القسم :
فلسطين - ملف شامل
نشر بتاريخ :
12/03/2025
توقيت عمان - القدس
2:42:58 PM
شن الاحتلال الصهيوني عدوانًا غير
مسبوق على الضفة الغربية في يناير الماضي، بعد 48 ساعة من دخول وقف إطلاق النار
على قطاع غزة حيز التنفيذ. تركز العدوان على محافظات شمال الضفة، وما زال مستمرًا
في جنين وطولكرم، ما أسفر عن نزوح أكثر من 40 ألف مواطن، خصوصًا من مخيمات جنين
وطولكرم ونور شمس للاجئين، بالإضافة إلى تدمير مئات المنازل وتجريف واسع للبنية
التحتية.
في مخيم جنين، نزح 3200 عائلة من أحياء
المخيم، حيث توزع النازحون بين المدينة والبلدات المجاورة. وتم إيواء 4000 نازح في
مراكز إيواء في المدينة مثل مركز الكفيف والمركز الكوري، بينما استقبلت بلدية
برقين قرابة 4700 نازح.
محمد عبد الوهاب (42 عامًا) من مخيم
جنين، تحدث عن تجربة نزوحه مع أسرته، حيث أُجبروا على مغادرة منازلهم إثر تهديدات
من طائرات الاحتلال بضرورة إخلاء المنازل عبر ممر واحد إلى واد برقين. وأوضح عبد
الوهاب أنه عانى في مركز الكفيف بسبب الظروف الصعبة، مع صعوبة توفير بيئة تعليمية
لأطفاله الذين حُرموا من الدراسة.
وفي طولكرم، أسفر العدوان عن نزوح أكثر
من 21 ألف شخص من مخيمات نور شمس وطولكرم. بشرى شهاب، التي نزحت من مخيم طولكرم مع
أطفالها، أكدت أن العائلة عاشت لحظات من الخوف والهلع خلال اقتحام قوات الاحتلال
للمخيم في 27 فبراير. وذكرت شهاب أنها عادت لتجد منزلها مدمرًا بالكامل، بينما
تكافح لتعويض فقدان تعليم أطفالها عبر التعليم الإلكتروني في ظل الظروف الصعبة.
أما عطّاف مصلح، من مخيم طولكرم، فقد
اضطر للنزوح مع عائلته وسط رعب متواصل، مع صعوبة توفير الظروف المناسبة لابنته
التي تدرس الثانوية العامة بسبب تدمير المنازل.
يسرى سليمان فرج، التي نزحت من مخيم
نور شمس، تروي كيف أجبرتها قوات الاحتلال على مغادرة منزلها تحت تهديد السلاح، ثم
انتقلت للعيش مع ابنتها في طولكرم. ورغم التدمير، أكدت فرج تمسكها بالأمل في
العودة.
وفيما تواصل الحكومة الفلسطينية جهودها
لمساعدة النازحين، أشار مجلس الوزراء إلى أهمية توفير مراكز إيواء جديدة وتحسين
إعادة الإعمار، رغم الأزمة المالية بسبب الاقتطاع الإسرائيلي من المقاصة. وأكد
المركز الحكومي أنه تم تخصيص 34 مليون شيقل لإعادة تأهيل البنية التحتية في شمال
الضفة، والتنسيق مع لجان الطوارئ.