بقلم: المهندس مدحت الخطيب
هي كما هي في عيدها الـ58 ما زالت
بعنفوانها كيوم مولدها الأول، خضراء يانعة كأوراق الربيع المفعمة بالحياة والنشاط
والأمل، لا تقبل الانحناء إلا لمن رفع السماء وأمر بالعلم والقلم،
فعلى مدار سنوات طوال تتجدد أفراح
الدستور كل عام في مثل هذا الوقت فتدب باروقتها الحياة والروح من جديد..
في عيد رائدة الصحافة الأردنية لا ينكر
أحد أنها رسخت لمسيرة وطن عاشت معه أفراحه وأتراحه، لمعت بها أقلام وتخرج منها
عظماء قادوا مسيرة الفكر والثقافة والسياسة والإعلام في أردنا الحبيب وحتى يومنا
هذا...
هي دفتر عائلة الإعلام الوطني الراسخ
كُتبت شهادة ميلادها في سجلات الأحوال( باسم الدستور) لتزداد بأبنائها كل يوم
تقدمًا وازدهارًا،
هي روزنامة الحياة عبر مسيرتها العطرة
بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها، بنجاحها وفشلها، فمنذ ما يزيد عن نصف قرن وهي معنا
مع كل طلوع صباح، وستبقى بعون الله يومًا بعد يوم وساعة بعد ساعة، وسنة بعد سنة لا
تتغير ولا تتبدل على مدى الأيام والأزمان...
في كل عام تعود علينا ذكراها من جديد
فيلتقي المحبون من حولها، وهل هناك أجمل من لقاء الأحبة، فحالي كحال الكثيرون من
أبناء وعشاق ومتابعي الدستور نترقب يوم مولدها كل عام لننثر اللهفة كزهور نابضة
راقصة في طرقاتها، أملا في الاستمتاع بالمقالات والمتابعات والحوارات التي تناسب
أذواقا مختلفة وتخاطب اهتمامات متباينة، وتجسد لمسيرة وطن وهل هنالك اجمل من أن
تصنع آية، وتخط تاريخا للوطن وتورشف له.
هي اشراقة قلم وجدت لتدوم وتؤسس للون
خاص من الصحافة المتزنة، فكانت وستبقى على العهد والوعد. عين لها في عمان وعين في
فلسطين.
في يوم مولدها يصبح العيد أعيادا بلقاء
أصدقاء وزملاء وربما أقرباء من كان لهم الفضل في مولدها، على من مات منهم رحمة
الله، لا بل حتى من كان لهم الفضل في بقائها حتى يومنا هذا فرغم التحديات التي
عصفت بالصحافة
الورقية، ما زال للدستور تميزا وقدرة
على مواجهة الصعاب والتحديات.
في الختام اقول كما أن «الدستور» هو
الفيصل بين السلطات لكيلا تطغى احداها على الأخرى، ستبقى كفة ميزان الدستور راجحة
بعون الله ، فهي كالشامة البيضاء لكل ما يمثله وجودنا وبلدنا من مبادئ وقيم وامال
وتطلعات، هي الباب الأوسع لكل من أحب القلم وعمل من أجله دون تحيز أو تمييز أو
استقواء.