كشف مصدر عسكري رفيع داخل الجيش السوداني عن قيام الفريق الصادق إسماعيل، المدير السابق لمكتب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ومبعوثه الشخصي، بزيارة سرية إلى كيان الاحتلال خلال الأسبوع الماضي. وقد أحاطت السرية التامة بهذه الزيارة حتى انتهائها.

وأفادت صحيفة (الراكوبة) السودانية بأن الهدف الرئيسي للزيارة تمحور حول التنسيق مع كيان الاحتلال لتسويق صورة البرهان لدى الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب، بالإضافة إلى محاولة تهدئة التوتر في علاقات البرهان والجيش السوداني مع حكومة أبو ظبي.

وذكرت الصحيفة أن مبعوث البرهان كُلف بإيصال عدة رسائل إلى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، حيث أبلغه برغبة البرهان الجادة في إكمال خطوات التطبيع بين السودان وكيان الاحتلال والترتيب لتوقيع اتفاقيات إبراهام، وذلك مقابل الحصول على دعم الكيان في المرحلة القادمة.

وأوضح المبعوث أن التقارب السوداني الأخير مع إيران، والذي أثار استياء حكومة الكيان، فرضته الضرورة على قائد الجيش السوداني في ظل العزلة والضغوط الإقليمية والدولية التي واجهت السودان منذ اندلاع الحرب، والحاجة الماسة للدعم العسكري النوعي من أي جهة لتحقيق النصر في هذه الحرب. وقد وعد البرهان، على لسان مبعوثه، بإكمال أي التزامات أو شروط تضعها تل أبيب لإتمام الاتفاق في أقرب وقت ممكن.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من قائد الجيش السوداني أن البرهان أوصل رسالة إلى كيان الاحتلال يعبر فيها عن شعوره بـ "عدم التعاون" خلال الحرب الدائرة منذ عامين، وأنه كان يأمل في الحصول على أسلحة تمكنه من التغلب على قوات الدعم السريع منذ بداية الصراع. وأوضح المصدر أن البرهان لم ير مبررًا لغضب الكيان من التوجه نحو إيران، مؤكدًا أن هذه الخطوة جاءت بسبب عدم تلقيه المساعدات العسكرية التي كان يتوقعها من الكيان، الذي بدأ معه اتفاقًا للتعاون قبل 5 سنوات.

وأضاف المصدر أن البرهان أكد لكيان الاحتلال أنه كان يأمل في الحصول على هذه المساعدة في "توقيت مهم للغاية" كان من شأنه أن يساهم في "تحقيق انفراجة حقيقية في العلاقات بين البلدين ويبدل من رأي كثير من السودانيين تجاه إسرائيل".

وقد نشرت صحيفة Times of Israel العبرية تقريرًا يطابق المعلومات التي نشرتها صحيفة (الراكوبة) السودانية فيما يتعلق بالزيارة السرية للفريق الصادق إسماعيل.

الحقيقة الدولية - وكالات