وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 22- 12- 2024 بعيدا عن الخصومة.. باريس سان جيرمان يوجه رسالة خاصة لكيليان مبابي غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء تحذير لمرتدي العدسات اللاصقة أثناء النوم! علامات رئيسية تكشف الكذب في ثوان مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا ولي العهد للاعبة التايكواندو الصادق: كل التوفيق في مشوارك الجديد أبو زيد: الاحتلال بالسيطرة على جزء من سد الوحدة يريد خنق الأردن مائياً - فيديو قاد عملية الإطاحة بالأسد .. أبو قصرة وزيراً للدفاع السوري أستون فيلا يهزم مانشستر سيتي ويعمق جراح غوارديولا "اشتكي لوالدك جو".. مستخدمو منصة "إكس" يهاجمون زيلينسكي بعد قصف قازان الحكومة تتوقع إقرار تعديلات الإجازة بدون راتب خلال اسبوعين حكومة حسان بعد 100 يوم: 41 قرارا اقتصاديا للاستثمار دودون: السلطات المولدوفية دمرت اقتصاد البلاد بذريعة مكافحة الفساد فصائل فلسطينية منها حماس: وقف إطلاق النار بغزة بات "أقرب من أي وقت مضى"

القسم : مقالات مختاره
هل هناك استراتيجية أميركية لاستعادة الرقة؟
نشر بتاريخ : 9/16/2016 9:39:06 PM
حسن أبو هنية

حسن أبو هنية

ترتكز الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية ــ داعش في العراق وسورية على خلل بنيوي عميق من خلال الاعتماد على القوات البرية المحلية للحلفاء على الأرض وتقتصر على تنفيذ ضربات جوية على مناطق سيطرة التنظيم وإرسال مستشارين وخبراء عسكريين وتقديم مساعدات عسكرية ولوجستية ومالية الأمر الذي يضع خطط واشنطن في مهب تقلبات أهواء ومصالح تلك القوى الحليفة والتي لا تتوافر على ذات الأولويات الأمريكية الموسومة بالحرب على الإرهاب.

إشكاليات الخطة الأمريكية نابعة من تعقيدات الوضع الميداني فالقوى المحلية المرشحة للانخراط في حرب داعش متناقضة حد الصدام في تحديد أولوياتها ومصالحها وتعتبر منطقة الرقة في سورية معقل تنظيم داعش نموذجا يكشف عوار الاستراتيجية وكانت الرقة أول منطقة تسيطر عليها قوى المعارضة السورية المسلحة بعد بدء الانتفاضة الاحتجاجية في سورية حيث سيطرت عليها المعارضة في 4 نيسان 2013 ثم تمكنت قوات تنظيم داعش من انتزاعها من المعارضة والسيطرة عليها في 14 كانون ثاني عام 2014 بصورة كاملة بعد معارك طاحنة.

تحولت الرقة إلى عاصمة لتنظيم داعش وأصبحت مقرا أساسيا لمعظم قادة التنظيم في سورية وذلك بعد إعلان التنظيم قيام الخلافة حيث وجه نداء إلى كل مناصريه في العالم للهجرة والإقامة وتتمتع الرقة بأهمية حيوية لارتكازها على نهر الفرات وهي منطقة زراعية هامة وحيوية فسد الطبقة فيها يُغذي الرقة وحلب بالكهرباء والماء وهي ملتقى طرق للعديد من المناطق الهامة كما أنّ وجودها بالقرب من العراق يسهل حركة عناصر تنظيم الدولة بين العراق وسورية.

مدينة الرقة كانت سادس أكبر مدينة في سورية قبل بدء الإحتجاجات حيث بلغ عدد سكانها 220 ألف نسمة حسب إحصائية عام 2004 لكنها اجتذبت موجات من الهجرة إليها من مناطق الصراع ووصل عدد السكان فيها إلى 800 ألف في بعض المراحل ومع بدء سيطرة تنظيم داعش وبدء التحالف تنفيذ ضرباته الجوية نزح عنها عدد كبير ولا يُعرف حجم التغيير في أعداد هؤلاء السكان في الوقت الحالي، ويشكل السنة العرب معظم سكان الرقة وكانت تضم مسيحيين قبل اندلاع الحرب وكان يعيش الأكراد في بعض من قراها.

ارتكزت الاستراتيجية الأمريكية لاستعادة الرقة من تنظيم داعش على قوات سورية الديمقراطية وعصبها الكردي بصورة أساسية حيث أخذت هذه القوات بالتوغل وقضم الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش لكنها وقفت عند حدود الرقة باعتبارها ليست أولوية للأكراد ولا تقع ضمن الإقليم الفدرالي وأراضي «روج آفا» وتعقدت الأمور بعد تدخل تركيا وبدء عملية «درع الفرات» التي تعتمد على بعض فصائل الجيش الحر المسندة من القوات التركية والرقة لا تشكل أولوية تركية إذ ترتكز مصالحها على منع قيام كيان كردي متصل بين عفرين وكوباني.

لم يعد ممكنا بعد التدخل التركي الاعتماد على قوات حماية الشعب الكردية والأخيرة تشعر بالاحباط والخيانة من الموقف الأمريكي الذي بات رهينا لتركيا في معركة الرقة حيث صرح أردوغان عقب عودته من الصين لحضور قمة العشرين بأنّ «الرئيس الأمريكي اقترح أن نعمل سويا بعض الأمور في الرقة وقال بأن تركيا لا مانع لديها من ذلك ونستطيع إرسال عساكرنا لعمل اللازم في منطقة الرقة» لكن تلك التصريحات لا تعبر حقيقة عن واقع الأمر فالعلاقات الأمريكية التركة في أسوأ حالاتها منذ محاولة الانقلاب الفاشلة وعودة أردوغان أقوى مما كان عليه يوما منذ اندلاع الانتفاضة السورية.

هكذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية باتت مجبرة على تأجيل خطتها العسكرية الخاصة بمدينة الرقة عاصمة خلافة تنظيم «الدولة» بسبب الحرب الدائرة بين القوات الكردية المعرفة باسم وحدات حماية الشعب والقوات المدعومة من تركيا إذ تبدو عناصر الثقة مفقودة بين اللاعبين الإقليمين والمحليين فالولايات المتحدة على قناعة بأن الأكراد هم القوة الأكثر صلابة وتماسكا بفي الحرب ضد تنظيم «داعش» حيث طرد تنظيم «داعش» من مدينة كوباني بعد حرب شرسة دامت عدة أشهر وبعدها تمكنت القوات الكردية من فرض سيطرتها على مدينة الشدادي الواقعة شرق الرقة ثم أستكملت تلك القوات تطويق الرقة من خلال فرض السيطرة على منبج في الشمال.

أحد نقاط ضعف استراتيجية الولايات المتحدة في القضاء على تنظيم داعش في سورية كانت تجاهل الخلافات والتناقضات بين تركيا والأكراد إذ تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية فرعاً تابعا لحزب العمال الكردستاني وهو حزب تعتبره أنقرة مجموعة إرهابية وقد تساهلت تركيا على مضض مع واشنطن وسمحت بتنفيذ ضربات جوية انطلاقا من قاعدة إنجرليك العسكرية لدعم وحدات حماة الشعب كما سمحت للقوات الكردي بمهاجمة منبج في شهر أيار الماضي لكن تلك الإشكالات كانت مرشحة للانفجار في مرحلة ما وهو ما حدث بعد التدخل التركي وكشف عن هشاشة الاستراتيجية الأمريكية.

عقب محاولة الانقلاب التركية الفاشلة وبدء عملية «درع الفرات» التركية في سورية في الرابع والعشرين من شهر اب الماضي التي جرت دون معرفة الأمريكيين والتي أسفرت عن طرد «داعش» من جرابلس وعدة قرى بدأت المجموعات المدعومة أمريكيا تتحارب فيما بينها داخل سوريا وطالب الأتراك القوات الكردية بالانسحاب من مدينة منبج إلى الضفة الشرقية للفرات فيما طالب الأكراد الأتراك بالانسحاب إلى الحدود التركية لكن السياسة الواقعية البراغماتية الأمريكية في المنطقة تجلت من خلال ظهور نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن إلى جانب الرئيس التركي أردوغان وإعلانه صراحة دعم أمريكا للتدخل العسكري في سوريا ومطالبتهم وحدات حماية الشعب بالانسحاب من منبج.

خلاصة القول أن استراتيجية الولايات المتحدة المتعلقة بالقضاء على تنظيم داعش وطردهم من مدينة الرقة أكثر هشاشة مما يظن البعض فوحدات حماية الشعب لن تنخرط في أي عملية في حال عدم انسحاب الأتراك وهو أمر لا يمكن أن تقبل به تركيا التي تعرف مصالحها القومية بعدم السماح بقيام كيان كردي معاد كما أن جميع الأطراف تدرك هشاشة الاستراتيجية الأمريكية بعدم وجود تصورات حول مرحلة ما بعد داعش ومستقل الوضع في العراق وسورية وخصوصا المتعلقة بالأزمة السنيّة.

عن الرأي

diprosone vidal darkwoodsdojo.com diprosone enceinte
discount prescription coupons evans.com.mx cialis coupons from lilly
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023