القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
15/11/2024
توقيت عمان - القدس
2:21:18 PM
تتزايد المساحة التي يحتلّها الذكاء الاصطناعي في حياتنا
اليومية، وقد بدأ يتسلّل إلى العطور العالميّة ليؤدّي دوراً مُحدداً في عمليّة
إنتاج جديدها.
قد يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي والعطور مُصطلحان لا
يمكن أن يجتمعا أبداً، ولكن يبدو أن هناك علاقة تجمع بينهما منذ فترة، فقد شهد
العام 2019 قيام شركة O Boticario التجميليّة
البرازيليّة بتطوير أول عطرين بمُساعدة الذكاء الاصطناعي.
حمل الأول اسم Egeo On Me،
وهو عطر نسائي زهري والثاني اسم Egeo On You،
وهو عطر خشبي ذكوريّ. في العام نفسه، كشفت شركة
Etat Libre d’Orange الفرنسيّة عن عطر She
was an anomaly. وهو عطر خشبي زهري يحمل توقيع صانعي العطور
إتيان دو سواردت ودانييلا أندرييه اللذين استعانا بأداة الذكاء الاصطناعي Carto التابعة لشركة Givaudan السويسريّة المُتخصّصة في
صناعة العطور والمكونات التجميليّة بهدف إطلاق عطر يتميّز برائحته الفريدة
والمُبتكرة.
وشهد العام 2021 إطلاق عطر
Phantom من Rabanne الذي
يعتمد على 45 مليون قرأة دماغيّة لشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً ساعدت في
تحديد المكونات الأساسيّة التي من شأنها أن تُعزّز الثقة بالنفس. أما في العام
2024، فقد أطلقت Prada إصداراً
جديداً من عطرها Paradoxe Virtual Flower التي
استعانت بالذكاء الاصطناعي في تصميمه.
دور مُساعد
يلعب الذكاء الاصطناعي دور المُساعد في مجال ابتكار العطور،
فقد تمّ تصميم أداة الذكاء الاصطناعي Carto على
سبيل المثال، لتستخدم 288 مكوناً طبيعياً واصطناعياً تمّ تصنيفها وفق العائلات
العطريّة المُتعارف عليها. ويُمكن لهذه الأداة أن تُساعد في اقتراح خلطات عطريّة
متنوّعة.
أما بالنسبة لشركة
Takasago اليابانيّة المُتخصّصة بإنتاج النكهات والعطور،
فهي تستعين بأداة AI-T-Aroma للذكاء
الاصطناعي التي تسمح باقتراح الأفكار الإبداعيّة على صانعي العطور كما تُقدّم لهم
تحليلاً للاتجاهات الشمّية الرئيسيّة وتتنبأ بالتفضيلات المُستقبليّة في هذا
المجال.
وهي تُستخدم أيضاً لفهم التوقعات السابقة لإطلاق العطر
والتابعة له، بالإضافة إلى تحليل تعليقات المُستهلكين. يمكن الاستفادة من هذه
الأداة أيضاً في تحديد الاتجاهات الناشئة في مجال العطور وتقديم روائح أو حتى
تطوير روائح لتعزيز الثقة بالنفس، وهو اتجاه شهد نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة.
استطاعت شركة Givaudan الرائدة
في مجالها أن تُحدّد 15 عائلة رئيسيّة من المشاعر التي تولّدها العطور بالاعتماد
على أداة الذكاء الاصطناعي MoodScentz+ التي
تُتيح صياغة تركيبات عطريّة تولّد حالات مزاجيّة وعواطف إيجابيّة، فالحمضيات على
سبيل المثال تتمتّع بمفعول منشّط، أما النفحات الخشبيّة فتولّد شعوراً بالانتماء،
فيما تُساعد الزهور البيضاء في التعبير عن الأنوثة.
هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان "الأنف"؟
قد يسأل البعض، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ مكان
"الأنف" أي الشخص المُتخصّص بابتكار العطور؟ يشير الخبراء في هذا المجال
إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي غير قادرة على القيام بهذا الدور من الناحية
الفنيّة، خاصةً أن دورها يقتصر على المُساعدة في تسريع عمليّات مُحدّدة خلال
الإنتاج. فما زالت صناعة العطور حتى اليوم حرفيّة، ويبقى الإنسان فيها المسؤول
الأساسي عن العمليّة الإبداعيّة.
إذ يقوم صانعو العطور بمُعظم العمل الذي يتطلّبه ابتكار
العطر، الذي يرتبط عادةً برواية قصة أو استحضار ذكريات يعجز الذكاء الاصطناعي عن
القيام بها.
الحقيقة الدولية – وكالات