الحقيقة الدولية - رعت سمو الأميرة دانا فراس، رئيسة الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، حفل إطلاق برنامج البكالوريوس في التراث الطبيعي والثقافي الذي استحدثته الجامعة الألمانية الأردنية مؤخرًا. وسيستقبل البرنامج الدفعة الأولى من الطلبة في الفصل الأول من العام الجامعي المقبل 2024/2025.

وأشارت سموها خلال كلمتها المعنونة "بمشاركة مجتمعية: التعليم، التوعية وزيادة الوعي - تجربة الصندوق الهاشمي للآثار" إلى أن البرنامج يمثل أول نهج متعدد التخصصات في تعليم التراث في الأردن، حيث يجمع بين الانضباط الأكاديمي الصارم لفهم وحفظ التراث مع الخبرة العملية التي نحن بحاجة ماسة إليها.

وأضافت سموها أن التراث يمثل في الوقت نفسه موردًا غير مستغل بشكل كبير في الأردن، ويمكن أن يقدم فرصًا للابتكار وخلق فرص العمل وتحسين جودة الحياة. كما أكدت أن هذه القيمة الاقتصادية للتراث ستعود بالنفع على خريجي البرنامج، والمجتمعات المحلية، والبلد بشكل عام - ولكن فقط إذا قمنا بحماية والحفاظ على المورد الذي نبني عليه هذا النظام البيئي بأكمله: سلامة التراث.

من جهته، بيّن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علاء الدين الحلحولي أن برنامج "التراث الثقافي والطبيعي" يهتم بالحفاظ على التراث الغني للأردن وتطويره بشكل مستدام. وسيسهم في تأهيل الخريجين بالمهارات اللازمة للحفاظ على المواقع التراثية وتطويرها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك من خلال التركيز على التعليم متعدد اللغات ومشاركة أصحاب المصلحة.

وأضاف أن البرنامج سيعد الطلاب لأدوار قيادية في مجالات السياحة والمنظمات غير الحكومية، ويعزز أهداف التنمية المستدامة. وأكد أن هذا البرنامج حيوي لهوية الأردن واقتصاده، وسيساعد على حماية التراث الثقافي والطبيعي من التهديدات المختلفة ويدعم التنمية المستدامة في قطاعات التراث الثقافي والطبيعي والسياحة.

وتضمن الحفل كلمات لكل من عميد كلية الإنسانيات التطبيقية والعلوم الاجتماعية الأستاذ الدكتور هيثم الثوابية، ومدير مركز التراث الطبيعي والحضاري في الجامعة الأستاذ الدكتور نزار أبو جابر، حيث عرضا أهمية البرنامج وكيفية إسهامه في تأهيل مختصين في مجال التراث وفرص العمل المتاحة لخريجي البرنامج في الأردن والمنطقة وألمانيا.

وأقيم على هامش الحفل جلسة حوارية بعنوان "دور التعليم في المحافظة على التراث وحمايته"، شارك فيها كل من رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي  الدكتور فارس بريزات، ومدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي، وأدارها نائب الرئيس للشؤون الدولية الدكتور راينر فنكلدي، أكدوا خلالها على أهمية التعليم في تعزيز الوعي بأهمية التراث، ودور المؤسسات الأكاديمية في تأهيل الأجيال القادمة ليكونوا حماة لهذا التراث الغني، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في الأردن وسبل تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة لتحقيق هذا الهدف.