كشف الدفاع المدني في قطاع غزة أنه تلقى منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 2750 اتصالًا وبلاغًا من ذوي الشهداء يطالبون بالاستجابة العاجلة لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض، مشيرًا إلى أن فرق الإنقاذ تمكنت حتى الآن من انتشال نحو 520 جثمانًا فقط، بينما تعيق نواقص المعدات والأجهزة الثقيلة الوصول إلى آلاف الجثامين.

أزمة إنسانية معقدة

وأوضح الدفاع المدني، في بيان رسمي، أن هناك ما يقارب 14 ألف شهيد مفقود لا تزال جثامينهم تحت أنقاض المنازل في مختلف مناطق القطاع، مؤكدًا أن عدم توافر الإمكانيات اللازمة سيؤدي إلى مرحلة استجابة إنسانية معقدة وطويلة الأمد، إذا لم يتم تزويد الفرق بالآليات والمعدات الثقيلة الملحة لأداء مهامها.

وأشار البيان إلى أن الجهاز فقد نحو 85% من مقدراته، بما في ذلك المركبات والمعدات والمباني والمقرات، نتيجة الاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال الصهيوني خلال العدوان الأخير، مما يعطل جهود الإنقاذ والإغاثة.

مطالبات عاجلة بدعم دولي

جدد الدفاع المدني مناشدته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية لتحمل مسؤولياتها وتقديم الدعم العاجل، لتمكين الجهاز من تنفيذ مهامه الإنسانية. وأوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار، وفقًا لبيان الخارجية القطرية، يشمل تزويد الدفاع المدني بالمعدات والاحتياجات اللازمة لانتشال الجثامين، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن، مما يعيق الجهود الإنسانية ويخالف الأعراف والقوانين الدولية.

وناشد الدفاع المدني دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية بالضغط على الاحتلال للإسراع في إدخال معدات الإنقاذ الثقيلة، كما دعا مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع إلى الإسراع في تزويده بالوقود اللازم لاستكمال مهامه الإنسانية.

دعوات لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار

وطالب الدفاع المدني اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل لإمداد الجهاز بالمعدات والوقود، ودعا الهيئات الدولية لعقد مؤتمر دولي لإعادة تأهيل وإعمار المديرية العامة للدفاع المدني، إلى جانب توفير مختبرات متخصصة للتعرف على هويات الشهداء وانتشال الجثامين بطرق تليق بكرامتهم.

كما ناشد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والممولين الدوليين بالمساعدة في إعادة بناء وترميم المقرات المدمرة، حيث تعمل الطواقم حاليًا في العراء والشوارع بعد تدمير الاحتلال مراكزها.

الحقيقة الدولية – وكالات