القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
08/04/2025
توقيت عمان - القدس
6:19:28 PM
صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان
بأن بلاده تتوقع من الحكومة العراقية أن تخوض المعركة ضد تنظيم "بي كي
كي" (حزب العمال الكردستاني) بنفس الحزم والقوة التي أبدتها في حربها ضد تنظيم
"داعش" الإرهابي.
وأوضح فيدان في مقابلة تلفزيونية أن
العلاقات بين تركيا والعراق تحمل أهمية استراتيجية وأبعادًا لا يمكن الاستغناء
عنها بالنسبة لأنقرة.
وشدد فيدان على أن "بي كي
كي" هو تنظيم إرهابي يمثل تهديدًا مباشرًا لتركيا ويحتل أجزاء واسعة من الأراضي
العراقية، وعلى رأسها منطقة سنجار. وأكد على ضرورة اتخاذ الحكومة العراقية إجراءات
حاسمة ضد هذا التنظيم من أجل ضمان أمن العراق واستقرار المنطقة بأسرها.
وحذر فيدان من مغبة تحول العراق إلى
ساحة صراع بالوكالة بين مختلف المذاهب، مؤكدًا أن "ليس من مصلحة أحد أن يتحول
العراق إلى ساحة لحرب بالوكالة بين المذاهب"، وأضاف أنه "يجب التغلب على
هذا النمط من الصراع عبر النضج، لأن العراق يحتاج إلى تحقيق الاستقرار".
وأكد فيدان دعم تركيا لسياسة رئيس
الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، مشيرًا إلى أن "العراق لكل العراقيين،
سواء كانوا من الشيعة أو السنة أو التركمان أو الأكراد أو الأيزيديين".
وفي رده على سؤال حول مدى كفاية الدور
الذي تقوم به الحكومة العراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وإمكانية توسيع
التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، قال فيدان إن "آلية التعاون بيننا تطورت
بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، وهي تعتمد على الأمن"، مشيرًا إلى وجود
تعاون حالي بين العراق وتركيا في مجال الصناعات الدفاعية، وأضاف: "فتحنا
أسواقنا وقدراتنا أمام العراق".
وعن تطلعات تركيا من العراق، كرر فيدان
أن بلاده تتوقع من العراق أن يكافح تنظيم "بي كي كي" بنفس الطريقة التي
حارب بها "داعش"، مشيرًا إلى أن الخطوة الأولى التي اتخذها العراق
باعتبار "بي كي كي" تهديدًا قانونيًا هي خطوة مرحب بها من جانب تركيا.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحكومة العراقية
والوطنيين العراقيين سيخوضون النضال اللازم ضد تنظيم "بي كي كي" الذي
يحتل أراض عراقية في المناطق الكردية والعربية، مضيفًا أنه "كما قاموا بتطهير
الأراضي العراقية من داعش، فإن العراقيين سوف يقومون أيضا بتطهيرها من تنظيم بي كي
كي الذي له علاقات مع العديد من التنظيمات الدولية التي لا نعرف من أين تأخذ
أوامرها".
وحذر فيدان من التفكير الخاطئ الذي
يتبناه البعض بأن "هذا التنظيم الإرهابي أنشئ من أجل تركيا، لذلك يمكننا أن
نتركه يقاتل"، موضحًا أن "الضرر يلحق بالعراق، حيث يعمل التنظيم على
تهريب الأسلحة والهيروين، وتجنيد الناس قسرا في صفوفه".
وأكد فيدان أن "العراق دولة
مستقلة ذات سيادة وطنية، ولديها جيش وطني وقوات وشرطة ومخابرات، ولكن إلى جانب كل
هذا هناك أيضا تنظيم بي كي كي المسلح الذي يتواصل مع عناصر عراقية ولا يتلقى
تعليمات من العراق".
وتطرق فيدان إلى عواقب عدم التخلص من
تنظيم "بي كي كي" الإرهابي على العراق، مشيرًا إلى أن تركيا قضت على
أنشطة التنظيم في أراضيها، وتساءل: "لكن من سيتولى القضاء على أنشطته في
العراق؟".
يأتي ذلك في وقت دعا فيه عبد الله
أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، الحزب إلى عقد مؤتمر عام وحل نفسه،
مؤكدًا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذا القرار. وأشار أوجلان في بيان إلى أن
الأتراك والأكراد سعوا على مدى أكثر من ألف عام إلى "الحفاظ على وجودهم
والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة
لهم"، مؤكدًا على "الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي" وأن "الحلول
القائمة على النزعات القومية المتطرفة لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية
التاريخية للمجتمع".
في المقابل، دعا حزب العمال الكردستاني
إلى الإفراج عن زعيمه عبد الله أوجلان مقابل حل الحزب وتسليم سلاحه.
الحقيقة الدولية - وكالات