نشر بتاريخ :
18/12/2024
توقيت عمان - القدس
5:28:03 PM
عقدت وزارة التربية والتعليم التابعة
للسلطة الفلسطينية، أول اختبار لمرحلة دراسية في غزة، منذ بدء حرب الإبادة
الإسرائيلية على القطاع، وهو ما شكل بارقة أمل لمئات آلاف الطلبة الذين خسروا عاما
دراسيا وباتوا على وشك خسارة عام آخر.
فقد أعلنت الوزارة عبر موقعها الرسمي
إتمام اختبارات افتراضية (عبر الانترنت) لطلبة الصف الحادي عشر وعددهم تسعة وعشرين
ألف طالب وطالبة في القطاع، تمهيدا لالتحاقهم بمرحلة الثانوية العامة.
وأشار المتحدث باسم الوزارة صادق خضور
أن "نسبة الطلبة الذين تقدموا لاختبارات الصف الحادي عشر تزيد عن 80 بالمئة،
من إجمالي الطلبة البالغ عددهم 35 ألف طالب وطالبة، وهي نسبة مرتفعة جدا بالنظر
لواقع غزة الميداني الذي لا يستطيع فيه الطلبة تأدية اختبارات عبر الانترنت".
وأضاف: "خطتنا التي نعمل عليها هي
دمج طلبة الثانوية العامة من دفعة العام 2006، مع طلبة العام 2007 في عام واحد،
حيث نجري تحضيراتنا لعقد الدورة الأولى في شباط/ فبراير من العام القادم، وهي
ستكون مخصصة للطلبة الأقدم بعد أن يتم تأهيلهم وإعطائهم دورات مكثفة عن المنهج
بمدة أقصاها لا تزيد عن 8 أسابيع، ثم استكمال الدورة الصيفية للطلبة الأحدث في
حزيران/ يونيو من ذات العام".
وعن استعدادات الوزارة، يقول خضور إن
"الأولوية هي إجراء اختبارات وجاهية مباشرة، ولكن حال استحال ذلك لأي سبب
كان، فإننا نسعى لتعميم النموذج الذي بدأنا لطلبة الحادي عشر، حيث أتممنا
التحضيرات اللازمة لذلك من خلال تحضير بنك الأسئلة والملازم الدراسية التي تم
تنسيقها وإعدادها من قبل مشرفين وأساتذة وخبراء راعوا خلالها ظروف طلبة غزة".
كما كشف المتحدث أنه "جرى تجهيز
قائمة من 3300 مدرس ومدرسة من غزة والضفة، سيباشرون بمهامهم وهو تدريس وتأهيل طلبة
الثانوية العامة عبر المنصات التعليمية المعتمدة وهما منصة المواد الإلكترونية
للوزارة (E-School)
ومنصة (Wize) التي تم إنجازها
بالتعاون مع جامعة العلوم الإسلامية في الأردن".
وتسببت حرب الإبادة الصهيونية بتعطل
كامل للمسيرة التعليمية طيلة أربعة عشر شهرا، وهو ما كان سببا بحرمان أكثر من 625
ألفا من حقهم في التعليم.
كما سعت دولة الاحتلال لتدمير المنظومة
التعليمية في القطاع، حيث زاد عدد الشهداء من الطلبة عن 11750 شهيدا منهم آلفا
طالب من الثانوية العامة، كما أصيب نحو 18 ألفا طالبا، وارتقى 466 مدرسا، وتعمد
جيش الاحتلال تدمير 439 مدرسة.
وبالرغم من ذلك- فقد تبدلت مشاعر
الطلبة من الحزن للفرح، بعد أن عاشوا عاما مجهولا لا يعرفون فيه مصيرهم.
ويقول "رامي عماد"، الذي
أنهى اختباراته مؤخرا، لـ"قدس برس" إن "الطريقة التي جرت فيها
الاختبارات اتسمت بالسلاسة، إذ يستطيع الطالب أن يدخل الاختبار حتى دون توفر
الانترنت، كما راعت الاختبارات ظروف وواقع الطلبة الذين كانوا بعيدين عن أجواء
الدراسة طيلة عام كامل".
أما طالبة الثانوية العامة "تسنيم
القرم"، "فعبرت عن سعادتها بنجاح تجربة تقديم الاختبارات عبر الانترنت،
وتتمنى ألا يتأخر موعد تقديم اختبارات الثانوية العامة عن شهر شباط القادم، حتى
يتسنى لها دراسة الفرص المتاحة للتخصصات الجامعية ومعرفة مصيرها".
ويواصل جيش الاحتلال، مدعوما من
الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على
قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين
الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 151 ألف شهيد
وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل
ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
الحقيقة
الدولية - وكالات