مندوبا
عن جلالة الملك عبدالله الثاني رعى وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية
الدكتور وائل عربيات اليوم الاثنين الاحتفال الذي أقامته الوزارة في المركز
الثقافي الملكي بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج الشريفين.
وقال
عربيات في كلمة خلال الاحتفال ان حادثة الاسراء والمعراج معجزة لا ينظر اليها بذات
الحدث من الانتقال من مكان الى آخر مهما كانت صعوبة ذلك الانتقال، بل ينظر الى ما
وراء ذلك الانتقال والى تلك الظروف والاحوال والاحداث التي رافقت وسبقت تلك
الحادثة، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية الشريفة تدلل
على ذكرى الإسراء والمعراج وتؤكد عليها.
وأضاف
ان الجيش العربي المصطفوي قدم الشهداء على عتبات المسجد الأقصى المبارك لتروى
الارض بدمائهم ويستمر الهاشميون عبر تاريخهم بالنضال والتضحية من خلال الشريف الحسين
بن علي مفجر الثورة والنهضة العربية الكبرى، مشيرا الى تبرع الشريف حسين عند قدومه
للمسجد الاقصى المبارك عام 1924 ، 24 الف دينار ذهبي وأوصى أن يدفن في جنباته
تجسيداً لتمسكه بالقدس وفلسطين ، وهو ذات المكان الذي استشهد على عتباته المغفور
له الملك المؤسس عبدالله الاول، مدافعاً عن حقوق الشعوب وحرياتهم وسار على دربهما
المغفور له الملك طلال بن عبدالله والذي استمر بالرعاية والاهتمام لهذه الاراضي
المقدسة.
واشار
الى جهود الملك الباني المغفور له الحسين بن طلال وتوجيهاته السامية بإصدار
القانون الاردني رقم (32) لسنة 1954 الخاص بتشكيل لجنة اعمار المسجد الاقصى
المبارك والصخرة المشرفة وذلك لتُعنى بالحرم القدسي الشريف ، وما يشتمل عليه من
معالم اسلامية خالدة.
وقال
ان هذه اللجنة تقوم بمهمة الرعاية والصيانة والترميم والمحافظة على المسجد الاقصى
المبارك والصخرة المشرفة ومرافقه كافة والذي تم في عهده الاعمار الهاشمي الثاني
واستمر حتى عام 1964م والاعمار الهاشمي الثالث الذي استمر حتى عام 1994م والذي جرى
فيه الكثير من أعمال الاعمار واعادة الترميم وكتابة الآيات القرآنية وتركيب الرخام
للجدران الداخلية والخارجية وتركيب الاعمدة وتركيب النوافذ من الزجاج الملون
وتكسية قبة الصخرة المشرفة بألواح النحاس المذهب وأمر بإعادة منبر نور الدين زنكي
والذي أحضره صلاح الدين الايوبي عند تحريره لمدينة القدس، كما تبرع بثمانية ملايين
دينار اردني من ماله الخاص لمعالجة تسرب المياه في مبنى القبة وغيرها الكثير.
وأكد
على جهود جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة حيث
منحها جلّ الاهتمام والرعاية، مؤكدا ان توجيهاته ستبقى كتاب ارشاد وخطة عمل تسير
عليها وزارة الاوقاف، وان الوزارة ستعمل على أقصى ما بوسعها لحماية وتأمين المسجد
بكل ما يضمن استمرارها وحمايتها وسنبقى أهلها وسدنتها وحماتها الى يوم الدين.
وقال
"بتوجيهات جلالته، صدر قانون الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى المبارك
وقبة الصخرة المشرفة رقم (15) لسنة 2007م والذي يهدف الى توفير التمويل اللازم
لرعاية المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات الاسلامية في القدس
الشريف، لضمان استمرارية إعمارها وصيانتها وتجهيزها وتوفير جميع المتطلبات اللازمة
لتأكيد أهمية هذه المقدسات وحرمتها لدى المسلمين بشكل عام والهاشميين على وجه
الخصوص".
واضاف
"أمر الملك عبدالله الثاني بتخصيص المبالغ اللازمة لدعم المشاريع في المسجد
الاقصى المبارك بهدف الاستمرار في الحفاظ على المقدسات لتبقى قائمة ببهائها
وجمالها ومتانتها وتم إكمال بناء المنبر الهاشمي للمسجد الاقصى المبارك (منبر صلاح
الدين) والذي حمله جلالته الى المسجد الاقصى المبارك، وتفضل بتركيب اللوحة الزخرفية
الاولى في جسم المنبر، وبعد إكمال صنعه تم وضعه في مكانه في الجامع الاقصى في شهر
كانون الثاني لعام 2007م ".
وأشار
الى دور جلالته بترميم الجدران الجنوبية والشرقية وتنفيذ نظام الانذار من الحريق
في المسجد الاقصى المبارك حسب أعلى المواصفات العالمية، وترميم الزخارف الجصية
والفسيفسائية لقبة الصخرة المشرفة وأعمال مدة ميلان لسطح الجامع الاقصى المبارك،
لافتا الى أن جلالته أمر بترميم بلاط وتبليط ثلاثة آلاف متر مربع من ساحات وممرات
المسجد الاقصى المبارك، وترميم مبنى المتحف الاسلامي تمهيداً للبدء بمشروع اعادة
تأهيله وتأثيثه وفرشه، وتمديد كوابل الكهرباء الرئيسية للمسجد الاقصى المبارك
وتصفيح وزخرفة الأسقف داخله وغيرها الكثير ، اضافة الى وجود ما يقرب من ألف موظف
ممن يتبعون لوزارة الاوقاف في دائرة اوقاف القدس.
وقال
عربيات "لا يزال الملك عبدالله الثاني يواصل الليل بالنهار لحماية المسجد
المبارك وبجهوده المباركة تم انتزاع القرارات الدولية كقرار اليونسكو بأن المسجد
الاقصى المبارك هو الحرم القدسي الشريف وهو كامل المساحة 144 دونماً لا تفريط فيها
ولا تنازل عنها وأنها حق عربي اسلامي أصيل وهو الذي يجاهد لحماية القدس الشريف
وفلسطين لتبقى عربية اسلامية على مدى التاريخ".
واشتمل
الحفل على قصيدة ألقاها الشاعر الكبير حيدر محمود بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج
ووصلة انشادية قدمتها فرقة الفلاح.
وحضر
الاحتفال أصحاب السماحة قاضي القضاة ومفتي عام المملكة وامام الحضرة الهاشمية
ووزير التربية والتعليم ونواب وأعيان وعلماء وسفراء معتمدين لدى البلاط الملكي.