نشر بتاريخ :
29/12/2024
توقيت عمان - القدس
7:13:14 PM
تلعب الجينات الموروثة من الوالدين
دورًا كبيرًا في تحديد السمات الجسدية والنفسية التي نمتلكها، وقد أظهرت الدراسات
العلمية أن بعض الصفات قد تكون مرتبطة بشكل أكبر بأحد الوالدين دون الآخر. على
سبيل المثال، بينما يُعتقد أن الذكاء قد يُورث بشكل أكبر من الأم، فإن بعض السمات
الأخرى، مثل البلوغ المبكر، قد تكون موروثة من الأب.
الذكاء: يأتي من الأم
يعد الذكاء سمة مرتبطة بالكروموسوم X الذي تحمله النساء في نسختين، بينما يحمل
الرجال نسخة واحدة فقط. وبناءً على ذلك، يكون لدى النساء فرصة أكبر لنقل السمات
المرتبطة بالذكاء إلى أبنائهن. في دراسة أجريت عام 2006 على مجموعة من الأشخاص
تتراوح أعمارهم بين 14 و22 عامًا، تبين أن معدل ذكاء المشاركين كان يتقارب بشكل
كبير مع معدل ذكاء أمهاتهم، مما يشير إلى أن أقوى مؤشر لذكاء الشخص هو معدل ذكاء
والدته.
البلوغ المبكر: من الأب
إذا كنت من الأشخاص الذين ينضجون
مبكرًا، فقد يكون ذلك ناتجًا جزئيًا عن جيناتك الموروثة من والدك. في دراسة أجريت
عام 2013، اكتشف الباحثون أن الطفرات في جين MKRN3
مرتبطة ببدء البلوغ المبكر. ووجد الباحثون أن هذه الطفرات تكون موروثة بشكل رئيسي
من الأب، وتؤدي إلى حدوث البلوغ في وقت أبكر من المعتاد. ولكن يجدر بالذكر أن
الجينات ليست العامل الوحيد المؤثر على توقيت البلوغ؛ فقد تلعب العوامل مثل
الأدوية الهرمونية والنظام الغذائي دورًا أيضًا.
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: من
الأم
في حالة اضطراب نقص الانتباه وفرط
النشاط (ADHD)، فقد تكون الأم مسؤولة
عن ذلك. دراسة أجريت عام 2010 أظهرت أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يعانين من
انخفاض في مستويات السيروتونين كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب ADHD. السيروتونين هو هرمون مهم في تنظيم المزاج
والنوم والحالة الجنسية، ويؤثر بشكل كبير على كيمياء الدماغ.
الخصوبة: من الأب
في دراسة نشرت عام 2016، اكتشف العلماء
أن بعض النساء قد يواجهن مشاكل في الخصوبة بسبب جين موروث من الأب يمنع إزالة
الجسيمات المركزية من خلايا البويضات. هذه الطفرة الجينية قد تؤدي إلى العقم، مما
يسلط الضوء على دور الأب في تحديد خصوبة الأبناء.
أنماط النوم: من الأم
إذا كنت تعاني من الأرق، فقد تكون
والدتك هي المسؤولة عن ذلك. دراسة أجريت عام 2023 أظهرت أن الأطفال الذين تعاني
أمهاتهم من الأرق هم أكثر عرضة للإصابة بالمشكلة نفسها. تشير الدراسات إلى أن
حوالي 35% من الأشخاص الذين يعانون من الأرق لديهم تاريخ عائلي لهذه المشكلة، حيث
تكون الأم الأكثر تأثرًا في العائلة.
الحقائق الوراثية تشير إلى أن الجينات
تؤثر بشكل عميق على حياتنا، لكن من المهم أيضًا مراعاة أن العوامل البيئية قد تلعب
دورًا مهمًا في تشكيل سمات.
الحقيقة الدولية - وكالات