردنّ يمثّلُ ركيزةً للاستقرار وسط العواصف، بفضل قيادته الحكيمة ممثّلةً بالمغفور له الملك الحسين وجلالة الملك عبد الله الثّاني الّذين جعلوا النّظامَ الملكيّ الهاشميّ رمزًا لوحدة البلاد، وأضاف أنّ الأردنّ أظهر دائمًا التزامًا بمبادئه في حماية سيادته وتنوّعه المجتمعيّ، وحرص على الحوار مع محيطه الإقليميّ، مع الحفاظ على روابطه الوثيقة مع العالم العربيّ والقضيّة الفلسطينيّة، مؤكّدًا أنّه ورغم التّحدّيات العالميّة والإقليميّة، أثبت الأردنّ بقيادته وشعبه صمودًا استثنائيًّا وقيادة حكيمة.

 

ونوّه إلى أنّ الوضعَ في فلسطين، خاصّة في غزّة، يُبرز مأساة الأطفال الّذين يمثّلون غالبيّة الضّحايا في هذا الصّراع؛ إذ يُقتلُ العشراتُ منهم يوميًّا في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان،  مردّدًا كلمات المفوّض العامّ للأونروا بأنّ هذه الحرب حربٌ على الأطفال ومستقبلهم، وأشاد بالدّور الحيويّ الّذي تلعبه الأونروا في المنطقة، مضيفًا أنّ علينا مواجهة تصاعد القوميّة المتطرّفة والمعلومات المضلّلة التّي تعطّل التّسوية والحوار القائم على الأدلّة.

 

كما أكّد أنّ الشّراكة بين الاتّحاد الأوروبيّ والأردنّ تتجاوز الاستقرار؛ إذ تهدف إلى بناء مستقبل مشترك في مواجهة عالم متغيّر، كما أكّد أثناء كلمته أنّ تحقيق السّلام يتطلّب إنهاء الاحتلالات غير القانونيّة، ووقف المذابح وتجويع الأبرياء، مشدّدًا على أهميّة المساءلة الشّاملة وغير المتحيّزة، وأثنى على دور الأردنّ وقيادته، خاصّة في تعزيز السّلام، وإطلاق التّحالف العالميّ لتنفيذ حلّ الدّولتين، داعيًا إلى مواجهة التّيّارات الّتي تسعى إلى التّفرقة وبناء جسور التّفاهم في عالم متزايد الاستقطاب.

 

وأعربَ بوريل عن سعادته لتسلّم شهادة الدكتوراة الفخريّة في العلاقات الدّوليّة من واحدة من أكثر الجامعات عراقةً في الوطن العربيّ "الجامعة الأردنيّة"؛ ما يؤشّر على الاحترام والتّقدير الكبيرين له.

 

وتلا عبيدات نصَّ براءة منح بوريل الدّرجة: " إنّه نظرًا لما يتمتّع به جوزيب بوريل من سمعة عالميّة عالية، ومكانة دبلوماسيّة، وسياسيّة، وأكاديميّة رفيعة، ونظرًا لدوره الفعّال في السّياسة الدّولية من أجل تحقيق السّلام والأمن العالميّين، ودوره في تعميق الشّراكة بين أوروبا، والشّرق الأوسط، وشمال افريقيا.

 

وأضاف أنّه نظرًا لمواقفه السّياسيّة الدّاعمة لحقّ الشّعب الفلسطينيّ في تقرير مصيره، وحلّ القضيّة الفلسطينيّة على أسس الشّرعيّة الدّوليّة بما في ذلك حلّ الدّولتين، والدّفاع عن حقوق الشّعب الفلسطينيّ، وموقفه القيميّ، والأخلاقيّ، والسياسيّ من الحرب في غزّةَ ولبنان.

 

وأشار عبيدات إلى أنّ بوريل بذل جهودًا كبيرة في تعميق السّلام وحلّ النّزاعات في أوروبا، وأدّى دورًا مهمًّا ومحوريًّا في تعميق الشّراكة الإستراتيجيّة بين الأردنّ والاتّحاد الأوروبيّ وتقويتها، وتقديرًا لدعمه الموصول لمشاريع التّنمية الإستراتيجيّة في الأردنّ، ودعمه لمواقف الأردنّ السّياسيّة.

 

وعليه، فقد قرّر مجلسُ عمداء الجامعة الأردنيّة بناءً على تنسيب رئيسها الدكتور نذير عبيدات مَنْحَ جوزيب بوريل درجةَ الدكتوراة الفخريّة في العلاقات الدّوليّة استنادًا إلى نصّ المادّة (4/ب) من نظام مَنْح الدّرجات العلميّة والفخريّة والشّهادات في الجامعة الأردنيّة، رقم (58) لسنة 1984 الصّادر بمقتضى المادّة (34) من قانون الجامعة الأردنيّة رقم (52) لسنة 1972.

 

ومن جانبه قال عميدُ كليّة الأمير الحسين بن عبد الله الثّاني للدّراسات الدّوليّة والعلوم السّياسيّة الدكتور حسن المومني أنّ بوريل طوّر روابطَ قويّة مع منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ما مكّنه من الإلمام بثقافتنا الغنيّة، وحساسيّاتنا التّاريخيّة، والرّوايات المتعارضة السّائدة، إضافةً إلى فهم عميق لتعقيدات السّياسة الدّوليّة في منطقتنا.

 

وأضاف المومني أنّ سكّان ضفّتَيْ البحر الأبيض المتوسّط قد تفاعلوا على جميع المستويات وبطرق عدّة؛ ما أدّى إلى تطوير قيم ومصالحَ مشتركة إلى جانب جوار مشترك؛ الأمر الّذي ساهم في تأسيس الحوار والتّعاون الأورومتوسطيّ، ما يدلّ على أنّ أمنَ وازدهار وسلام منطقتينا مترابطان بشكل كبير؛ إذ يؤثّر أحدهما في الآخر؛ ما يؤثّر في نهاية المطاف على الاستقرار والأمن العالميّ.

 

وأكّد المومني أنّ الأردنّ يعدّ دولةً محوريّة، والأقرب إلى القضيّة الفلسطينيّة، وقد استجاب بشكل فاعل وفعّال وشارك في كلّ مؤتمر إقليميّ ودوليّ، وكلّ قمّة ومبادرة دبلوماسيّة؛ لحشد الدّعم من أجل إنهاء الحرب، وتقديم المساعدات للفلسطينيّين، وإيجاد مسار للسّلام، وقد كان جلالةُ الملك عبد الله الثّاني من أوائل القادة الدّوليّين الّذين وصفوا الممارسات الإسرائيليّة اللّا إنسانيّة في غزّة والضّفّة الغربيّة بأنّها "جرائم حرب"، وعلاوةً على ذلك، فقد كان الأردنُّ أوّلَ دولة تُسقِط مساعداتٍ جوّيّةً إلى غزّة، وأصبحت عمّان مركزًا رئيسًا للعمليّات الجويّة المشتركة؛ لإيصال مزيدٍ من المساعدات.

 

ويشار إلى أنّ الجامعةَ قد منحت الدكتوراة لـ 20 شخصيّة خلال الاثنين وستّين عامًا الماضية، كان أوّلها الدكتوراة الفخريّة في الآداب للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال في عام 1965، وآخرها الدكتوراة الفخريّة في الاقتصاد لمحافظ البنك المركزيّ الأردنيّ الدكتور زياد فريز عام 2018.

Wednesday, November 20, 2024 - 6:26:34 PM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023