الحقيقة الدولية – خاص – أكد مساعد رئيس مجلس الأعيان، الدكتور زهير أبو فارس، أن الأردن ورغم إحاطته بالأزمات الإقليمية المتلاحقة، يواصل لعب دور محوري في استقرار المنطقة، مستندًا إلى ارتباطه العضوي بالقضية الفلسطينية ومواقفه الثابتة تجاه رفض التهجير والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس.

وأوضح أبو فارس خلال مشاركته في برنامج "واجه الحقيقة" أن أحداث السابع من أكتوبر وما تبعها من عدوان الاحتلال على غزة كشفت عن توجهات قائمة على "التطهير العرقي" ومحاولة تحويل الصراع إلى صراع ديني لتجاوز الشرعية الدولية، مشددًا على أن الأردن يرفض هذا المسار جملة وتفصيلًا. وقال: "التهجير بالنسبة لنا وعلى لسان جلالة الملك هو بمثابة إعلان حرب، ولن نقبل إلا بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف".

وأضاف أن قوة الأردن تنبع من تماسك قيادته وشعبه، لافتًا إلى أن الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بات يحظى باحترام عالمي واسع، وأن الدبلوماسية الأردنية أحرجت الاحتلال في المحافل الدولية وأسهمت في تغيير السردية التي حاول فرضها، حيث بدأ العالم يتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق، حتى في الولايات المتحدة وأوروبا.

وفي الشأن الإنساني، استعرض أبو فارس حجم المساعدات الأردنية لقطاع غزة، والتي بلغت منذ السابع من أكتوبر وحتى أغسطس 2025 نحو 376 مليون دولار. وأوضح أن هذه المساعدات نُقلت عبر 53 طائرة و194 قافلة تضم أكثر من 8400 شاحنة، و164 إنزالًا جويًا أردنيًا و400 بالتعاون مع دول عربية وأجنبية، فضلًا عن الجهود الطبية التي شملت آلاف العمليات الجراحية ومئات الآلاف من المراجعين وتركيب مئات الأطراف الصناعية. لكنه أشار إلى أن الاحتلال يتعمد إعاقة هذه الجهود عبر التفتيش المطول ومنع إدخال مواد أساسية.

وفي ما يتعلق بالتحديات الأمنية، شدّد أبو فارس على أن الأردن لن يسمح لأي طرف – وخاصة الاحتلال – بالاعتداء على سيادته، محذرًا من الوجود العسكري والاستخباري للاحتلال في جنوب سوريا وما يحمله من مخاطر مرتبطة بمشروع "الوطن البديل". كما لفت إلى أن بعض حملات التشكيك الداخلية بالموقف الأردني تهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية، مؤكدًا ضرورة مواجهتها بالإعلام الواعي والموحد.

وختم أبو فارس بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية، تطوير استراتيجية إعلامية وطنية قادرة على مواجهة التحديات، وتوسيع التحالفات العربية، إلى جانب مواصلة الدبلوماسية الأردنية الفاعلة بقيادة جلالة الملك. وقال إن الشعب الفلسطيني "لن يقبل بديلاً عن أرضه"، وإن التغيرات العالمية الجارية بدأت تكشف خطورة اليمين المتطرف في كيان الاحتلال حتى على مستقبله نفسه.