القسم :
دولي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
31/12/2024
توقيت عمان - القدس
10:32:04 PM
الحقيقة
الدولية - تنطلق حملة الانتخابات التشريعية الألمانية في مطلع 2025 في ظروف غير
مسبوقة، وسط محاولات تدخل أجنبية لا تقتصر هذه المرة على روسيا بل تأتي أيضا من
"الحليف الأكبر" الأميركي.
ومع
اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 شباط/ فبراير إثر تفكك
ائتلاف المستشار أولاف شولتس في تشرين الثاني/نوفمبر، تختلف الدوافع والوسائل ما
بين روسيا والولايات المتحدة.
فالتدخل
الروسي "هجين" يركز على الدعم العسكري الأساسي الذي تقدمه ألمانيا
لأوكرانيا في الحرب التي تشنها موسكو عليها، في حين أن محاولات التأثير الأميركية
علنية، ومحورها الهجرة والاقتصاد.
لكن
القاسم المشترك لهذه التدخلات أنها تصبّ لصالح الحزب نفسه، وهو "البديل من
أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الذي سجل تقدما محققا أكثر من 20% في نوايا
التصويت، بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد إنسا ونشرته صحيفة بيلد الثلاثاء.
- ذهول -
وأثار
الدعم العلني المتكرر للبديل من أجل ألمانيا الذي يعبر عنه إيلون ماسك، أثرى رجل
في العالم والمقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ذهولا في برلين.
وأعرب
شولتس عن قلقه حيال هذا الموقف في رسالته بمناسبة رأس السنة الثلاثاء، واعدا بأن
المواطنين الألمان وحدهم هم الذين سيقررون نتيجة الانتخابات، وليس "أصحاب
شبكات التواصل الاجتماعي".
وتوقع
ماسك مرة جديدة مساء الاثنين على منصته "إكس" "فوزا أسطوريا"
للبديل من أجل ألمانيا في الانتخابات، واصفا الرئيس الألماني فرانك فالتر
شتاينماير الذي ندّد بتدخلاته بأنه "طاغية".
وقال
رئيس حزب المستشار الاجتماعي الديمقراطي لارس كلينغبايل في تصريح لصحف مجموعة
"فونكه" إن "إيلون ماسك يقوم بالأمر عينه الذي يقوم به (الرئيس
الروسي) فلاديمير بوتين".
وتابع
مبديا استياءه: "كلاهما يريد التأثير على انتخاباتنا ويدعم بشكل هادف عدو
الديمقراطية، البديل من أجل ألمانيا، كلاهما يريد لألمانيا أن تضعف".
لكن
المعارضة المحافظة التي تتصدر نوايا التصويت بإحرازها حوالي 32% وشديدة التمسك
تقليديا بالتحالف مع الولايات المتحدة، تبدي قلقها.
وقال
زعيمها فريدريش ميرتس الذي يرجح أن يصبح المستشار المقبل "لا أذكر أن شهد
تاريخ الديمقراطيات الغربية حالة مماثلة من التدخل في الحملة الانتخابية لدولة
صديقة".
وهو
يشير بذلك إلى مقال مؤيد للحزب اليميني المتطرف نشره إيلون ماسك في صحيفة فيلت
السبت بعد سلسلة منشورات على إكس، ما أدى إلى استقالة مسؤولة في الصحيفة.
ووصف
الخبير السياسي في برلين هايو فونكه ردا على أسئلة فرانس برس هذا المقال بأنه
"فضيحة"، معتبرا أن مجموعة شبرينغر، مالكة صحيفة فيلت، "خرجت عن
تقليدها بالتصدي لليمين المتطرف".
- صدمة -
وأثار
هذا الموقف صدمة لدى العديد من الألمان شديدي التمسك بالعلاقة عبر الأطلسي منذ
1945 والذين "ما زالوا يرون في الولايات المتحدة نموذجا للديمقراطية"،
بحسب هايو فونكه.
وقال
ميكايل برونينغ الخبير السياسي في معهد فريدريش إيبرت ساخرا "ألمانيا تستعد
ليقظة صعبة بعد ليلة رأس السنة، لكن بدون الاحتفالات التي تسبقها عادة".
وأوضح
لفرانس برس أنه بعد تصريحات ماسك "يبدو أن فريق ترامب يرد بالمثل على خطاب
ألمانيا المعادي صراحة لترامب خلال حملة الانتخابات الأميركية".
إزاء
هذا الوضع، أعلنت الاستخبارات الداخلية الألمانية مؤخرا إنشاء "فريق
عمل" مهمته التصدي لـ"التدخلات الأجنبية" قبل انتخابات شباط/
فبراير، مع تركيز اهتمامه على موسكو.
وكتب
مكتب صيانة الدستور في تقرير أنه "في ضوء حربها العدوانية على أوكرانيا،
لروسيا على الأرجح أكبر مصلحة في التأثير على الانتخابات لصالحها".
وأشار
في هذا السياق إلى حملات تضليل إعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعمال دعائية
وهجمات سيبرانية ترمي إلى "إضعاف الثقة بالديمقراطية"
و"تقويض" انتماء البلد إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي اللذين يدعو
البديل من أجل ألمانيا إلى الخروج منهما.
لكن،
هل أن هذا التدخل سيخدم فعلا في نهاية المطاف هذا الحزب المعادي لمؤسسات الدولة،
في وقت يواجه فيه البلد البالغ عدد سكانه 83 مليون نسمة أزمة صناعية خطيرة؟
في
مطلق الأحوال، رأى الخبير في التواصل السياسي يوهانس هيليي في صحيفة شبيغل أنه مع
إيلون ماسك "لما كان البديل من أجل ألمانيا ليتصور ناشطا أفضل في
صفوفه"، لافتا إلى أن صورة رجل الأعمال الناجح تضفي شرعية على الحزب اليميني
المتطرف في نظر الناخبين التقليديين المحافظين الذين كانوا إلى الآن يشككون في
برنامجه الاقتصادي.
وكالات