يقلم : فراس ابراهيم ابورخيه
كنت أظن أن أصحاب الأيادي البيضاء لا يرحلون، فبغيابك أيها
الرجل الشهم الكريم الذي لم يرد سائلاً ولم يتوانى يوماً عن تقديم يد العون لكل
محتاج تركت ذكرى غالية لكل من عرفك أو سمع عنك فالجميع يدعو لك بالرحمة والغفران ،
كيف لا وقد كنت من الرجال المؤمنين الساعين إلى الخير وكنت مقصداً لكل من ضاقت به
الدنيا ، فكانت يدك البيضاء بلسما لجراحهم وكان حديثك الراقي مسكاً ينثر أجمل
الكلمات في طريق الخير فقد أنعم الله عليك بفكروحكمة قل نظيرها .
لقد عملت على مدار 30عاما رئيسا
لنقابة عمال السكك الحديدية الاردنية ساعدت وحصلت حقوق للعمال وناضلت لتحقيق
مكتسبات للموظفين بالحكمة وبالجهد والعمل ليل نهار لخدمة الوطن العزيز .
سنفقد صوتك وابتسامتك الجميلة التي كانت لا تفارق محياك
وعزائنا برحيلك دعاء المحبين لك بالرحمة والمغفرة.
صابتني الحسرة على موت والدي وفقده، شعرت أني لم أوفيه حقه تمنيت
أن يعود إلى هذه الحياة لكي أسد جزء من فضله على، لكن كيف يعود من الموت؟ الموت
طريق ذو اتجاه واحد ذهاب بلا عودة، لكني تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ”
إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةِ: إِلاَّ مِنْ
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُ
له”، فأخذت عهدا على نفسي ألا يمر يوم إلا ودعوت لوالدي، ثم أمعنت النظر في الحديث
فقرأت ” وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُ له” فعلمت أنه لا يدعوا لوالديه إلا صالح، حتى
بدعائي لك يا أبي اكتسبت صفة الصلاح، فضلك على يا أبي لم ينقطع حتى بعد موتك ؟
فإلى جنات الخلد أيها الرجل الحنون البار الواصل وستجد
أعمالك الخيرة إن شاء الله تنتظرك عند الرحمن الرحيم، نسأله جل وعلا أن ينزلك
منازل الشهداء الصالحين وأن يجمعنا معك ومن نحب في الفردوس الأعلى من الجنة.
ما الـصبرُ يمسـحُ دمـعةَ الـوجدانِ ... لا الـدهرُ يرسمُ
وجهةَ السلــوانِ
لا الـعمرُ بعـدكَ فـي مُضِيِّهِ مُوغِلٌ ...
لولا الـرِّضا بمشـيئـةِ الـرحــمنِ
أبتـي لــساني فـي رثائِك خانَنِي ... ما طـاوعَ
القلبَ الجريحَ لســـاني
لـو طـاوعَ الـنفسَ اليراعُ لـمَلَّني ...
بحــرُ المِـداد وتـاه في شُطـــآني
مـاذا أقـولُ وهل كـلامي مُنصِفٌ ... في حــقِّ
قُطـبٍ راســخٍ رَبَّـــاني
لو قلـتُ دهـرًا ثم دهـرًا لـم أكُن ... أنصفـتُ
مِنـه لــقاءَ مــا رَبَّـــاني
أبتـي تَمَـزَّقًت القـلوبُ وقَطَّـعَت ...
أوصـالَنا طــاحــونةُ الأشـــــجانِ
وتَفَـرَّقَ الـشملُ اللفيفُ إذ اختفى ...
نُـورُ الأُبُـوَّةِ في دُجى الأكـــفانِ
غـاب الهـناءُ وغـادرَ الأمنُ الذي ... بك كـان
يَحـيى هانِـئًا بـأمـــانِ
أمَّـا الحـنانُ فـقد رأيـتُه عند قبرِ كَ ...
باكيًا يرجـوكَ بعـضَ حَنــــانِ
كُـنهُ المـروؤةِ والـرجولةِ والـشها مةِ ...
والشجاعةِ بعد موتـِك فـــانِ
ويـحَ الوجـودِ بلا وجـودِك يـا أبي ... ويلٌ
لهـذي الأرضِ كَـم سَتُــعاني
لا لا تُعَـزُّوني وعَـزُّوا هـذه الــدُّ نـيا
... الـتي خَسِـرَت عَظيمَ الــشانِ
خَسِرَت إمامًا كـان طُـولَ حيـاتِـه ...
وَرِعـًا تَقِـيًّـا خــالِصَ الإيمــــانِ
مقال باسم : م.