القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
26/03/2025
توقيت عمان - القدس
3:33:40 PM
الحقيقة
الدولية - أكدت الجمعية الفلكية الأردنية أن الحسابات الفلكية الدقيقة تشير إلى
استحالة رؤية هلال شهر شوال لعام 1446 هـ بعد غروب شمس يوم السبت 29 آذار الحالي،
سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات في الأردن والعالم الإسلامي.
وأوضح
رئيس الجمعية، عمار السكجي، أن الاقتران المركزي (المحاق) سيحدث في الساعة 1:58
بعد ظهر يوم السبت 29 آذار 2025، وفي العاصمة الأردنية عمان، سيكون ارتفاع الهلال
عن الأفق لحظة غروب الشمس 1.4 درجة، والزاوية بين القمر والشمس (الاستطالة) 2.2
درجة، وسيمكث الهلال 10 دقائق فقط فوق الأفق، ويبلغ عمره 4 ساعات و56 دقيقة، ودرجة
إضاءته 0.1%.
وأشار
إلى أن هذه المعطيات تعني أن الهلال سيكون رقيقًا وخافتًا جدًا، ولن يكون مرئيًا
حتى باستخدام التلسكوبات. وأظهرت الحسابات الفلكية أن الهلال سيمكث لفترات متفاوتة
في العواصم العربية، حيث يمكث 11 دقيقة في القاهرة، و10 دقائق في القدس، و7 دقائق
في مكة المكرمة، و18 دقيقة في مراكش.
وجدد
التأكيد على أن الجمعية الفلكية الأردنية ليست الجهة المخولة بإعلان مواعيد
الأعياد والمناسبات الدينية، حيث إن تحديد بداية الشهور الهجرية هو من اختصاص
سماحة مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية ومجلس الإفتاء والبحوث والدراسات
الإسلامية، والذين يُعدّون المرجعية الرسمية في هذا الشأن.
معايير
فلكية تؤكد استحالة الرؤية
أكد
السكجي أن عدم إمكانية رؤية الهلال يستند إلى معايير فلكية معتمدة عالميًا، مثل
معيار البابليين، ومعيار البتاني، ومعيار إلياس، ومعيار شيفر، ومعيار دانجون،
ومعيار يالوب، ومعيار علاوي، ومعيار عودة.
واستشهد
بقاعدة بيانات المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، التي تضم أكثر من 3000 رصد موثق،
والتي تبين أن أقل مكث لهلال تمت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة، بينما سيمكث
الهلال في الأردن 10 دقائق فقط. كما أن أقل عمر لهلال تمت رؤيته بالعين المجردة
كان 15 ساعة و33 دقيقة، في حين أن عمر الهلال يوم السبت لن يتجاوز 5 ساعات، وأدنى
استطالة تم رصد الهلال عندها بالعين المجردة كانت 7.6 درجة، بينما ستكون استطالة
هلال شوال 2.2 درجة فقط.
عوامل
فلكية تعيق الرصد
أوضح
السكجي أن هناك عدة عوامل فلكية وفيزيائية تجعل رؤية الهلال مستحيلة، ومنها
التشويش والتشوهات الجوية؛ بسبب الكتلة الجوية الكثيفة التي يمر من خلالها ضوء
الهلال عند ارتفاعه المنخفض جدًا. ومن العوامل الأخرى، التشتت والامتصاص الضوئي،
حيث يؤدي تشتت الضوء وامتصاص الأطوال الموجية القصيرة إلى خفوت الهلال. إضافة إلى
ظاهرة الانكسار الجوي التي تجعل الهلال يظهر في موقع مختلف عن موقعه الحقيقي، مما
يؤدي إلى تشويهه، وظاهرة التباين المنخفض، حيث تكون السماء عند الغروب شديدة
السطوع، مما يجعل الهلال غير مرئي. ومن العوامل أيضًا؛ شفافية السماء، حيث تؤثر
الرطوبة وبخار الماء على وضوح الهلال، وقد تحجبه الغيوم والسحب، وفق السكجي، الذي
أضاف أيضًا الاضطرابات الحرارية التي تسبب تشوه صورة الهلال؛ بسبب تغيرات درجة
الحرارة في الهواء.
هل
يمكن رؤية الهلال باستخدام التلسكوبات؟
أوضح
السكجي أن التلسكوبات الأرضية الكبيرة تواجه صعوبات في رصد الهلال؛ بسبب تحديات
تقنية مثل صعوبة تتبع الأجسام القريبة جدًا من الأفق، وعدم تصميمها لمثل هذه
الأرصاد. وأشار إلى أن تلسكوب هابل الفضائي (HST) غير مصمم لرصد الهلال، نظرًا لقربه الزاوي من الشمس، مما يشكل
خطرًا على المجسات الحساسة للتلسكوب، التي قد تتعرض للتلف بسبب شدة الإضاءة
الشمسية. أما تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، الذي يتميز بحساسيته العالية للأشعة تحت الحمراء، فإنه أيضًا
غير قادر على رصد الهلال، لأن وهج الشمس الشديد قد يتسبب في إتلاف مستشعراته
الحساسة، إذ إن تصميمه يهدف إلى رصد الأجرام البعيدة في الفضاء السحيق، وليس
الأجرام القريبة من الشمس.
وأحد
الحلول المقترحة لتحسين فرص رصد الهلال هو إطلاق تلسكوب شمسي متخصص في الفضاء، مثل
التلسكوب الشمسي "سوهو" (SOHO)،
الذي يعتمد على تقنيات متطورة مثل "الكوروناغراف"، وهي أداة تعمل على
حجب ضوء الشمس لتسهيل رؤية الأجرام القريبة منها. ويُفضَّل أن يكون مثل هذا
التلسكوب في نقطة لاجرانج L2،
وهي منطقة مثالية في الفضاء تتيح استقرار التلسكوب بعيدًا عن تأثيرات الأرض وضوء
الشمس المباشر، مما يوفر ظروفًا مثالية لرصد الهلال بدون تشويش. وأشار إلى أن
التطورات التكنولوجية قد تسهم في تحسين طرق رصد الأهلة مستقبلًا، من خلال استخدام
الذكاء الاصطناعي للنمذجة التنبؤية، وتطوير "البصريات التكيفية" لتصحيح
التشوهات الجوية في الزمن الحقيقي، إضافة إلى التوسع في استخدام التلسكوبات
الشمسية الأرضية والفضائية.