الحقيقة الدولية - تحت رعاية وزير الإدارة المحلية، افتتح الأمين العام للوزارة للشؤون الإدارية والمالية الدكتور نضال أبو عرابي فعاليات المؤتمر الوطني بعنوان "الحوار الوطني في الإدارة المحلية - شراكة من أجل تحقيق التنمية". يأتي هذا الحدث كجزء من مشروع "نزاهة" الممول من الاتحاد الأوروبي والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID)، والذي تنفذه مؤسسة مركز الحياة – راصد.

ركز الدكتور أبو عرابي خلال كلمته الافتتاحية على أهمية هذا المؤتمر في تعزيز التعاون بين الإدارات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني، مشيرًا إلى أن وزارة الإدارة المحلية تسعى لتحقيق شراكة فاعلة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتحسين جودة الحياة للمواطنين والتغلب على تحديات التنمية. كما أكد أن هذا الحوار يشكل فرصة لتعزيز الشفافية، وزيادة التكامل، وتوسيع المشاركة المجتمعية بما يخدم التنمية المستدامة واللامركزية الفعالة.

وأوضح أبو عرابي أن هذا المؤتمر يأتي انسجاماً مع رؤية الدولة الأردنية في التحديث الشامل للمنظومات السياسية والاقتصادية والإدارية، بما يدعم تمكين المجالس البلدية والمحلية، ويعزز قدرتها على استغلال الموارد المتاحة لتقديم خدمات أفضل للمواطنين، مؤكداً أن دور الوزارة الأساسي هو دعم وتطوير هذه الإدارات ومساعدتها على تحقيق أهدافها التنموية.

من جانبها، أكدت السيدة كرستينا غوتييريز، رئيسة التعاون الإسباني في الأردن، على الدور المحوري لمؤسسات المجتمع المدني في تحقيق الحوكمة الرشيدة وزيادة الشفافية والمساءلة، وأشارت إلى أن مشروع "نزاهة" يسعى لسد الفجوة بين الحكومة والمجتمع المدني، ودعم عملية الإصلاح السياسي التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لتحقيق مشاركة مجتمعية أوسع في صنع القرار.

كما قدمت السيدة ماري هوفرز، قائدة فريق الحوكمة والتنمية البشرية في بعثة الاتحاد الأوروبي، عدداً من النماذج الأوروبية للعلاقة الناجحة بين الإدارات المحلية والمجتمع المدني، موضحةً أن هذا التعاون يعزز مستوى الشفافية، ويعكس ضرورة رفع مستوى التواصل لضمان مساهمة المجتمع المدني في تطوير استراتيجيات المجالس المحلية.

الدكتور عامر بني عامر، مدير مركز الحياة – راصد، أعرب عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر خطوة هامة نحو تطوير قانون الإدارة المحلية وتعزيز دورها باعتبارها حلقة الوصل بين المواطن والدولة. كما شدد على أهمية دعم الإدارات المحلية للحفاظ على مؤسسات الدولة المركزية، مبيناً أن تعاون المجتمع المدني معها يعزز استدامة السياسات التنموية ويمكّن من تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الوطني.

يسعى هذا المؤتمر إلى تعزيز الشراكة بين الأطراف كافة، بما في ذلك المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والخبراء المحليين والدوليين، لمواجهة التحديات وتطوير السياسات الداعمة للإدارات المحلية. ويأتي كجزء من مشروع "نزاهة" المخصص لتمكين المجتمع المدني وتعزيز آليات المساءلة، مع تطلعات لتطبيق توصيات المؤتمر في خطوات عملية تعزز التنمية المستدامة وتخدم المجتمع الأردني في مختلف قطاعاته.