الأمن العام: إغلاق جسر الملك حسين إثر إغلاقه من الجانب الآخر إغلاق معبر الكرامة في كلا الاتجاهين "الداخلية": مباشرة التحقيق في حادثة إطلاق النار على الجانب (الاسرائيلي) من جسر الملك حسين راصد يطالب الهيئة بمتابعة ومراقبة سقوف الإنفاق نفذها سائق اردني.. مقتل 3 من عناصر أمن الاحتلال في عملية إطلاق نار عند معبر "اللنبي" القائمة الحزبية لحزب إرادة تمضي يوما حافلا بين قواعدها في الطفيلة ومعان – فيديو وصور 50.6 دينارا سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الميثاق الوطني يطلق الخط الساخن للتفاعل مع جمهور الناخبين يوم الاقتراع 4.552 مليار دينار صادرات عمّان الصناعية خلال 8 أشهر الإيسيسكو تدعو لسد منابع الأمية لمستقبل تعليمي أفضل كحق من حقوق الإنسان "نقابة معاصر الزيتون": أجور المعاصر ثابتة بدون تغيير دعما للمزارع 4 شهداء من عائلة واحدة جراء قصف الاحتلال مخيم جباليا 338 يوما للحرب .. 5 شهداء من عائلة واحدة بقصف الاحتلال مخيم جباليا إلغاء السحب من صندوق التعطل لغايات التعليم والعلاج.! البنك الدولي: "تقدم مُرضٍ" نحو البدء بتنفيذ مشروع أردني لتحسين كفاءة المياه

القسم : مقالات مختاره
إيران تتمدد والعالم عاجز
نشر بتاريخ : 2/3/2024 1:50:11 PM
د. محمد حسين المومني


بقلم: د. محمد حسين المومني

 

من يطالع الخريطة الاستراتيجية لإقليم الشرق الأوسط، يجد أن إيران تتمدد فيه بكل الاتجاهات من خلال أسلوب عملها المعروف والمعتمد، وهو خلق الأذرع والميليشيات والتأثير على الدول من خلالها. من العراق لليمن لسورية ولبنان للضفة وغزة، ثمة أذرع لإيران وأدوات نفوذ تدفع باتجاه مصالح إيران الاستراتيجية والتكتيكية. هدأت الأمور نسبيا مع السعودية بعد الاتفاق الذي رعته واستضافته الصين ولم تكن بالضرورة وسيطا بالمعنى الدبلوماسي والسياسي، ولكن إيران مستمرة بتوسيع نفوذها وخلق أذرع لها لتكون أقدر على تصدير الفوضى.

 

بمقابل هذا النفوذ، العالم يتحرك بطريقة الدفاع وردات الفعل، معتمدا على حالة ردع هلامية لا تنفع مع أذرع إيران من غير الدول. في أحيان، وإبان حكم أوباما وترامب، قالت الولايات المتحدة إنها ستتعامل مع سلوكيات وأفعال أذرع إيران على أنها من إيران مباشرة، وكان أوضح هذه الإعلانات عندما تم مهاجمة منشآت شركة أرامكو للبترول، ما اعتبر اعتداء على أمن التزود بالطاقة من قبل العالم، ولكن حتى بعد تلك الهجمات عادت الأمور ومعادلات الردع ذاتها وكأن شيئا لم يكن. آخر أفعال إيران كان الهجوم على التواجد العسكري الأميركي في منطقة التنف على مثلث الحدود الأردنية العراقية السورية، ضمن الحرب على داعش والإرهاب، ولخلق معادلة ردع أمام تمدد الهجمات الإرهابية والنفوذ الإيراني. سترد أميركا على الأرجح على هذا الهجوم، وستتكبد أذرع إيران خسائر عسكرية فادحة، ولكننا بعدها سنعود لقواعد الاشتباك السابقة ذاتها التي تتضمن معادلة ردع غير فعالة الغلبة فيها لإيران تستمر بتمدد النفوذ دون جهود إيقاف حقيقية.

 

إيران تريد نفوذا إقليميا مسيطرا على دول الإقليم، هذا هو هدفها الاستراتيجي النهائي، وهو ناشئ ويخدم فكر الثورة الإيرانية التصديري، الذي يريد أن ينشر فكر الثورة ويمدد نفوذها، ومن أجل تحقيق ذلك، تستخدم تصدير اللااستقرار لدول الإقليم عن طريق المال والسلاح والتدريب والمخدرات والاستشارات، تفعل ذلك مباشرة أو من خلال أذرعها المنتشرة. المشكلة التي لا تعيها إيران وليس بواردها تقبلها، أنها إذا أرادت نفوذا وتأثيرا أكبر فيجب عليها أن تفعل عكس ما تفعله الآن، بأن تريح دول الإقليم ولا تتدخل بشؤونهم، وتحافظ على علاقات حسن جوار طيبة معهم، وعندها سيكون نفوذها طبيعيا متمددا نظرا لحجمها الإقليمي السياسي والاقتصادي والديموغرافي وموقعها الجيوستراتيجي المهم. إيران لا تعي ذلك مستمرة بالعمل ضمن قواعد اشتباك تعتمد تصدير الفوضى.

 

العالم لا يفهم إيران ولهذا لا ينجح للآن بالتعامل معها، ونظام العقوبات الصارم المفروض عليها لم ينجح، وقد شكلت الخلافات العالمية مع الصين وروسيا طوق نجاة لها من هذه العقوبات؛ حيث انفتحت هاتان الدولتان على إيران اقتصاديا. العالم يجب أن يعي أنه ما لم تتحول إيران من وضعية الهجوم لوضعية الدفاع سوف تستمر بالعبث بأمن واستقرار الإقليم، وفي الأثناء سوف يستمر الإقليم والعالم بتلقي الضربة تلو الأخرى.

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023