القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
16/04/2025
توقيت عمان - القدس
9:06:51 PM
فنّدت دراستان علميتان حديثتان نظرية
سابقة كانت ترجح أن بداية تدجين القطط تعود إلى جزيرة قبرص قبل نحو 9500 عام،
وأعادتا أصل هذه العملية إلى مصر القديمة.
ففي عام 2001، استند العلماء إلى اكتشاف
مقبرة بشرية في قبرص تضم رفات إنسان وقط، لافتراض أن تدجين القطط بدأ في تلك
الجزيرة المتوسطية، حيث افترضوا أن القطط اقتربت تدريجيًا من المزارعين الأوائل
واعتادت العيش معهم.
إلا أن دراستين جديدتين لتحليل الحمض
النووي، لم تخضعا بعد لمراجعة الأقران، كشفتا أن القط الذي عُثر عليه في قبرص لم
يكن قطًا منزليًا، بل كان قطًا بريًا أوروبيًا. وهذا الاكتشاف يضعف بشكل كبير
الفرضية القبرصية ويعيد التركيز على مصر كموقع أصلي لتدجين القطط.
ووفقًا للعلماء، بدأت العلاقة بين
الإنسان والقط في مصر قبل نحو 3000 عام، في سياق طقوس دينية ارتبطت بالإلهة
المصرية باستيت، التي كانت تُصوّر في بداياتها برأس أسد، ثم بدأت تُجسّد برأس قطة
في الألفية الأولى قبل الميلاد. وقد تزامن هذا التحول الرمزي مع انتشار ظاهرة
التضحية بالقطط، حيث جرى تحنيط ملايين القطط التي كانت تعيش بحرية أو تُربّى
خصيصًا كقرابين.
وكشفت الحفريات أن المعابد والمزارات
المخصصة لعبادة باستيت كانت تقع بجوار أراض زراعية واسعة، ما يعني أنها كانت
موطنًا طبيعيًا للقوارض والقطط البرية التي تفترسها. ويفترض العلماء أن هذا
التعايش في بيئة خصبة مهّد الطريق لعلاقة أوثق بين البشر والقطط، تغذّت على
المكانة الدينية التي اكتسبتها القطط في تلك الفترة.
ويشير فريق البحث إلى أن بعض المصريين
القدماء ربما بدأوا في تربية القطط في منازلهم بوصفها حيوانات أليفة مميزة، ما
مثّل بداية لعملية تدجين حقيقية، توسعت لاحقًا خارج مصر.
ويؤكد العلماء أن نتائج الدراستين تقدم
إطارًا تفسيريًا جديدًا لأصل القطط المنزلية، يشير إلى أن تدجينها لم يكن عملية
بسيطة، بل جرت ضمن سياقات دينية وثقافية معقدة، وربما في أكثر من منطقة في شمال
إفريقيا. كما دعوا إلى مواصلة البحث لتحديد الأصول الجغرافية الدقيقة للقطط
المنزلية التي نعرفها اليوم.
الحقيقة الدولية - وكالات