القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
17/11/2018
توقيت عمان - القدس
1:40:04 PM
معان.. عاصمة الفقر في الأردن.. مصور
الحقيقة الدولية – معان - قاسم الخطيب
تحتل محافظة معان المرتبة الأولى على مستوى المملكة في ارتفاع حجم البطالة واتساع رقعة الفقر لكن ظاهرة الفقر تسلل إلى مواطنيها، في ظل إخفاء الإحصاءات حول أعدادهم أو نسبتهم، وفي المقابل كشفت تقارير رسمية لدائرة الإحصاءات العامة عن أن نسبة الفقر تفاقمت لتصل إلى 27% من إجمالي عدد السكان البالغ 185 ألف نسمة. بينما تتزايد معدلات البطالة، حيث يعيش نحو أكثر من26,2% من عدد السكان تحت خط الفقر المدقع، وهذه الارقام اقل من الواقع التي تعيشه هذه المحافظة وباديتها.
يعد الفقر وتردي الواقع الاجتماعي من المسكوت عنه في محافظة معان، والتي يوجد فيها أربعة جيوب فقر المريغة والحسينية والجفر واذرح، لكن الزيارات الخاصة والجولات الصحفية لنا رأينا فيها مشاهدات "صادمة". ورغم الثروة الهائلة في هذه المحافظة التي لم يتم استغلالها لتكون مداخيلها الضخمة لم تمنع من تسلل الفقر إلى فئات واسعة من المجتمع
وقال عضو الهيئة التدريسية في جامعة الحسين بن طلال الدكتور عبد الله الدرواشة:" إن المخاوف من أن الحكومة تصغي إلى مجموعة صغيرة من الأصوات المحافظة"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يؤدي، برأيه، إلى إعاقة التقدم الاجتماعي والاقتصادي، الذي تهدف المملكة إلى تحقيقه من خلال خطة رؤية جلالة الملك لدولة القانون والإنتاج والإنسان.
مشيرًا إلى أنه صادف ظروفا معيشية في هذه المناطق اعتقد إنها ستصيب المسؤولين بالصدمة
وذكر الدرواشة أنه زار مناطق جيوب الفقر، كونها المنطقة الأكثر فقرا في الوطن، وصادف ظروفا معيشية صعبة وقاسية تصيب الزائر لها بالصدمة مما يجعله يتساءل عن الخطط والبرامج الحكومية لمكافحة هذه الظواهر التي يتفرع منها كل السلبيات التي تخطر على بال الإنسان، وحتى في مدينة معان لواء القصبة توجد أحياء تعاني الفقر والإهمال.
وتؤكد تقارير الرسمية لدائرة الإحصاءات العامة ان محافظة معان تعاني من ارتفاع نسبة الفقر مقارنة بمحافظات الوطن الأخرى، وهو ما يشير إلى وجود فوارق كبيرة في التنمية بين المناطق في المملكة.
وهناك عشوائيات يقطنها الفقراء ورغم التكتم والتعتيم، فإن مظاهر الفقر في هذه المحافظة وباديتها لم تخف، وتبرزها حالات الركود الغير مسبوقة في أسواق المحافظة وباديتها.
ويرى المحامي والحقوقي المعاني ماهر كريشان أن الفقر في الأردن يعني "الفساد" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أنه "من غير المعقول أن تعرف محافظة معان والتي تعتبر من أغنى محافظات الوطن بالثروات الطبيعية بهذا الحد من الفقر والبطالة ".
وفي تفسير لما يقصده بالفساد في المملكة، يسترسل كريشان قائلا "إن هناك نخبة تستفيد من ثروات البلاد في حين أن غالبية الشعب لا تجد ما يكفي لسد حاجياتها".
ويضيف كريشان أن "هناك فجوة هائلة في الدخل ما بين الفرد من طبقة الكادحين وطبقة البرجوازيين من المسؤولين.
ولا يفوت كريشان فرصة التعبير عن امتعاضه لكون معان تختزن في باطنها معظم الثروات الطبيعية في هذا الوطن والتي لا يتم استغلالها ضمن خطط وبرامج حكومية ،للتغلب على الأزمة الاقتصادية التي لم ترى الحكومات الأردنية إلا محفظة المواطن الشهرية لسد عجز ميزانيتها.
مشيرا كريشان إن هناك رواتب لبعض المسؤولين والشخصيات الوطنية تزيد عن 40 ألف دينار في الشهر، وهذا المبلغ كفيل أن يغطي معيشة عشرات العائلات في مدن كبيرة مثل محافظات معان
وفي السياق نفسه، يشير كريشان بأصابع الاتهام إلى "الحكومات الأردنية التي تتحكم بقوتها وببطشها بكل موارد الدولة دون حسيب أو رقيب وتعاقب كل من سولت له نفسه فعل ذلك بالسجن".
ويضيف كريشان: " إن الاهتمام لا ينصب على ما هو في مصلحة المواطن بل على ما هو في مصلحة المتنفذين في هذا الوطن وبالتالي فإن المواطن الذي يعيش في الشمال أو الجنوب لا يدخل في هذه المعادلة بينما المواطن الذي يعيش في المناطق الراقية في هذا الوطن هو ضمن المعادلة ليس لكونه جدير بالاهتمام ولكن لأنه في منطقة نفوذ يراد منها أن تكون واجهة للوطن والطبقية فيه ".
و يؤكد الحقوقي كريشان أن السبب الرئيسي لهذا الوضع هو "تجاهل الحكومات لهذه المناطق وعدم وجود خطط واستراتيجيات وطنية تتعامل مع هذه المشاكل الحساسة
"ويختتم مدير مكتب "الحقيقة الدولية" في معان هذا التحقيق بأن هناك نعم صور كثيرة للفقر في محافظة معان وباديتها ومناطقها النائية "في ظل عدم بين توفر الخدمات وكل وسائل الرفاهية في المحافظة والغياب الكلي لهذه المقومات في أماكن أخرى بعيدة أو نائية تفتقر إلى بنى تحتية بل وحتى إلى "مساكن لائقة تحترم الكرامة الإنسانية". وهذا ناتج عن عدم العدالة في توزيع مكتسبات التنمية والتفاوت بين المناطق هو خاصية أردنية نظرا لكبر مساحة الوطن.