نشر بتاريخ :
19/01/2025
توقيت عمان - القدس
2:47:16 PM
بدأ آلاف الفلسطينيين النازحين في قطاع
غزة، حاملين الخيام والملابس والمتعلقات الشخصية، التوجه إلى منازلهم يوم الأحد،
عقب دخول وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بين كيان الاحتلال وحركة حماس حيز
التنفيذ، وذلك بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب المستمرة.
صحفيو وكالة الأنباء الفرنسية رصدوا
عودة الفلسطينيين إلى منازلهم عبر شاحنات وعربات تجرها الحمير وعلى الأقدام، مرّوا
بمناطق مدمرة في غزة، خاصة في الأجزاء الشمالية من الأراضي الفلسطينية.
بحسب صحيفة "ذا ناشونال"،
بدأ بعض سكان مخيم جباليا في شمال غزة العودة إلى منازلهم في الساعات الأولى من
صباح الأحد، بعد أن طالهم الحصار الصهيوني منذ أكتوبر الماضي.
راغب مسعود، 41 عاماً، كان من بين
الذين قرروا العودة. قال لـ "ذا ناشونال": "مع انبلاج الصباح، بدأ
الناس في التوجه نحو المخيم والمناطق المحيطة". وأضاف: "الدمار يفوق
الوصف – شوارع مليئة بالركام، جثث متناثرة، ولا شيء بقي قائماً".
وعند وصوله إلى منزله في الفالوجة، عبر
مسعود عن صدمته العميقة: "كان منزلي ملاذاً لعائلتي المكونة من سبعة أفراد
ولعائلة أخي المكونة من ستة أفراد. الآن، لم يبق لدينا سوى الشارع. جيش الاحتلال
دمر كل شيء – لم يبق أي حياة في شمال غزة".
أفاد شهود عيان أن شوارع جباليا مليئة
بالركام والدمار، مع رائحة الجثث المتحللة التي تطغى على المكان، حيث ما زال
العديد من القتلى تحت الأنقاض، بينما تتعفن جثث أخرى في الشوارع.
في هذه الأثناء، يعكس وقف إطلاق النار
أملاً هشاً لسكان غزة، لكن الطريق إلى التعافي لا يزال طويلاً، مليئاً بالبقايا
المدمرة التي لا يمكن تصورها.
فوزي أبو ركبة، 44 عاماً، الذي نزح من
جباليا إلى مدينة غزة بعد أن اقتحم جيش الاحتلال مأواه في نوفمبر، كان ينتظر بفارغ
الصبر اليوم الذي تدخل فيه الهدنة حيز التنفيذ ليتسنى له تفقد منزله. وقال:
"منزلي، الذي بنيته بسنوات من الجهد والعمل الشاق، دمر بالكامل وأصبح لا شيء.
أكثر من 12 عاماً من الذكريات محيت في لحظة".
ووصف المشاهد التي واجهها في طريق عودته:
"كانت الشوارع مليئة بالركام والأنقاض. شمال غزة لم يعد كما كان – كل شيء
مدمر، الجميع محطمون. من المؤلم للغاية ولا أستطيع استيعاب ما حدث. بصراحة، لا
أعرف كيف أستمر في العيش بعد هذا أو كيف أبدأ بإعادة بناء حياتي".
وأضاف: "الركام والدمار في كل
مكان، لا توجد منازل متبقية في الشمال. هذه هي الحقيقة بالنسبة لنا جميعاً".
ورغم الخسارة، وجد أبو ركبة بعض العزاء
في المعاناة المشتركة. "ما يجلب بعض الراحة هو أن هذه المأساة تؤثر على
الجميع. إنها مأساة جماعية. لم يسلم أحد. الحمد لله على كل حال".
تشير أحدث التقييمات إلى أن نحو 59.8
في المئة من المباني في غزة قد تضررت خلال الحرب. في حين قدر تحليل آخر، أجراه
مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة في ديسمبر، أن 69 في المئة من
المباني في غزة قد تضررت جراء القتال.
الحقيقة الدولية - وكالات