كشفت مصادر مطلعة لصحيفة «الأخبار» اللبنانية أن لجان التحقيق الفنية في حزب الله توصلت، بعد ساعات من انفجار أجهزة الـ«بايجر»، إلى أن شحنات متفجرة زُرعت داخل تلك الأجهزة. تم تحديد نوعية المتفجرات المستخدمة وطريقة دمجها بعناصر تقنية في الجهاز وبطاريته. كما درست اللجان الآلية التقنية التي مكنت العدو من اختراق مركز إرسال البرقيات إلى هذه الأجهزة وتفجيرها بشكل متزامن.

بحسب المعلومات، فإن جهات أمنية أخرى في لبنان تعمل على التحقق من كيفية زرع العبوات في أجهزة النداء. تتضمن التحقيقات تحديد العناصر البشرية واللوجستية المتورطة، سواء كانت محلية أو خارجية، في توريد الشحنة المشبوهة من أجهزة الـ«بايجر» وأجهزة لاسلكية جديدة كانت متوجهة إلى حزب الله. ويركز التحقيق على الطريقة التي استخدمتها الاستخبارات الإسرائيلية، سواء عبر تزوير بيانات، أو العمل كوسيط، أو اعتراض الشحنة في طريقها إلى لبنان واستبدالها بأجهزة مفخخة، أو حتى القيام بالتفخيخ في مقر الشركة الموردة.

في غضون ذلك، قامت وحدات حزب الله والجيش اللبناني بتفجير عدد من الأجهزة التي لم تنفجر بعد، كما سحب حزب الله جميع الأجهزة الموزعة في المخازن والمكاتب أو لدى الأفراد، لتحييدها وضمان عدم انفجارها.

في سياق متصل، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن العملية بدأت منذ سنوات، حيث لجأت إسرائيل إلى إنشاء شركة وهمية لتصنيع أجهزة الـ«بايجر» دولية، وتم توقيع عقود مع شركة تدعى BAC Consulting ومقرها المجر، والشركة المصنعة Gold Apollo. وأفاد التقرير أن إسرائيل استثمرت ملايين الدولارات في هذه العملية. وأُرسلت الأجهزة المفخخة إلى حزب الله خلال صيف 2022، ووصلت دفعة أكبر منها في الصيف الماضي.

في تطور آخر، أعلنت السلطات في بلغاريا فتح تحقيق في شركة مقرها صوفيا، يُشتبه في ضلوعها في بيع هذه الأجهزة المفخخة. وأفادت تقارير إعلامية بأن شركة Norta Global Ltd هي المسؤولة عن بيع الأجهزة بالتعاون مع BAC Consulting. وأوضحت وكالة الأمن البلغارية أنها لم تكتشف أي شحنات على الأراضي البلغارية حتى الآن.

من جانبها، نفت شركة Gold Apollo أي علاقة لها بالعملية، مؤكدة أن شركة BAC هي التي حصلت على الترخيص لتسويق أجهزتها. كما نفت BAC، التي تمتلكها كريستيانا أرسيديانكونو-بارسوني، أي تورط لها في هذه الصفقة، مشيرة إلى أن التحقيق يتركز الآن على شركة Norta Global Ltd المسجلة في بلغاريا.

الحقيقة الدولية - وكالات