تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، حيث يصارع مرضى السرطان الموت يوميًا في ظل استمرار العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والحصار الخانق المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 عامًا.

ففي قطاع غزة الذي كان يعاني قبل العدوان من عدم وجود مستشفى متخصص لعلاج الأورام، واضطرار المرضى للحصول على تحويلات طبية للعلاج خارج القطاع، لم يعد أمام هؤلاء المرضى أي خيار سوى مواجهة مصيرهم المحتوم في ظل منعهم من السفر واستمرار تدمير المنشآت الصحية.

ويعيش مرضى السرطان أوضاعًا مأساوية داخل مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، الذي يعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، وسط حصار مطبق يفرضه كيان الاحتلال ويمنع بشكل كامل سفر المرضى لتلقي العلاج المنقذ لحياتهم في الخارج.

وتجسد معاناة هؤلاء المرضى في قصة أم سامر التي تجلس بجوار طفلها النحيل سامر عصفور، المصاب بسرطان الدم، والذي يواجه مصيره بلا علاج أو رعاية صحية مناسبة. وناشدت الأم المكلومة المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية التدخل العاجل لإنقاذ حياة طفلها الوحيد قبل أن يودي المرض بحياته.

وقد حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قبل يومين من أن مخزون الإمدادات الإنسانية في غزة يتناقص بشكل خطير، وأن الوضع يزداد سوءًا، مؤكدة على ضرورة إنهاء الحصار والسماح بدخول المساعدات.

ويعكس وضع خالد صالح، وهو أحد مرضى السرطان الراقدين في المستشفى، حجم المأساة، حيث توقفت رحلته العلاجية بسبب العدوان وتدمير المنشآت الصحية، وعلى رأسها المستشفى التركي الفلسطيني الذي كان المركز الوحيد المختص بتقديم العلاج الكيميائي في القطاع. ويصف خالد بصوت ضعيف كيف انتهى كل شيء بعد تهجير المرضى واعتقال الأطباء، ليصبح مستشفى غزة الأوروبي الملاذ الأخير الذي يعاني بدوره من نقص حاد في الإمكانيات.

ويؤكد رئيس قسم الأورام السرطانية في مستشفى غزة الأوروبي، الدكتور موسى الصباح، أن المستشفى يفتقر إلى العلاجات الكيميائية الأساسية والأدوية التلطيفية، وأن العديد من الأجهزة الحيوية لم تعد تعمل، مشيرًا إلى تدهور حالات العديد من المرضى نتيجة لذلك. ويشدد على أن إغلاق كيان الاحتلال للمعابر يمنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية ويحول دون خروج المرضى للعلاج في الخارج.

ومنذ بدء العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دمر جيش الاحتلال 34 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة، تاركًا 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة وسط نقص كارثي في الأدوية والمعدات الطبية، بالإضافة إلى إخراج 80 مركزًا صحيًا عن الخدمة وتدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.

الحقيقة الدولية - وكالات