لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية - فيديو وزير الزراعة: التوسع في خطة الإقراض الزراعي العام المقبل الأردن يستضيف دورة الالعاب العربية عام 2035 القسام تعلن الاجهاز على (15) جنديا صهيونيا من مسافة صفر بعد مذكرة الاعتقال .. نتنياهو وغالانت محرومان من 120 دولة لماذا صدر امر القاء القبض على نتنياهو وجالانت ؟ - القانوني الصبيحي يجيب اربد .. وفاة وإصابتان بحريق شقة ولي العهد: السلط سلطانة ابو السمن يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية "نويجيس" وفد جزائري يزور بلدية جرش الكبرى للاطلاع على جهود وحدة تمكين المرأة "التربية والتعليم" تعقد لقاءً توعويًا في جرش حول نظام التوجيهي الجديد والتخصصات الدراسية المصري يزور بلديتي باب عمان وجرش ومركز الخدمات الاكترونيه الصفدي: "إسرائيل" تمنع المساعدات من دخول غزة وهي عملية تطهير عرقي لتهجير السكان الرفايعة نائبا لرئيس مجلس ادارة "الحقيقة الدولية " الخرابشة يتابع عمليات الحفر في حمزة ويزور المنطقة الحرة الخاصة

القسم : بوابة الحقيقة
السياسة الترامبية: إسرائيل أولاً
نشر بتاريخ : 12/24/2017 2:28:38 PM
د. عزت جرادات

بقلم: د. عزت جرادات

المشهد (1): دُعِيَت (193) دولة عضواً في منظمة الأمم المتحدة إلى الاجتماع المشهود (الخميس 21/12)، واعتذرت (21) دولة عن عدم الحضور، وبعد اعتلاء المنصة من قبل عدد من ممثلي الدول والمجموعات الدولية جاءت النتيجة التي لم تتوقعها مندوبة الولايات المتحدة (نيكي هايلي): حيث (128) صوتاً من الأصوات الحرة العالمية تؤيد مشروع القرار ( العربي الإسلامي) مع امتناع (35) دولة التزمت الصمت، وعارضت صوت الحق (9) دول، وإذا ما استثنيت منها الولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك هندوراس(8 ملايين) وغواتميالا (16 مليوناً) . فقد بلغ مجموع الدول الخمس الباقية (255000) مائتين وخمس وخمسين ألف نسمة يعيشون في جزر: المارشال، وميكرونيسيا، وناورو، وبالدو وتوغو، وأكاد أجزم أن سكانها لا يعرفون مدينة القدس، وأن قادتها لا يدركون ما القضية التي صوتوا ضدها، ولا يغيب عن المشهد صوت (22) عضواً من أصل (29) من حلف الناتو كانت دولهم قد صوتت لصالح مشروع القرار.

المشهد (2):
ينص ميثاق الأمم المتحدة على (الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية، وحق الأمم، كبيرها وصغيرها، في حقوق متساوية، ولكل منها الحق في تقرير المصير).

في (16/10/2015) نشر (كيسنجر) في (وول ستريت جورنال): إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقرر لنفسها الدور الذي ستلعبه في القرن الحادي والعشرين، وعلى المحك الآن ليس قوة السلاح الأمريكي بل صدقية عزيمتها في فهم وإدارة عالم جديد.

وفي (18/12/2017) نشرت (فرانس برس) على لسان الرئيس ترامب ( أولويات أمريكا أولاً)، وكانت تتمثل في: حماية الأراضي الأمريكية، وتشجيع الازدهار الأمريكي، والحفاظ على السلام، ونشر النفوذ الأمريكي. وجاءت التناقضات الأمريكية لكل ما ورد بإصرار الرئيس ترامب على قراره الذي يتحدى هذه المبادئ، ويطلب إلى مندوبته (نيكي هايلي) بأن ترصد له الدول التي تتحدى قراره، وتقف المندوبة لتبدأ بالدفاع عن إسرائيل، وإسرائيل أولاً، ثم تتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية فهي ثانياً، ثم بمعاقبة الدول التي تتحدى قرار الرئيس ترامب، وكأنه مناع للخير ومعتد أثيم، ليأتي الرد من الدول ذات الكرامة، إن المبادئ لها من يحترمها، وأن المواقف الدولية لم تعد للبيع أو المساومة، وأن مصداقية الأمم تقاس بالقيم والحق الذي أولى أن يٌتبع.

المشهد (3):

اختارت جميع القوى العالمية الكبرى ودول أوربا الوسطى وجميع الدول الإسلامية، بما فيها تلك التي تتلقى مساعدات أمريكية كبيرة، اختارت تحدي الرئيس ترامب وإنكار شرعية سياسته تجاه القدس وقضية الشرق الأوسط، فالقرار يطالب جميع الدول أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس، واعتبار أي قرار حول وضع القدس ليست له قوة القانون، ويُعَدُ لاغياً وباطلاً ويتعين سحبه.

وبما يحاكي صورة الديك الذبيح، لم يجد المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أمامه سوى السب والشتم للمنظمة التي تمثل دول العالم، ولم تسعفه تلك القطعة المعدنية المزيفة، فعلماء الآثار عالمياً وإسرائيلياً، أجمعوا على أن لا وجود لآثار يهودية في حفرياتهم في القدس، كما لم يتردد ( نتنياهو) بإعلانه (رفض هذا القرار السخيف)، أما (هااريتز) فقد وصفته بأنه: صفعة قوية بوجه الرئيس الأمريكي وهزيمة شخصية له.

المشهد (4):
كانت كلمات المجموعات العربية والإسلامية والمناطق الإقليمية العالمية تشيد بدور المملكة الأردنية الهاشمية في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة بقيادة الملك عبدالله صاحب الولاية الهاشمية عليها، كما ثمنت الدور الأردني معظم الدول التي أسهمت في إغناء تلك الجلسة التاريخية للأمم المتحدة.

إن هذا الانجاز لا يجوز اعتباره نهاية المطاف بل بداية المعركة السياسية لاستثمار هذا القرار وتوظيفه في الحراك الدبلوماسي العربي والإسلامي، للحيلولة دون اختراقه بوسائل أمريكية أو صهيونية معروفة، ودون تجميده كما حصل مع (قرار الجدار العنصري) وقرارات سابقة (لمجلس الأمن) و(لمنظمة اليونسكو)!

ولتظل (القدس أولاً) جوهر القضية الفلسطينية ومحورها أو منطلقها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023