الحقيقة الدولية -  مادبا -  خلدون الازايدة - أثارت لوحة فسيفسائية توراتية يقال بانها مزيفة في مركز زوار مدينة مادبا غضب أهالي المحافظة، بسبب المعاني السلبية التي تحملها، خاصة في ظل التصريحات العدائية الأخيرة للكيان تجاه الأردن بشكل عام ومادبا بشكل خاص. تتزامن هذه اللوحة مع نشر الكيان "خريطة مسمومة" تظهر ضم مناطق واسعة من شرق البحر الميت، بما في ذلك مادبا، وماعين، وذيبان، والموجب، وغيرها.

أعرب مواطنون وخبراء عن قلقهم تجاه ما وصفوه بمحاولات الترويج لمظاهر سياحية تحمل دلالات خادعة ومضللة. وأكدوا أن مثل هذه المشاريع تدعم بشكل غير مباشر الأساطير التوراتية الزائفة التي يسعى البعض لترسيخها كحقيقة تاريخية. وشددوا على أن اللوحة الفسيفسائية الضخمة التي تحمل اسم "طريق الملوك" ليست إلا محاولة لإضفاء طابع توراتي غير علمي ولا حقيقي على المدينة الأردنية العريقة، فتسعى الرواية المقدمة للسياح لتحويل أنظارهم عن الواقع التاريخي والجغرافي الأصيل للأرض العربية الأردنية.

وأشار المختصون إلى أن الطريق الأصلية المعروفة تاريخياً هي "طريق البخور"، التي تعود إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، والتي أحياها العرب الأنباط كشريان رئيسي لتجارتهم قبل ثلاثة آلاف عام. في عهد الإمبراطور الروماني تراجان، تغير اسم الطريق إلى "فيا تريانا نوفا"، وهي واحدة من الطرق الرئيسية التي اعتمدها الرومان في المناطق الخاضعة لهم، لكن هذه الحقائق التاريخية نجدها مستبعدة لصالح روايات توراتية مفبركة.

وتساءل المواطنون عن السبب وراء الإصرار على ربط هذه اللوحة بالتوراة، وعن دور القائمين على السياحة في مادبا الذين يروجون للسياح بأن هذا الطريق توراتي الأصل. واستنكروا التركيز على أماكن مثل جبل نيبو وكهف لوط وأم الرصاص وقصر العبد، وهي مواقع عملت دوائر التهويد العالمية على تزييف تاريخها وربطها بأساطير توراتية لا أساس لها من الصحة.

وأضافوا أن الكثير من هذه المواقع لم تكن جزءاً من الطريق التاريخي الأصلية. وضربوا مثالاً بكهف لوط، الذي يعتبرونه مجرد أسطورة زائفة بلا أي دليل علمي أو مادي، مشيرين إلى أن هذا الادعاء كان نتيجة جهود الدكتور محمد وهيب المتخصص في الآثار التوراتية.

وأكدوا أن تحويل نص توراتي لإسقاطه على أرض أردنية يعد تحريفاً واضحاً للتاريخ والجغرافيا، وتساءلوا: لماذا يتم الاحتفال بما يسمى "طريق ملك توراتي" في الوقت الذي يمكن فيه إبراز طريق البخور التاريخي الحقيقي الذي ربط الشرق بالغرب وكان ممرّاً حيوياً عبر مدينة مادبا. وطالبوا بإعادة النظر في الرواية المقدمة للسياح وإبراز الهوية العربية الأصيلة للمدينة.

وشددوا على أن مادبا، تحت غطاء السياحة، تتعرض لحملة ممنهجة تهدف إلى تشويه عروبتها وغرقها في روايات توراتية مختلقة تمس الأمن القومي الأردني. وفي هذا السياق، طالبوا بإزالة هذه اللوحة فوراً، مؤكدين أن العمل عليها جرى بمبادرة من إدارة السياحة بالتعاون مع معهد الفسيفساء وبأيادٍ أردنية دون إدراك كامل لما تروّج له.