نشر بتاريخ :
17/02/2025
توقيت عمان - القدس
10:09:35 PM
يستهين الكثيرون بأمراض الجهاز الهضمي
المزمنة، ويعتبرونها غير ضارة. ولكن حتى التهاب المعدة والأورام الحميدة في
الأمعاء أو المعدة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، بما فيها السرطان.
ويقول الدكتور نيكيتا ماكارو، أخصائي
الأورام: "كانت قرحة المعدة في السابق تُكتشف في أغلب الأحيان لدى الأشخاص
الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا أو أكثر، ولكن اليوم تُكتشف لدى الشباب الذين تتراوح
أعمارهم بين 25 و30 عامًا. وللأسف لا ينزعج الكثيرون من الأعراض الأولى للمرض -
عادةً حرقة المعدة وألم البطن بعد تناول الطعام. كقاعدة عامة، يعزون كل شيء إلى
الإفراط في تناول الطعام وعسر الهضم. ولكن في الواقع، قد يكون سبب المشكلة أكثر
خطورة على الصحة".
ووفقًا له، فإن القرحة المزمنة وسرطان
المعدة ظاهرتان مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا. والأخطر من ذلك هو القرحة الموجودة في
الجزء الأوسط من المعدة، حيث أن احتمال تحولها إلى قرحة خبيثة دون علاج يقترب من
100 بالمئة. كما يزداد خطر حدوث المضاعفات في التقرحات الكبيرة، لأن الالتهاب
المستمر والتغيرات في بنية الغشاء المخاطي في المعدة بمرور الوقت يمكن أن تُثير
عمليات تحور الخلايا السليمة وتطور السرطان.
ويقول: "لا تُسبب الأورام الحميدة
في المعدة، على عكس القرحة، أي إزعاج للشخص وتُكتشف بالصدفة أثناء الفحص. ولكن
التكوينات الكبيرة التي يزيد حجمها عن 2 سم تُشكل تهديدًا خطيرًا، حيث يمكنها
تعطيل عملية الهضم وإثارة تغيرات مرضية في أنسجة المعدة. وأن تحول هذه الأورام
الحميدة إلى السرطان يتجاوز 40 بالمئة".
ووفقًا له، فإن المرض الخطير الآخر
الذي يُصيب الجهاز الهضمي هو التهاب المعدة الضموري مع انخفاض الحموضة، أو التهاب
المعدة من النوع А،
الذي يعاني منه الكثيرون. تكمن خطورة هذا المرض في التدمير التدريجي لغدد المعدة
المسؤولة عن إنتاج حمض الهيدروكلوريك، ما يمكن أن يؤدي إلى ترقق الغشاء المخاطي
وتدهور عملية الهضم وخلق ظروف مواتية لتطور الخلايا السرطانية. وتلعب بكتيريا
هيليكوباكتر بيلوري دورًا مهمًا في هذه العملية، بالإضافة إلى العادات السيئة وسوء
التغذية.
ويشير الأخصائي إلى أن مرض "مريء
باريت" الذي سببه ارتجاع محتويات المعدة إلى المريء (الارتجاع المعدي
المريئي)، يُسبب تدهور الأنسجة السليمة لغشاء المريء لتحل محلها أنسجة معوية غير
طبيعية. ويمكن أن يؤدي عدم علاجه إلى تطور سرطان المريء.
ويوصي الأخصائي باستشارة الطبيب المختص
عند ظهور أعراض الأمراض المذكورة، حيث تسمح الأجهزة الحديثة بتشخيص الإصابات في
مراحلها المبكرة ما يُساعد كثيرًا على علاجها ومنع تطورها إلى أمراض خطيرة.
الحقيقة الدولية - وكالات