القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
24/12/2024
توقيت عمان - القدس
12:05:29 PM
حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى
سوريا، جير بيدرسن، من أن استمرار التوتر بين القوات الكردية والجماعات المسلحة
المدعومة من تركيا في شمال شرق سوريا قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة" على
البلاد بأكملها، داعياً إلى حل سياسي عاجل لتجنب تصعيد أوسع.
وقال بيدرسن، في مقابلة هاتفية مع
"رويترز"، إن التصعيد العسكري المتزايد منذ الإطاحة بالرئيس (بشار
الأسد) في الثامن من ديسمبر يمثل تهديداً لاستقرار سوريا، مؤكداً أن "فشل
التعامل مع الوضع الحالي قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة ومفاقمة الأزمة
الإنسانية".
وشهدت مناطق شمال سوريا تطورات ميدانية
متسارعة، حيث سيطرت فصائل سورية مسلحة مدعومة من أنقرة على مدينة منبج في التاسع
من ديسمبر، وسط توقعات بشن هجوم جديد على مدينة كوباني (عين العرب).
وأكد بيدرسن أن إدارة أحمد الشرع، قائد
الإدارة الجديدة في دمشق، أبدت التزاماً بتهدئة الأوضاع شمال شرق سوريا، واصفاً
المرحلة الحالية بأنها "اختبار لسوريا الجديدة" في مرحلة ما بعد حكم
عائلة الأسد، والذي امتد لأكثر من خمسة عقود.
انسحاب مقابل هدنة
واقترحت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)،
بقيادة وحدات حماية الشعب (YPG)،
سحب قواتها من المنطقة مقابل التوصل إلى هدنة شاملة، لكن وزير الخارجية التركي،
هاكان فيدان، أكد خلال مؤتمر صحافي بدمشق أن "وحدات حماية الشعب يجب أن تنحل
بالكامل".
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب
امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK)،
المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأوضح فيدان
أن "الإدارة السورية الجديدة تدرك ضرورة حماية وحدة الأراضي السورية"،
مشيراً إلى استمرار التعاون الوثيق بين أنقرة ودمشق في هذا الملف.
احتجاجات ومبادرات
وتزامنت هذه التطورات مع خروج آلاف
النساء في مدينة القامشلي، للتظاهر ضد العمليات العسكرية التركية، والمطالبة
باحترام حقوق المرأة وحماية المناطق ذات الحكم الذاتي شمال شرق البلاد.
في سياق متصل، أطلقت الإدارة الذاتية
لشمال وشرق سوريا مبادرة سياسية تضمنت عشر نقاط، تدعو إلى حوار وطني شامل تشارك
فيه القوى السياسية السورية. ودعت المبادرة إلى عقد اجتماع في دمشق لوضع خارطة
طريق للمرحلة الانتقالية، مشددة على ضرورة إنهاء سياسة الإقصاء والتهميش.
وأكدت الإدارة أن "الحوار الوطني
يمثل السبيل الوحيد لحماية وحدة سوريا وسيادتها، ووقف التدخلات الخارجية والهجمات
التركية".
يأتي ذلك وسط نفي الإدارة الذاتية وجود
أي "تفاهمات" مع الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، وفق بيان
مقتضب نُشر عبر منصة "إكس"، شددت فيه على أن المبادرة تهدف إلى توحيد
الجهود الوطنية للحفاظ على سوريا موحدة وذات سيادة.