الحقيقة الدولية – العريش – محمد الحر
هي جريمة إنسانية وكارثة أخلاقية بكل المقاييس وللأسف أنها تتم في وضح النهار وتحت سمع وبصر كافة الأجهزة الأمنية والتنفيذية المسؤولة في مدينة العريش حيث قامت مجموعة من اللصوص بدخول الملعب الاولمبي الملحق بإستاد العريش الرياضي وقاموا بسرقة المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الدول العربية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة من كل أنحاء العالم عن طريق تسلق الأسوار ونهب كافة المواد الغذائية والتموينية والطبية المخصصة للأشقاء الفلسطينيين الذين يعانون من ويلات الحصار الصهيوني الجائر ويتضورون جوعا وعطشا بينما مئات الأطنان من الغذاء والدواء والملابس تتم سرقتها في عز النهار دون ان تحرك الأجهزة الأمنية أو المعنية بمحافظة شمال سيناء ساكنا مما شجع اللصوص على الدخول بسياراتهم إلى الساحة التي توجد بها المعونات وقاموا بتحميلها بكل وضوح وكأنهم يحملون بضاعة هي لهم ومن حقهم.
هذه مسؤولية يتحملها محافظ شمال سيناء لكونه المسؤول الأول عن هذه المساعدات والمشرف المباشر عليها ، وقد تغافل عن الأمر ولم يحكم الرقابة على هذه الأطنان التي أرسلتها الدول العربية كمساعدة ودعم إنساني للأشقاء الفلسطينيين ، الا ان المشرفين على هذه المساعدات قد تركوها وغادروا إلى بيوتهم مما جعلها عرضة للسرقة والنهب.
الغريب ان"الحقيقة الدولية" قد رصدت سيارة شرطة تقف أمام بوابة إستاد العريش واللصوص يقومون بسرعة المساعدات أمام أعينهم إلا أنهم لم يلتفتوا لهم ، كما قام العديد من سكان البنايات المقابلة لإستاد العريش بإبلاغ أجهزة الشرطة عن السرقات إلا انها لم تتحرك لضبطهم أو منعهم من السرقة في سابقة لم يكن لها مثيل؟
وقد قام مراسل "الحقيقة الدولية" بالاتصال بمحافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشه للوقوف على ما يجري من سرقة ونهب لمساعدات الأشقاء الفلسطينيين إلا انه لم يرد على كل محاولات الاتصال وكذلك تكرر الأمر مع محمود أبو المجد منسق الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء والمشرف على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ولم يرد ايا من المسؤولين على اتصالات "الحقيقة الدولية" وكان الأمر لا يعنيهم ، وهذا ما شجع اللصوص على نهب مئات الأطنان من المساعدات التي تعتبر بمثابة أمانة لدى محافظ شمال سيناء ولكنها أصبحت اليوم في بيوت اللصوص بدلا من ان تتوجه إلى مكانها الطبيعي في بيوت الفلسطينيين المحاصرين برا وبحرا وجوا في قطاع غزة. |