القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
08/06/2025
توقيت عمان - القدس
11:35:00 AM
الحقيقة الدولية – الرمثا - محمد فلاح الزعبي
"أنا بلبس البشكير مش بس لأنه تراث، بل لأنه فيه ريحة
أمي وجدتي. كل ما أحطه على كتفي، بحس إني لساتني بهديك الأيام، أيام الثوب المشقح
والمطرز والقهوة على الحطب وسواليف العصر. صار جزء مني ومن هويتي كامرأة رمثاوية
بتفتخر بتاريخها " هذا ما لخصته السيدة آمال الإبراهيم لسبب لبسها البشكير
الرمثاوي في كل مناسبة.
وأضافت الإبراهيم: لكل منطقة تراثها وهويتها التي تستمدها من
البيئة وترتبط بها لتميزها عن غيرها من المناطق لكن ان تجتمع صناعة أوروبية بهوية
حورانية ليكون لباسا تراثيا لمدينة واحدة فهي بصمة قلما تحدث.
جسر يربط الماضي بالحاضر
أما أم زياد وهي في أواسط العمر وتجمع بين جيلين انه في
مدينة الرمثا لا تزال ملامح التراث الشعبي نابضة بالحياة في كل تفاصيلها اليومية،
رغم تقلبات الزمن وتغير الأجيال، ليصبح البشكير والثوب المشقح بين أبرز الرموز
التراثية التي صمدت في وجه الحداثة، يبرز "البشكير الرمثاوي"، مضيفة انه
ابعد من كونه قطعة قماشية تقليدية تغطي الرأس ، بل تحولت إلى رمز للهوية والانتماء
وجسر يربط الحاضر بجذور الماضي العريق.
وأشارت ام زياد الى هذه العلاقة الحميمة التي تنسجها النساء
مع البشكير، ليست مجرد حنين، بل تعبير حيّ عن فخر جماعي يتوارث من جيل إلى جيل.
وتحرص كثير من العائلات على الاحتفاظ ببشكير "الأجداد" في صندوق الملابس
القديم، كنوع من الإرث المقدّس الذي لا تُقدّر قيمته بثمن.
سببت تسميته بالبشكير الألماني:
وفيما يخص سبب تسمية البشكير الألماني واعتماده من قبل
المرأة الرمثاوية قال أبو احمد الزعبي انه " دقة المانية وله قصة وهي إن شباب
الرمثا في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وفي ظل الانفتاح توجهوا إلى
ألمانيا الغربية بحثا عن الرزق والعمل فيها فكان غزوا رمثاويا كبيرا ولأنهم طالت
غربتهم هناك فقد جاءوا بهدايا لنسائهم وأمهاتهم وأخواتهم بالبشكير المصنوع في
مصانعها مما أعطاه اسم " البشكير الألماني " والمصطلح الدق هو "
الدقة الألمانية وانه كان من أوائل من احضروه حيث كان يعمل في المانيا في شبابه.
ذو الألوان الزاهية والذي
تزينه النقوش والورود بشكل يجعله على راس المرأة لوحة فنية تشد الانتباه لجمالها
وزينتها وانه يلبس عادة مع الثوب إما الأسود او " المشقح " او "
المطرز " ولا زالت النساء كبيرات السن يرتدينه دوما فيما تلبسه الشابات في
المناسبات الشعبية وحتى الرسمية كنوع من التراث المميز لأهل الرمثا.
احتفالات التخرج في الجامعات ل " الرماثنة "
الشاب عبد السلام العزايزة قال بان أبناء الرمثا في الجامعات
اطلقوا مبادرة جماعية لإبقاء هذه الميزة التراثية حية باتو يلفون البشكير الرمثاوي
على اكتافهم في حفلات التخرج ويلوحون به بل ويرتبط بتوزيع " الكباب المهبل
" الذي تصنعه سيدات الرمثا وأمهات الخريجين ويوزعونه على المدرسين والطلبة
ليكون بصمة لهم بل وتوصل رسالة بان صاحبة هذا البشكير هي من ربت وتعبت حتى اوصلتهم
لاعلى المراتب العلمية والأكاديمية.
وفي زمن تتسارع فيه الموضة وتتغير الهويات، يبقى "
البشكير الرمثاوي ثابتًا كأيقونة لا تبلى، تحكي حكاية ناسها، وتهمس في أذن كل من
يراه: " أني من الرمثا .. أني من هناك
"