نشر بتاريخ :
09/08/2025
توقيت عمان - القدس
8:52:56 PM
جامعة الحسين بن طلال.. إنجازات أكاديمية وتنموية تعانق طموح الجنوب
أ.د. حسن عبدالله الدعجه
منذ أن تولّى الاستاذ الدكتور عاطف الخرابشة رئاسة جامعة
الحسين بن طلال مهامه في الخامس من تشرين الأول عام 2020، دخلت الجامعة مرحلة
جديدة من التطوير الشامل، انعكست ملامحها على مختلف جوانب العمل الأكاديمي والإداري
والبحثي، وأسهمت في تعزيز مكانتها بين الجامعات الأردنية والعربية. وقد جاءت هذه
النقلة النوعية نتيجة خطط مدروسة شملت تطوير الموارد المالية والبشرية، وتحسين
البنية التحتية، ودعم البحث العلمي، وتوسيع البرامج الأكاديمية، وتحقيق تقدم في
التصنيفات العالمية، إلى جانب خدمة المجتمع المحلي.
فعلى صعيد الموارد المالية والبشرية والبنية التحتية، تمكنت
الجامعة من تحقيق إنجازات لافتة، أبرزها إنشاء مركز التعلم الإلكتروني في العاصمة
عمان بكلفة 1.2 مليون دينار، ليكون منصة متقدمة تدعم أنماط التعلم المختلفة وتوفر
مورداً مالياً إضافياً للجامعة. كما نجحت الإدارة في ضبط النفقات منذ عام 2020، ما
أدى إلى توفير نحو 14 مليون دينار عبر خطة إنقاذ مالي شملت إعادة تنظيم ساعات
العمل الإضافي، وتقنين المصروفات، وإلغاء بعض المكاتب واللجان غير الضرورية.
وفي إطار التوجه نحو الطاقة المستدامة، تم ربط جميع عدادات
الكهرباء بالشبكة الشمسية، ما وفر حوالي ربع مليون دينار سنوياً، إضافة إلى تسديد
17 مليون دينار من الالتزامات المستحقة لجهات خارجية والمتعلقة بحقوق العاملين،
مثل الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ومكافآت نهاية الخدمة. كما تم تطوير البنية التحتية
والمختبرات بكلفة بلغت 4.6 مليون دينار، بدعم من جهات محلية ودولية.
وشهد الكادر الأكاديمي نمواً ملحوظاً بزيادة عدد أعضاء هيئة
التدريس بنسبة 5%، إضافة إلى نقل ملكية سكن أعضاء الهيئة التدريسية إلى الجامعة
بقيمة 12 مليون دينار، وإطلاق تقييم سنوي لأداء الكليات بهدف تحسين الأداء
الأكاديمي والإداري. كما أبرمت الجامعة 64 اتفاقية ومذكرة تفاهم محلية وعربية
ودولية، واستحدثت عدداً من المراكز والوحدات الإدارية المتخصصة، مثل مركز الابتكار
والإبداع وريادة الأعمال، والمركز الاردني للدراسات الصينية ومركز الإنعاش القلبي
الأول من نوعه في إقليم الجنوب بالتعاون مع جمعية القلب الأمريكية.
أما في مجال البحث العلمي، فقد شهدت الجامعة قفزة نوعية، إذ
ارتفع عدد الأبحاث المنشورة في قواعد بيانات
Scopus إلى 854 بحثاً، ما يمثل 42% من إجمالي أبحاث
الجامعة منذ تأسيسها، وارتفع عدد الاقتباسات العلمية إلى 22,273 اقتباساً. كما تم
دعم نشر 704 أبحاث بقيمة تجاوزت 215 ألف دينار، وتمويل 69 مشروعاً بحثياً من
ميزانية الجامعة بقيمة 684 ألف دينار، والحصول على دعم خارجي لمشاريع بحثية بقيمة
320 ألف دينار. وحرصت الجامعة على دعم مشاركة الباحثين في المؤتمرات العالمية
والإقليمية والمحلية، إذ موّلت 113 مشاركة بقيمة بلغت 123 ألف دينار. وعلى صعيد
المؤتمرات العلمية، نظمت الجامعة ثلاثة مؤتمرات دولية محكمة، تناولت قضايا القيادة
والتاريخ، وبيئة الأعمال والتنمية المستدامة، وتحديات التعليم في ظل المتغيرات
المعاصرة. كما جرى تشغيل منصات رقمية متقدمة لخدمة الدراسات العليا، والترقيات
الأكاديمية، وإدارة الرسائل الجامعية، ومجلة الجامعة، إضافة إلى مختبر بحثي
لإنترنت الأشياء.
وفي محور الطلبة والبرامج الأكاديمية، حققت الجامعة نمواً
كبيراً في أعداد الطلبة بنسبة 82.8%، حيث ارتفع العدد من 6,680 طالباً في العام
الجامعي 2019/2020 إلى 12,217 طالباً في 2023/2024، مع زيادة الطاقة الاستيعابية
إلى نحو 21 ألف طالب. كما استحدثت ثلاثة برامج بكالوريوس في تخصصات حديثة تلبي
احتياجات سوق العمل، هي هندسة الشبكات والمعلومات، علم البيانات والذكاء
الاصطناعي، وهندسة الطاقة المتجددة، إلى جانب ثمانية برامج ماجستير جديدة في
مجالات التمريض، والدراسات الاستراتيجية، والهندسة، والقانون، والمحاسبة،
والكيمياء التطبيقية، والمختبرات الطبية، ليصل عدد برامج الجامعة إلى 48
بكالوريوس، و22 ماجستير، وبرنامج دبلوم عالٍ، وبرنامج دكتوراه.
وعلى صعيد الاعتماد والتصنيف، حصلت الجامعة على الاعتماد
الخاص لجميع برامجها من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الأردنية، وحافظت على
اعتماد عدد من برامجها من جهات إقليمية ودولية مرموقة. ودخلت الجامعة لأول مرة
تصنيف Times ضمن
فئة 121–140 عربياً، كما دخلت تصنيف QS ضمن
فئة 131–150 عربياً، وتحسّن ترتيبها في Webometrics إلى
المرتبة 169 عربياً و3439 عالمياً عام 2023.
أما في مجال خدمة وتنمية المجتمع المحلي، فقد نفذت الجامعة
18 دورة تدريبية شارك فيها أكثر من 500 متدرب من أبناء المنطقة، ووقعت 18 مذكرة
تفاهم لتقديم برامج تدريبية متخصصة، ونظمت 10 برامج دبلوم تدريبي معتمد شارك فيها
178 متدرباً في مجالات مثل فن الطهي، والسجلات الطبية، وحساب الكميات، والتسويق
الرقمي. كما عقدت ست ورش عمل لتأهيل الخريجين وتزويدهم بمهارات سوق العمل. وفي
خطوة تطويرية مهمة، أوصت الجامعة بفصل كلية الأميرة عائشة بنت الحسين للتمريض
والعلوم الصحية إلى كليتين مستقلتين هما كلية التمريض وكلية العلوم الطبية، بهدف
تعزيز جودة التعليم والتخصصية.
بهذه الإنجازات المتنوعة، تثبت جامعة الحسين بن طلال أنها
تسير بخطى واثقة نحو تحقيق الريادة الأكاديمية والإدارية، وأنها نموذج للجامعة
التي تجمع بين جودة التعليم، ودعم البحث العلمي، والانفتاح على المجتمع، مع قدرة
على المنافسة إقليمياً ودولياً.