فتحت مراكز الاقتراع في كرواتيا أبوابها أمام الناخبين اليوم الأحد لاختيار رئيس للبلاد للسنوات الخمس المقبلة في ظل تقدم الرئيس الحالي زوران ميلانوفيتش على منافسيه حسب استطلاعات رأي.

وبلغ عدد الناخبين نحو 1.6 مليون في بلد يقدر عدد سكانه بـ 3,8 مليون نسمة. ويجري التصويت من السابعة صباحًا إلى السابعة مساءً بالتوقيت المحلي في أكثر من 6,5 ألف مركز اقتراع في الداخل و38 آخر في الخارج، بحضور 13,4 ألف مراقب أجنبي ومحلي اعتمدتهم لجنة الانتخابات الوطنية. ومن المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية للتصويت في وقت متأخر من مساء اليوم الأحد.

ويتقدم ميلانوفيتش الذي انتخب لمنصبه في العام 2020 على سبعة مرشحين آخرين، إذ تمنحه استطلاعات الرأي نسبة 37% من نوايا التصويت في الدورة الأولى. إلا أن ذلك لن يكون كافياً لحسم النتيجة من الدورة الأولى، ومن المرجح أن يواجه في الدورة الثانية المقررة في 12 يناير، دراغان بريموراك (20% من نوايا التصويت حسب استطلاع رأي نشر الجمعة) المدعوم من الحزب الحاكم المحافظ، الاتحاد الديمقراطي الكرواتي، بزعامة رئيس الوزراء أندري بلنكوفيتش.

وكرواتيا جمهورية برلمانية، وصلاحيات رئيس الدولة فيها محدودة، مع أنه يعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة وممثل البلاد على الساحة الدولية. ينظر الكرواتيون إلى رئيس بلادهم على أنه رمز للاستقرار وضامن للتوازن بين السلطات، لا سيما في ظل احتفاظ الاتحاد الديمقراطي الكرواتي بقبضته على السلطة منذ استقلال البلاد عام 1991.

وخلال الحملة الانتخابية، تبادل المرشحان البارزان الإهانات والسخرية. ورأى ميلانوفيتش (58 عامًا) أن بريموراك الذي يكبره بعام واحد "مزوّر كعملة ورقية من فئة 13 يورو وممل كمباراة ودية". في المقابل، اعتبر بريموراك أن ميلانوفيتش هو رئيس "لا قيمة لديه لأي شيء لا الوطن، ولا العمل"، متهماً إياه بأنه "يستيقظ عند الساعة 11:30".

ويعد ميلانوفيتش من أكثر الشخصيات السياسية شعبية في كرواتيا. وشغل منصب رئيس الوزراء بين العامين 2001 و2015، وكان زعيمًا سابقًا للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، الذي دعم مسعاه للفوز بولاية رئاسية جديدة.

دان ميلانوفيتش العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا اعتبارًا من مطلع العام 2022، وفي أكتوبر الماضي وصف رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنهما، في رأيه، "متهمان أمام المحكمة الجنائية الدولية". إلا أنه انتقد في الوقت نفسه العقوبات الغربية ضد موسكو والدعم العسكري الغربي لكييف، مما أدى ذلك إلى اتهامه من قبل رئيس الوزراء بأنه "مؤيد لروسيا" ويقوم بـ"تدمير" مصداقية كرواتيا في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي.

ويذكر أنه رغم مواقف الرئيس، قدمت زغرب إلى كييف مساعدات معظمها عسكرية، بقيمة 300 مليون يورو. وشدد ميلانوفيتش على أنه يريد تجنب "جر" بلاده إلى الحرب في أوكرانيا، وأوضح "طالما بقيت رئيسًا، لن يخوض أي جندي كرواتي حروب الآخرين"، ورفض مؤخرًا مشاركة كرواتيا في مهمة تدريبية لحلف الناتو في أوكرانيا.

واتهم ميلانوفيتش بلنكوفيتش وحزبه بالفساد، محذراً من أن رئيس الوزراء "تهديد جدي للديمقراطية الكرواتية". أما بريموراك وهو طبيب أطفال تولى منصب وزير العلوم والتعليم بين 2003 و2009، فقدم نفسه خلال حملته الانتخابية كسياسي قادر على توحيد البلاد، وركز على القيم العائلية والوطنية. وقال إن الانتخابات ستظهر "ما إذا كانت وجهة كرواتيا نحو الشرق أو الغرب.. الانقسامات أو الوحدة"، واتهم بريموراك الرئيس المنتهية ولايته بـ "إلحاق العار بكرواتيا".

وتشمل وعود بريموراك الانتخابية مكافحة الفساد، الذي يواجه حزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم اتهامات متزايدة بالضلوع فيه، ومكافحة هجرة الشباب إلى الخارج ومكافحة الهجرة غير الشرعية. ولا يملك المرشحون الستة الآخرون وبينهم امرأتان، أي فرصة للوصول إلى الجولة الثانية، حسب نتائج استطلاعات الرأي.

الحقيقة الدولية - وكالات