القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
11/02/2025
توقيت عمان - القدس
11:59:44 PM
د. زكريا الشيخ يكتب عن لقاء الملك بترمب : ترجم قوة القيادة الملكية المتمسكة بالثوابت الوطنية
عمان- خاص- كتب د. زكريا الشيخ
تابعت المواقف الوطنية والعروبية والاسلامية الثابته
والراسخة التي تمسك بها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين اثناء لقاءه مع
الرئيس الامريكي دونالد ترامب في البيت الابيض مساء الاربعاء بحضور ولي العهد سمو
الامير الحسين بن عبدالله حفظهما الله ورعاهما.
ان العبارات المتزنة واللغة الراقية الحكيمة البعيدة عن لغة
الاستفزاز التي استخدمها جلالته وهو يحل
ضيفا في البيت الابيض، وبذات الوقت استخدامه لغة الواثق المدافع عن الحق والذي لا
يعطي "الدنية" بمواقفه الثابته هي السمة التي سادت اللقاء الامر الذي
عكس قوة القيادة الملكية الفذة التمسكة بالثوابت الوطنية والعروبية الاسلامية
الراسخة.
هذا الامر تجلى حينما اكد جلالته بقوله: " أن مصلحة
الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار" وان
رد الاردن على دعوات ترامب التهجيرية ستاتي من خلال "رد عربي مشترك
وموحد" قاطعا الطريق على محاولات دفع الاردن الى موقف منفرد بعيدا عن الاجماع
العربي، وفي ذلك بلاغة وفهم دبلوماسي عميق.
وفي تغريدة جلالته عقب اللقاء على موقع اكس- تويتر سابقا،
جسد جلالته المثل القائل: "وقطعت جهينة قول كل خطيب" حينما بين حقيقة الموقف الغربي الموحد الرافض
للتهجير قائلا: "أعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين
في غزة والضفة الغربية، وان هذا هو الموقف العربي الموحد، ويجب أن تكون أولوية
الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في
القطاع.
وبهذا فانني ارى ان جلالته وبحنكته السياسية ونضوج مواقفه
وخبرته العميقة تمكن من ايصال لاءات الاردن الثلاث بطريقة تعكس مواقف الاردن
الثابته، فرفض دعوات التهجير والوطن
البديل من خلال اعلانه استمرار موقف الاردن الانساني الدائم والداعم لفلسطين
باستقبال اطفال غزة من المرضى بهدف علاجهم وليس تهجيرهم وتوطينهم، وبالتالي فقد
فرغ جلالته دعوة الرئيس الامريكي للتهجير من محتواها، مؤكدا ضمنيا ان الاردن لن
يتوانى عن تقديم العون للاشقاء الفلسطينيين بشكل دائم.