القسم :
دولي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
07/01/2025
توقيت عمان - القدس
9:35:41 PM
رحيل جان ماري لوبان.. "أسطورة" اليمين المتطرف الفرنسي الذي ترك بصمة في التاريخ
توفي جان ماري لوبان، الزعيم التاريخي
لليمين المتطرف الفرنسي وأحد أبرز وجوه السياسة في فرنسا، الثلاثاء عن عمر يناهز
96 عامًا في منطقة باريس. لوبان، الذي وصل إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية عام
2002، كان يصف نفسه دائمًا بـ"الأسطورة"، مؤكدًا أنه سيترك بصمة في
التاريخ.
وأعلنت عائلته في بيان نشرته وسائل
الإعلام أن لوبان توفي ظهر الثلاثاء محاطًا بأفراد أسرته. وقال لوبان في تصريحات
سابقة: "حياتي السياسية ناجحة!".
مسيرة حافلة بالجدل
وُلد جان ماري لوبان في 20 يونيو 1928
في بلدية لا ترينيتي الفرنسية، وتلقى تعليمه في مدرسة داخلية بفان. بعد دراسة
الحقوق في جامعة باريس، انضم إلى الفيلق الأجنبي الفرنسي عام 1954، حيث خدم كمظلي
في عدة دول، منها الجزائر والهند الصينية الفرنسية.
بعد عودته إلى فرنسا، انخرط لوبان في
العمل السياسي، متأثرًا بالكاتب والسياسي بيير بوجاد، الذي قاد حركة احتجاجية ضد
الضرائب. وفي عام 1956، أصبح لوبان أصغر نائب في الجمعية الوطنية (البرلمان
الفرنسي)، لكنه خسر مقعده عام 1962.
تأسيس الجبهة الوطنية
في عام 1972، أسس لوبان حزب الجبهة
الوطنية (التجمع الوطني حاليًا)، الذي أصبح رمزًا لليمين المتطرف في فرنسا. ركز
الحزب منذ تأسيسه على معارضة الهجرة، خاصة من مستعمرات فرنسا السابقة في شمال
أفريقيا، وروج لخطاب كراهية الأجانب.
لم يكن لوبان يؤمن بالمساواة بين
الأعراق، وقال في مقابلة عام 1996: "أنا أؤمن بعدم المساواة بين الأعراق،
والتاريخ يوضح ذلك". كما عارض التكامل الأوروبي، ودعا إلى إعادة فرض عقوبة
الإعدام، وفرض حظر على بناء المزيد من المساجد في فرنسا.
مواقف مثيرة للجدل
تسبب لوبان في العديد من الجدلات
السياسية والقانونية. في الستينيات، حُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامة مالية
بسبب "الاعتذار عن جرائم الحرب". وفي الثمانينيات، أدين بانتهاك القانون
الفرنسي بعد إنكاره للهولوكوست ووصفها بـ"تفصيل" في تاريخ الحرب
العالمية الثانية. كما أدين عام 1998 بالاعتداء على خصم سياسي.
الانتخابات الرئاسية
رغم الجدل، حظي لوبان بدعم واسع، خاصة
من الطبقة العاملة التي عانت من البطالة وارتفاع معدلات الجريمة. ترشح لوبان
للرئاسة عدة مرات، وحصل على 1% من الأصوات عام 1974، و15% في عامي 1988 و1995.
في عام 2002، حقق لوبان مفاجأة كبرى
بتغلبه على رئيس الوزراء ليونيل جوسبان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية،
لكنه خسر في الجولة الثانية. وفي عام 2007، حصل على 10% من الأصوات، وهو ما لم يكن
كافيًا لتأهله لجولة الإعادة.
التقاعد والتوريث السياسي
في يناير 2011، أعلن لوبان تقاعده من
زعامة التجمع الوطني، وخلفته ابنته مارين لوبان، التي واجهت الرئيس إيمانويل
ماكرون في الانتخابات الرئاسية عامي 2017 و2022، لكنها خسرت في المرتين.
رحل جان ماري لوبان تاركًا إرثًا
سياسيًا مثيرًا للجدل، لكنه بلا شك أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ اليمين
الفرنسي.
الحقيقة الدولية - وكالات