القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
22/08/2025
توقيت عمان - القدس
2:19:45 AM
الحقيقة الدولية - عمان - كتب سامي شريم
غزّة اليوم تُعطي للعالم درسًا لن يُنسى، فهي ليست مجرّد أرض محاصرة، بل مدرسة ثورية متفرّدة تجاوزت كلّ النظريات العسكرية، وتقدّمت على كلّ تجارب التاريخ القديم والحديث.
ما حدث في مواجهة لواء كفير ليس مجرّد اشتباك عسكري، بل كان ملحمة فريدة صنعتها إرادة فولاذية وعزيمة لا تلين.
المقاومة دخلت قلب الميدان بجرأة منقطعة النظير، وجعلت أقوى ألوية الاحتلال يتحوّل إلى رماد في ساعات قليلة؛ لم تنفعه تحصيناته، ولا خبراته، ولا تقنياته المتطورة، لأنّ الإرادة حين تتفوّق تنهار أمامها كلّ الجدران، وكلّ الأبراج، وكلّ الدبابات.
غزّة أبدعت في التكتيك، وفي المبادرة، وفي تحويل المستحيل إلى واقع، حتى صار جنود الاحتلال يصرخون ويتوسّلون، وقد عجزت قياداتهم عن الفهم: كيف تمكّن مقاتلون محدودو العتاد من سحق لواء النخبة المدجّج بالسلاح.
الدبابات انفجرت واحدة تلو الأخرى، والجنود وقعوا بين فكي كماشة الموت؛ إمّا حرقًا في مدرّعاتهم، وإمّا برصاص القنّاصة الذي حسم الموقف بمهارة فائقة. ثم جاءت البطولة الاستثنائية حين اندفع أحد أبناء غزّة ليفجّر نفسه وسط قوة الدعم، ليكتب بدمه فاصلًا جديدًا من النصر العظيم.
العدو يعيش الآن حالة من الذهول والارتباك، وقد انهارت استراتيجيته أمام أعين العالم، فيما بقيت غزّة شامخة عصيّة، ترفع راية الصمود وتكتب بالدم والإرادة ما عجز الكون عن محاكاته.
ستظلّ غزّة منارة لكلّ أحرار العالم، ومثالًا أعلى في التضحية والإنجاز والثبات؛ فكلّ هذا حدث في مناطق نفوذ خالصة لجيش الاحتلال، تم اقتحامها وتفتيشها عشرات المرّات.
لقد كسرت المقاومة حاجز الخوف والخشية من جيش كان يُدعى أنّه لا يُقهر، ليتمّ استنزافه ماديًا ومعنويًا، وصولًا إلى الانتحار خوفًا من المواجهة.