القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
28/12/2024
توقيت عمان - القدس
8:21:27 AM
أعلنت تقارير الأمم المتحدة أن الحرب
الأهلية في السودان تسببت في وفاة عشرات الآلاف من المدنيين وأدت إلى نزوح ملايين
آخرين، ما جعل البلاد على شفا المجاعة.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 12 مليون
سوداني أصبحوا لاجئين داخل بلادهم، في وقت يعاني فيه أكثر من نصف السكان من انعدام
الأمن الغذائي.
وأكدت التقارير أن 24 مليون شخص في
السودان يعانون من نقص حاد في الغذاء، بينما تواجه البلاد أيضًا تفشي وباء
الكوليرا، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور.
وفقًا لتقرير نشرته اليونيسيف، فإن
الأرقام المتعلقة بالمتشردين جراء الحرب الأهلية ضخمة، حيث تزداد أعداد النازحين
بشكل كبير. كما يزداد القلق من تصاعد القتال في الأشهر القادمة، خاصة مع بدء عام
2025. وقالت المحللة السودانية خلود خير إنه من المتوقع أن تزداد معاناة المدنيين
مع تواصل العنف وانعدام آفاق السلام.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل من
العام الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي كانت حليفة
في وقت سابق، انتشر العنف بشكل عشوائي استهدف المدنيين. وقد اتهمت منظمة
"هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم تطهير عرقي في
دارفور، بينما اتُهمت القوات المسلحة السودانية باستخدام القصف العشوائي ضد
المناطق المدنية.
وتُظهر التقارير أن السودان يعاني من
نزاع مسلح مستمر يجعل المدنيين أكثر عرضة للخطر بسبب انتشار الأسلحة الصغيرة.
وتزيد التدخلات الخارجية من تعقيد الوضع، حيث تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات
الدعم السريع، بينما تمد إيران القوات المسلحة السودانية بأسلحة متطورة، مما يطيل
أمد الحرب.
على الرغم من بدء عمليات الإغاثة في
بعض المناطق، فإن الصراع المستمر يصعب من عملية توصيل المساعدات الإنسانية إلى
المناطق المتضررة. وتواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة للوصول إلى المناطق
المنكوبة، ويزداد الوضع سوءًا بسبب نقص التمويل.
فيما يواصل القتال دون توقف، تشير
التقديرات إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 150,000، حيث لقي حوالي 61,000 شخص حتفهم
في الخرطوم فقط في الأشهر الأولى من الحرب. ويظهر الوضع الحالي فداحة المعاناة
التي يعيشها المدنيون في السودان.
ومع اقتراب السنة الجديدة، لا تزال
آمال السودانيين في السلام تتضاءل، في ظل استمرار العوامل السياسية والإقليمية
التي تؤخر أي تسوية للأزمة. ويعتقد المحللون أن النزاع قد يستمر لعشرين عامًا أخرى
إذا استمرت هذه العوامل من دون تحرك حقيقي لفرض السلام.
الحياة في السودان تظل مهددة، في ظل
تزايد العنف والجوع والأمراض، بينما لا تزال آفاق الحل بعيدة، ما يترك المدنيين في
مواجهة مصير مجهول.
الحقيقة الدولية - وكالات