القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
21/03/2025
توقيت عمان - القدس
9:22:30 PM
كشفت دراسة علمية حديثة أن الصدمات
الشديدة، مثل تلك التي تنشأ في الحروب، قد تترك "ندوبا" جينية على الحمض
النووي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال، ما يفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية تأثير
العنف والصدمات النفسية على الصحة الجينية.
وتعد هذه النتائج امتدادًا لأبحاث
سابقة أشارت إلى أن التجارب الصادمة تزيد بشكل كبير من احتمالية إصابة الأبناء
بالاكتئاب واضطرابات الصحة العقلية. إلا أن الدراسة الجديدة قدمت أدلة مباشرة على
هذه الظاهرة، من خلال تحليل الحمض النووي لـ 48 عائلة سورية عبر ثلاثة أجيال.
أجرت كاثرين بانتر-بريك، عالمة
الأنثروبولوجيا في جامعة ييل، وفريقها البحثي، دراسة شملت نساء سوريات كن حوامل في
أوائل الثمانينيات أو عام 2011. وتمت مقارنة الحمض النووي لعائلات تعرضت للعنف في
الثمانينيات (10 عائلات) وأخرى تعرضت لصراع 2011 (22 عائلة) مع الحمض النووي لـ 16
عائلة غادرت سوريا قبل عام 1980، متجنبة بذلك عقودًا من الاضطرابات.
وشملت الدراسة تحليل عينات من خدود 131
شخصًا، من بينهم 45 طفلًا صغيرًا، و37 طفلًا أكبر سنًا، و47 أماً، وجدتين.
وصرّحت الباحثة السورية ديمة حمد ماد،
المشاركة في الدراسة، بأن الأفراد الذين شاركوا في البحث أرادوا إيصال قصصهم عن
الصدمات والاعتراف بها، إلى جانب اهتمامهم بمستقبل صحة أطفالهم.
حلل الباحثون 850 ألف موقع من مواقع
مثيلة الحمض النووي، حيث تضاف مجموعات كيميائية صغيرة تسمى "مجموعة
الميثيل" إلى الحمض النووي، مما يؤثر على التعبير الجيني دون تغيير التسلسل
الجيني الأساسي.
وحددت الدراسة 21 موقعًا في الحمض
النووي للأمهات والأطفال الذين تعرضوا مباشرة للعنف، أظهرت علامات تغيرات جينية.
كما تم العثور على تعديلات في 14 منطقة جينية لدى أحفاد النساء اللواتي نجين من
عنف الثمانينيات.
وأشار الباحثون إلى أن الأفراد الذين
تعرضوا للعنف وهم في أرحام أمهاتهم بدوا وكأنهم يشيخون بشكل أسرع على المستوى
الخلوي، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه التغيرات ستؤثر على صحتهم المستقبلية.
ونُشرت النتائج الشهر الماضي في مجلة Scientific Reports، حيث دعا مؤلفو الدراسة
إلى مزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة المدى للعنف، بما في ذلك العنف المنزلي
والعنف الجنسي وعنف السلاح.
وقالت الباحثة كوني موليغان، المشاركة
في الدراسة، إن "فكرة أن الصدمات والعنف يمكن أن تكون لهما تداعيات جينية على
الأجيال القادمة يجب أن تحفّز صانعي السياسات على التعامل مع مشكلة العنف بجدية
أكبر، وقد تساعد أيضًا في تفسير الدورات المستمرة من الإساءة والفقر والصدمات عبر
الأجيال".
الحقيقة الدولية - وكالات