يساعد اتباع نمط حياة صحي على تحسين صحة الرئتين وتعزيز وظائف الجهاز التنفسي، سواء كان الشخص يعاني من أمراض تنفسية مزمنة مثل الربو، أو يسعى للحفاظ على لياقته التنفسية.

ويقدم خبراء جمعية الربو والرئة في المملكة المتحدة مجموعة من الإرشادات الفعالة للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وتعزيز القدرة على التنفس بسلاسة.

يعد التحكم في التنفس من الطرق المهمة لتحسين وظائف الرئتين والتعامل مع أعراض مثل ضيق التنفس. وتوضح كيم فيري، أخصائية العلاج التنفسي، أن هناك طريقتين فعالتين يمكن الاعتماد عليهما، الأولى هي التحكم في التنفس: ويعتمد على التنفس العميق باستخدام الحجاب الحاجز بدلا من الصدر. ويتم ذلك بالجلوس في وضعية مريحة، وإرخاء الكتفين، والتنفس ببطء من الأنف، بحيث يتمدد البطن للخارج، ثم الزفير برفق من الفم أو الأنف مع إحساس البطن بالانكماش. أما الطريقة الثانية، فهي التنفس المستطيلي: ويعتمد على تتبع شكل مستطيل في محيطك، مثل نافذة أو شاشة، مع الشهيق عند النظر إلى الجوانب القصيرة والزفير عند تتبع الجوانب الطويلة، ما يساعد على تنظيم وتيرة التنفس وإبطائها.

تساهم التمارين الرياضية، وخاصة تمارين القلب والأوعية الدموية مثل المشي والجري، في تقوية العضلات المحيطة بالرئتين وتعزيز كفاءتها. ويشير الدكتور أندرو ويتامور، المسؤول السريري في جمعية الربو والرئة، إلى أن ممارسة الرياضة تساعد في تحسين قدرة الجسم على استخدام الأكسجين بكفاءة، ما يقلل من ضيق التنفس. وحتى في الأيام الباردة أو عند عدم القدرة على الخروج، يمكن أداء بعض التمارين البسيطة داخل المنزل مثل المشي في المكان، أو تمارين الضغط على الحائط، والتي تعمل على تقوية عضلات الصدر وتعزيز القدرة التنفسية.

يلعب الغذاء دورا مهما في دعم صحة الرئتين، حيث يساعد تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالفيتامينات والمعادن في تقوية جهاز المناعة والحد من الالتهابات التي قد تؤثر على وظائف الجهاز التنفسي. وتشير دراسة حديثة أجرتها جامعة كوبنهاغن إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين (ك)، الموجود في الخضروات الورقية مثل البروكلي والسبانخ، كانوا أقل عرضة للإصابة بالربو والانسداد الرئوي المزمن، كما سجلوا نتائج أفضل في اختبارات وظائف الرئة. إضافة إلى ذلك، ينصح بتناول أطعمة مضادة للالتهابات مثل التوت والمكسرات والأسماك الدهنية والثوم، حيث تحتوي على مضادات أكسدة تساهم في حماية الرئتين من الأضرار الناجمة عن التلوث البيئي والالتهابات المزمنة.

يساعد التمدد المنتظم في تقليل التوتر في العضلات والمفاصل المحيطة بالرئتين، ما يسهل عملية التنفس. وتوصي كيم فيري ببعض التمارين الفعالة في هذا السياق، مثل تمارين التمدد الجانبية: حيث يتم رفع الذراع فوق الرأس والانحناء بلطف إلى الجهة المقابلة، ما يساعد في تمدد الأنسجة المحيطة بالقفص الصدري وتحسين المرونة. وتمارين فتح الصدر: وتعتمد على شد الكتفين للخلف مع الضغط على المرفقين معا خلف الظهر، ما يساعد في توسيع منطقة الصدر وتحسين تدفق الهواء إلى الرئتين.

يعد التوتر من العوامل التي تؤثر سلبا على صحة الجهاز التنفسي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض مثل ضيق التنفس والسعال لدى الأشخاص المصابين بأمراض الرئة. وتوضح آن ليتل، مدربة التأمل واليقظة الذهنية، أن ممارسة تقنيات التأمل بانتظام يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتحسين كفاءة التنفس. ومن بين الأساليب الفعالة في ذلك تقنية مسح الجسم، والتي تعتمد على التركيز على أجزاء الجسم المختلفة أثناء التنفس العميق، ما يساعد في التخلص من التوتر الجسدي والعاطفي وتعزيز الشعور بالراحة.

الحقيقة الدولية - وكالات