الحقيقة
الدولية - كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان
"تناقضات نظرية التجزؤ الهرمي في السياسة الإسرائيلية الإقليمية" أن
الاحتلال يسعى إلى تفتيت المجتمع الفلسطيني عبر إحياء الهويات الفرعية وتعميق
الانقسامات.
وأوضحت
الدراسة، التي أعدها الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، أن الاحتلال يعمل على حلّ أي
تناقضات فرعية داخل المجتمع الصهيوني، في الوقت الذي يقوم بعكس هذا العمل تماماً
في تعامله مع البيئة الفلسطينية والعربية.
وخلصت الدراسة
إلى أن أي إحياء لأيّ هوية فرعية في المجتمع الفلسطيني الحالي هو إسهام واضح في
المشروع الإسرائيلي لتمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني، والذي يشكّل الأساس
للمقاومة بكافة أشكالها.
ورأى الباحث
أن التجزؤ سواءً أكان على أساس مناطقي أم عرقي أم طائفي أم ديني أم قبلي أم عشائري
يخدم استراتيجية "إسرائيل" السياسية بشكل كبير.
وأشارت الورقة
إلى أن خصوصية الوضع الفلسطيني تقتضي إيلاء الاهتمام اللازم بأدبيات الهوية
الوطنية في المجتمع الفلسطيني في الداخل والخارج، ودعت الورقة الجامعات ومراكز
الأبحاث والتنظيمات الفلسطينية وهيئات المجتمع المدني إلى تكثيف الدراسات العلمية
ومضامين الخطاب السياسي الفلسطيني باتجاه الولاء العام للهوية الفلسطينية.
كما دعت
التنظيمات الفلسطينية إلى التفكير في كيفية نقل الممارسات السياسية الإسرائيلية
تجاه المجتمع الفلسطيني لممارستها تجاه الهويات الفرعية الإسرائيلية وتوظيفها في
خلخلة البنية الاجتماعية الإسرائيلية.
وأوصى الدكتور
وليد عبد الحي بالاهتمام بتعميق ومأسسة التواصل بين التنظيمات الفلسطينية
وفلسطينيي الشتات، وتشجيع الفلسطينيين في المهجر على إنشاء هيئات مجتمع مدني
مرتبطة في أهدافها بالحفاظ على الشخصية الفلسطينية، عبر أدوات التربية والتعليم
والرموز الاجتماعية المختلفة.