الحقيقة الدولية - انفجر صراع حاد وعلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير الشهير إيلون ماسك، في مواجهة مشتعلة تجمع بين الشتائم الرقمية، والتلويح بالعقوبات الاقتصادية، واتهامات لا تخلو من الدراما السياسية، وربما القضائية.

ترامب يهدد بقطع الدعم

في سلسلة منشورات غاضبة نشرها الرئيس دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال"، أمس الخميس، شن هجومًا لاذعًا ضد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تسلا، وسبيس إكس، ومالك منصة X (تويتر سابقًا).

قال ترامب في منشوره الأول: "كان إيلون نحيفًا، طلبت منه المغادرة، وسحبت منه تفويضه للسيارات الكهربائية الذي أجبر الجميع على شراء سيارات لا يريدها أحد، وقد علم بذلك منذ شهور، وأصيب بالجنون".

وفي منشور لاحق، صعَّد من لهجته، قائلًا: "أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات في ميزانيتنا هي إنهاء الدعم الحكومي والعقود الممنوحة لماسك، لطالما تساءلت لماذا لم يفعل بايدن ذلك حتى الآن؟".

وتأتي تصريحات ترامب في وقت تزداد فيه الانتقادات الجمهورية لبرامج الحوافز البيئية التي استفادت منها شركات ماسك لسنوات، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.

أقوى رجل ضد أغنى رجل

أشعلت التصريحات النارية جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، وقالت لورا لومر، الناشطة السياسية اليمينية والمقربة من ترامب، لوسائل الإعلام: "الوضع يزداد سخونة، سيكون من المثير رؤية ما سيفعله الجمهوريون الآن.. تحدثتُ إلى مشرعين يتساءلون: هل نقف إلى جانب ترامب أم ماسك؟".

وأضافت: "كنت طوال اليوم في مبنى الكابيتول، وهذا كل ما يتحدث عنه الجميع: أقوى رجل في العالم ضد أغنى رجل في العالم".

ماسك يرد

لم يتأخر ماسك في الرد.، فعلى منصة X، نشر تصريحًا مثيرًا مفاده أن ترامب مذكور في "ملفات إبستين"، في إشارة إلى رجل الأعمال المتوفى جيفري إبستين، المتهم بإدارة شبكة لاستغلال القاصرين جنسيًا.

وكتب ماسك: "حان وقت إلقاء القنبلة الكبرى: @realDonaldTrump موجود في ملفات إبستين، هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها، يومك سعيد يا دونالد"، ثم أضاف تحذيرًا مستترًا: "تذكروا هذا المنشور للمستقبل، الحقيقة ستظهر".

وفي تصعيد جديد، وصف ماسك مشروع القانون الضريبي الجديد الذي اقترحه ترامب والذي يطلق عليه "القانون الكبير الجميل" بأنه "الفاتورة القبيحة الكبيرة"، في إشارة ساخرة للاسم.

قال ماسك في منشور: "مشروع القانون الكبير القبيح سيزيد العجز إلى 2.5 تريليون دولار"، وأضاف في منشور آخر: "يجب الإبقاء على تخفيضات الحوافز الخاصة بالسيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، وخفض جميع الزيادات المجنونة في الإنفاق في هذا المشروع القبيح حتى لا تُفلس أمريكا!".

ماسك يتحدى ترامب

في سلسلة منشورات على X، واصل ماسك تحديه للرئيس الجمهوري قائلاً: "بدوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات، وكان الديمقراطيون سيسيطرون على مجلس النواب، وكان الجمهوريون سيحصلون على 51-49 فقط في مجلس الشيوخ... مثل هذا الجحود".

ويأتي ذلك بعدما عبّر ترامب عن "خيبة أمله الشديدة" من ماسك، زاعمًا أنه "ساعده كثيرًا".

وفي تناقض علني، قال ترامب للصحفيين إن ماسك "كان على دراية كاملة" بمشروع القانون، بل يعرفه "أكثر من أي شخص في الإدارة"، لكن ماسك سارع إلى تكذيبه بمنشور قال فيه: "خطأ، لم يتم عرض هذا المشروع عليّ مطلقًا، وتم تمريره في منتصف الليل بسرعة كبيرة لدرجة أن أحدًا في الكونجرس لم يتمكن من قراءته".

لهجة مترددة من ترامب

بالرغم من الهجوم المتبادل، أظهر ترامب لهجة مترددة تجاه إنهاء العلاقة نهائيًا، قائلًا للصحفيين: "لطالما أحببتُ إيلون... لم يقل شيئًا سيئًا عني، وكنت أفضل أن ينتقدني أنا على أن ينتقد مشروع القانون، فهو مشروع مذهل... كانت علاقتي به رائعة، لا أعلم إن كانت ستستمر".

وبينما يتصاعد الصراع بين ترامب وماسك، يبدو أن هذا الانقسام العلني يحمل في طياته دلالات تتجاوز مجرد خلاف شخصي أو اقتصادي، ليعكس حالة التوتر بين أقطاب اليمين الأمريكي، وتضارب المصالح بين رجال الأعمال وصنّاع القرار السياسي.