القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
02/10/2024
توقيت عمان - القدس
5:37:26 PM
تربويون واقتصاديون يطالبون بثورة شاملة في قطاع التعليم والتعامل معه كملف سيادي وطني
- العتوم: النظام التعليمي
الأردني يعيش حالة إرباك وعدم الاستقرار ويخضع لكثرة التغييرات التي لا تستند الى
خطة شاملة
- النعواشي: على مجلس النواب
مراجعة قانون المركز الوطني للمناهج الذي يختطف التعليم ويصوغ ذهن الطالب الأردني
بطريقه فردية موجهة خارجياً
- القطامين: ضرورة أن تكون
هناك سلطة واحدة لإدارة ملف التعليم كملف سيادي وطني
الحقيقة الدولية - اكد المتحدثون في
الندوة التي أقامتها الحملة الوطنية لحماية المناهج الأردنية بالتعاون مع حزب جبهة
العمل الإسلامي بعنوان "واقع التعليم: التحديات وسبل العلاج" على الحاجة
الملحة لثورة حقيقية وشاملة في التعليم تكون مدعومة بإرادة سياسية عليا وبناء رؤية
وطنية للنهوض بهذا القطاع عبر فريق من الخبراء المختصين لمعالجة ما يمر به واقع
التعليم في الاردن من حالة ارتباك وعدم استقرار وكثره التغييرات التي لا تستند إلى
خطط شاملة.
وأشارت عضو الحملة النائب هدى العتوم
التي أدارت الندوة إلى من يقرا الاطار العام للمركز الوطني للمناهج يوجد فيه
ارتباك في مقدمته ومصدريته مما يعكس صورة لحالة الارتباك في النظام التعليمي
الأردني وحاله عدم الاستقرار وخضوعه لكثره التغييرات التي لا تستند إلى خطة شاملة
وبدون مشاركه الأطراف المعنية في هذا المجال، كما أكدت أن أي خلل في المنظومة
التعليمية سيؤدي إلى خلل متراكم وفجوات يصعب التغلب عليها لاحقاً، مشيره إلى أهميه
تعليم في رسم حاضر ومستقبل المجتمع وأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في الأمة
والمستقبل.
فيما تحدث الخبير التربوي الدكتور قاسم
النعواشي حول أهمية المناهج التعليمية ودورها في رسم مسار الأجيال الحالية
والقادمة، ودور جودة التعليم في النهوض بالمجتمع والوطن، مطالباً مجلس النواب
بمراجعة قانون المركز الوطني للمناهج الذي اتهمه باختطاف التعليم وصياغة ذهن
الطالب الأردني بطريقه فردية موجهة خارجياً بحسب ما أقر به عدد من رؤساء هذا
المركز السابقين، مؤكداً أن ما وصفه بالانحدار الكبير في واقع التعليم يحتاج إلى
ثورة شاملة تكون مدعومة بإرادة سياسية عليا في التعليم مع إعاده النظر بتفاصيل
النظام التعليمي بما في ذلك نظام الثانوية العامة ، كما أشار إلى أن الكثير من
المنح والمشاريع الدولية المتعلقة بالتعليم تذهب لغير الغايات الأساسية في هذا
القطاع.
وأشار النعواشي إلى الخلل الواضح في
المهارات الأساسية في التعليم ومنها المتعلقة بالرياضيات واللغتين العربية
والإنجليزية وهو ما أظهرته نتائج الاختبارات العالمية، ومن ذلك اختبار الطلاقة في
اللغة الإنجليزية الذي صنف الأردن ضمن آخر عسر دول على مستوى العالم، مما يتطلب
فرد مساحة أوسع لتعليم اللغة الإنجليزية بدلا مما يجري من تضييق على هذه المساحة،
مؤكدا على ضرورة الوصول إلى جيل يفهم ويخترع وليس جيل يتقن الحفظ فقط.
في أكد الوزير الاسبق والخبير
الاقتصادي معن القطامين أن التعليم يعتبر من أخطر القطاعات في الأردن والتي تعاني
من تراجع واضح على مدى السنوات الماضية، وأن الجيل الموجود حالياً غير قادر على
تحقيق الرؤى المتعلقة بالتحديث الاقتصادي والإداري نظراً لواقع التعليم الحالي،
كما أكد ضرورة أن تكون هناك سلطة واحده لإدارة ملف التعليم كملف سيادي وطني.
واشار القطامين الى ما أظهرته بعض
التقارير الدولية ومنها مؤشر امتحان "بيسو" الدولي لتقييم التعليم الذي
اظهر في تقريره العام 2020 تراجعا كبيرا للتعليم في الأردن في مباحث العلوم
والرياضيات والقراءة مقارنة بعام 2018 مشيراً إلى عدة أسباب لهذا التراجع ومنها
ضعف الإنفاق العام على التعليم وتراجع مكانه المعلم في ظل صعوبة وضعه المعيشي
وغياب التحفيز والدافعية، إضافة لتقارير البنك الدولي واليونسكو التي أكدت ضعف
البنية التحتية للمدارس وأن 30% من المدارس مكتظة بالطلاب والتفاوت الكبير بين
المدارس في المحافظات والمناطق النائية وعدم التكامل بين التكنولوجيا والتعليم
وعدم الموائمة بين التعليم وسوق العمل، مما يتطلب ثورة حقيقية في التعليم لإعادة
تعريف التعليم والغاية منه.
كما أكد القطامين أن الحديث عن المناهج
يتعلق بالقدرة الفكرية والحديث عن هدف التعليم وبناء جيل قادر على التعامل مع
المستقبل بكفاءة وبناء منظومة القيم لديه والحفاظ على هويته وتعلم المهارات
النفسية والاستمرار في التعلم والتعليم، لصناعة جيل يكون قادر على النهوض بالأردن
خلال العقود المقبلة.
وجرى في ختام الندوة نقاش مع الحضور من
نواب وخبراء تربويين ومهتمين بقطاع التعليم.