سجل متوسط سعر فائدة التمويل العقاري لأجل 30 عامًا في الولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الحالي ليصل إلى 6.83 بالمئة، وهو أعلى مستوى له منذ 8 أسابيع. ويشكل هذا الارتفاع عقبة كبيرة أمام المشترين المحتملين للمساكن، خاصة في ظل ما يُعتبر تقليديًا موسمًا نشطًا لشراء المساكن خلال فصل الربيع.

ووفقًا لمؤسسة فريدي ماك للتمويل العقاري، فقد ارتفع متوسط سعر العائد خلال الأسبوع الحالي إلى 6.83 بالمئة، مقارنة بـ 6.62 بالمئة في الأسبوع الماضي و7.1 بالمئة في الأسبوع نفسه من العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت فائدة القروض العقارية لأجل 15 عامًا، التي يفضلها أصحاب المساكن الراغبون في إعادة تمويل قروضهم الحالية بهدف خفض الفائدة، لتصل إلى متوسط 6.03 بالمئة خلال الأسبوع الحالي، مقابل 5.82 بالمئة في الأسبوع الماضي و6.39 بالمئة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات فريدي ماك.

وتتأثر فائدة التمويل العقاري بعدة عوامل اقتصادية، من بينها الطلب العالمي على سندات الخزانة الأمريكية، وقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى توقعات مستثمري سوق السندات بشأن معدلات التضخم المستقبلية.

ويتبع متوسط سعر الفائدة على قروض التمويل العقاري لأجل 30 عامًا، بشكل غير مباشر، تحركات العائد على سندات الخزانة الأمريكية العشرية، والتي يعتمد عليها المُقرضون كمرجع أساسي لتسعير قروض الإسكان.

يُذكر أن العائد على السندات أجل 10 سنوات، الذي شهد انخفاضًا عامًا خلال العام الحالي بعد ارتفاعه إلى حوالي 4.8 بالمئة في منتصف يناير، قد ارتفع إلى 4.5 بالمئة خلال الأسبوع الماضي. ويعزى هذا الارتفاع إلى موجة بيع مكثفة لسندات الخزانة الحكومية، نتيجة لمخاوف المستثمرين من التداعيات الاقتصادية لتصاعد الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقراراته المتعلقة بفرض الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية. وقد بلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات 4.32 بالمئة في تداولات منتصف نهار اليوم الخميس.

ويؤدي ارتفاع فائدة التمويل العقاري بشكل مباشر إلى تقليل القوة الشرائية للمشترين المحتملين للمساكن، مما قد يؤثر سلبًا على حجم المبيعات في سوق العقارات.

وقد شهد متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 عامًا انخفاضًا ملحوظًا منذ أن تجاوز 7 بالمئة بقليل في منتصف يناير. وتُعد زيادة هذا الأسبوع هي الأولى بعد ثلاثة انخفاضات متتالية، مما رفع المتوسط إلى أعلى مستوى له منذ 20 فبراير الماضي عندما كان 6.85 بالمئة.

ومن المرجح أن تُثني هذه الزيادة بعض الراغبين في شراء مسكن عن اتخاذ قرار الشراء خلال الفترة التي تُعتبر عادةً الأكثر نشاطًا في مبيعات المنازل. وفي الأسبوع الماضي، انخفضت طلبات التمويل العقاري بنسبة 8.5 بالمئة مقارنةً بالأسبوع السابق، وفقًا لبيانات رابطة مصرفيي الرهن العقاري.

وفي سياق متصل، ارتفعت نسبة طلبات الحصول على قروض عقارية ذات فائدة قابلة للتعديل إلى أعلى مستوى لها في 17 شهرًا. وتعمل القروض ذات الفائدة المتغيرة على تخفيض الأقساط الشهرية للمقترض في البداية من خلال خفض سعر الفائدة على القرض العقاري لفترة محددة مسبقًا، قبل أن يتم تطبيق سعر الفائدة الأعلى لاحقًا.

وكان خبراء اقتصاديات الإسكان قد توقعوا في وقت سابق من هذا العام أن يبقى متوسط سعر الفائدة على التمويل العقاري لمدة 30 عامًا عند حوالي 6.5 بالمئة خلال العام الحالي.

الحقيقة الدولية - وكالات