نشر بتاريخ :
28/02/2020
توقيت عمان - القدس
12:02:43 AM
خلا معرض الألعاب الكبير في نيويورك هذه السنة من جناح صيني بسبب انتشار فيروس «كورونا» الجيدد فيما حضرت في الأذهان المشاكل التي يعاني منها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بسبب هذه الأزمة وعواقبها المحتملة على مبيعات القطاع.
فقد شهد الإنتاج في الصين، أكبر البلدان المٌصنِّعة للألعاب في العالم، تراجعا مفاجئا منذ شُلَّ القطاع بفعل تفشي الفيروس.
وبين أكوام من الدببة القماشية والألعاب الإلكترونية ودمى الأطفال، يتساءل المشاركون الـ25 ألفا في معرض نيويورك الذي اختتم امس الأول عن أثر هذه الأزمة الصحية. ويؤكد ممثلون عن جهات عدة عاملة في القطاع أن تفشي الفيروس كورونا عد أعياد نهاية العام الصيني جنب القطاع خسائر محتملة أكبر بكثير. لكن نظرا إلى أن الصين تصنع ما يقرب من 85% من الألعاب المُباعة في الولايات المتحدة، قد تنفد بعض الألعاب من الأسواق بحلول الصيف المقبل.
ويؤكد آيساك لاريان، المدير العام لمجموعة «أم جي إيه انترتينمنت»، أن انتشار الفيروس «سيكون له أثر بالغ في العالم أجمع». ويضيف ان شركته تستعين بمخزونها لتزويد زبائنها بدمى «لول سوبرايز» أحد أشهر منتجاتها.
وتعمل المصانع المتعاونة مع «أمي جي إيه» في الصين حاليا بـ20% فقط من قدراتها، لأن عمالا كثيرين لم يعودوا إلى عملهم وسط تباطؤ كبير في الأنشطة جراء النقص في بعض المواد أو مشكلات لوجيستية.
ويؤكد لاريان أن أثر انتشار الفيروس على سلسلة الإمداد هو «أسوأ ما شهدتُ عليه» في خلال 41 عاما في قطاع الألعاب.
ويقول آرون موديريك، مبتكر معجون صلصال «كريزي آرونز»، أن «هذا الأمر الموضوع الرئيس للأحاديث كلها بسبب القدر الكبير من الغموض».
ومع أن شركته هي من بين المجموعات القليلة في القطاع التي تصنع منتجاتها بالكامل في الولايات المتحدة، يبدي موديريك قلقا إزاء تبعات أوسع لتفشي الفيروس. ويضيف «إذا ما فرغت الرفوف في المتاجر، لن يستفيد أي طرف».
وعادة ما تشارك الشركات الصينية بأعداد كبيرة في معرض نيويورك للألعاب، الأكبر في القطاع في القارة الأمريكية، مع عشرات منصات العرض في مركز جيكوب غافيتس.
غير أن جمعية مصنعي الألعاب، وهي الجهة المُنظِّمة للمعرض، قررت قبل أسابيع عدم إقامة جناح صيني هذه السنة ملغية مشاركة 47 جهة عرض ونحو 550 شخصا، على ما يوضح رئيس الجمعية ستيف باسيرب.
ولم تتراجع نسبة ارتياد المعرض بصورة كبيرة بسبب تدفق زوار لم يتمكنوا من التوجه للمشاركة في معارض في الصين.
ومن بين أعضاء الجمعية، اشتكت شركات عدة عاملة في الهند وماليزيا وبلدان أخرى في المنطقة من النقص في القطع أو المواد الأولية الآتية من الصين. ويشكو البعض أيضا من المنافسة المتوقعة على حاويات الشحن بعدما يعود الوضع إلى طبيعته، وفق باسيرب، الذي يقول «الوضع في القطاع لم يصل بعد إلى مستوى الأزمة الكاملة. لكن إذا بقي الوضع على حاله في أبريل/أبريل، عندها سنكون أمام مشكلة حقيقية».
واضطرت مجموعة «واو وي» التي تبيع دببا قماشية وألعابا إلكترونية إلى إرجاء بعض المراحل الضرورية لإطلاق منتجات جديدة، نظرا إلى عدم استطاعة مهندسيها في هونغ كونغ من التوجه إلى المصانع في الصين حيث يتغيب أكثر من نصف الموظفين.
ويقول دافن سافر، المدير التقني للمجموعة «لقد فقدنا أسبوعين من النشاط بدوام كامل». لكنه يبدي أمله في إمكانية احترام الجدول الزمني للإنتاج في حال رفع تدابير الحجر الصحي قريبا.
كذلك تأمل شركة «فان رايز» التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها أن يبقى أثر انتشار الفيروس محصورا لأنها تنتج أكثرية ألعابها في فيتنام.
غير أنها مضطرة حاليا إلى لاستعانة بالمخزون من أجل الحصول على المُكَوِّنات الإلكترونية اللازمة لتصنيع ألعاب عادة ما تنتجها في الصين. كما أن مديرها التجاري جاستن ميلز أوركات لا يعلم هل ستكون شحنات الألعاب المصنعة في الصين جاهزة هذا الصيف.
كذلك يبدي كريس تيدويل، المدير العام لمجموعة «ماغفورمرز»، قلقه على شركته لقطع التجميع المغناطيسية المُصنَّعة بالكامل في الصين. وحتى اللحظة لم يعد سوى ثلث العمال إلى المصانع. ويقول «هذا الأمر سيؤثر علينا بدرجة كبيرة. هذه السنة ستكون معقدة بلا شك».
الحقيقة الدولية – وكالات