وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 9- 7- 2025 منتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي يتواصل مع مسؤولين حول العالم غوشة : انهيار مبنى إربد يختلف عما حدث في الجوفة واللويبدة مونديال الأندية: سان جرمان يواجه ابنه الضال مبابي في "التحدي الكبير" لريال التعليم العالي: 640 مقعدا تنافسيًا للطب البشري في الجامعات الرسمي المخبز الأردني شمال قطاع غزة يواصل تقديم خدماته الأردن يرحب بقرار "اليونسكو" المتعلق بالبلدة القديمة للقدس وأسوارها الداوود : الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية" مؤسسة تدريبية ومنصة متقدمة للتعلم المهني والتقني محليا .. انخفاض أسعار الذهب بمقدار دينار للغرام الحنيطي: عمليات تطوير منظومة أمن الحدود بأحدث المعدات والتقنيات مستمرة اتفاق اردني سوري على التوزيع العادل لمياه حوض اليرموك مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي بوفاة نقيب الصحفيين الأسبق سيف الشريف فيديو مرعب .. ثعبان عملاق يبتلع مزارعاً باندونيسيا مكافحة الأوبئة: لا علاقة للبطيخ بالفيروس المعوي المنتشر بين الأردنيين سوريا: نرغب بالاستفادة من التجربة الأردنية في مكافحة التسوّل – تقرير تلفزيوني

القسم : مقالات مختاره
إيران تتمدد والعالم عاجز
نشر بتاريخ : 2/3/2024 1:50:11 PM
د. محمد حسين المومني


بقلم: د. محمد حسين المومني

 

من يطالع الخريطة الاستراتيجية لإقليم الشرق الأوسط، يجد أن إيران تتمدد فيه بكل الاتجاهات من خلال أسلوب عملها المعروف والمعتمد، وهو خلق الأذرع والميليشيات والتأثير على الدول من خلالها. من العراق لليمن لسورية ولبنان للضفة وغزة، ثمة أذرع لإيران وأدوات نفوذ تدفع باتجاه مصالح إيران الاستراتيجية والتكتيكية. هدأت الأمور نسبيا مع السعودية بعد الاتفاق الذي رعته واستضافته الصين ولم تكن بالضرورة وسيطا بالمعنى الدبلوماسي والسياسي، ولكن إيران مستمرة بتوسيع نفوذها وخلق أذرع لها لتكون أقدر على تصدير الفوضى.

 

بمقابل هذا النفوذ، العالم يتحرك بطريقة الدفاع وردات الفعل، معتمدا على حالة ردع هلامية لا تنفع مع أذرع إيران من غير الدول. في أحيان، وإبان حكم أوباما وترامب، قالت الولايات المتحدة إنها ستتعامل مع سلوكيات وأفعال أذرع إيران على أنها من إيران مباشرة، وكان أوضح هذه الإعلانات عندما تم مهاجمة منشآت شركة أرامكو للبترول، ما اعتبر اعتداء على أمن التزود بالطاقة من قبل العالم، ولكن حتى بعد تلك الهجمات عادت الأمور ومعادلات الردع ذاتها وكأن شيئا لم يكن. آخر أفعال إيران كان الهجوم على التواجد العسكري الأميركي في منطقة التنف على مثلث الحدود الأردنية العراقية السورية، ضمن الحرب على داعش والإرهاب، ولخلق معادلة ردع أمام تمدد الهجمات الإرهابية والنفوذ الإيراني. سترد أميركا على الأرجح على هذا الهجوم، وستتكبد أذرع إيران خسائر عسكرية فادحة، ولكننا بعدها سنعود لقواعد الاشتباك السابقة ذاتها التي تتضمن معادلة ردع غير فعالة الغلبة فيها لإيران تستمر بتمدد النفوذ دون جهود إيقاف حقيقية.

 

إيران تريد نفوذا إقليميا مسيطرا على دول الإقليم، هذا هو هدفها الاستراتيجي النهائي، وهو ناشئ ويخدم فكر الثورة الإيرانية التصديري، الذي يريد أن ينشر فكر الثورة ويمدد نفوذها، ومن أجل تحقيق ذلك، تستخدم تصدير اللااستقرار لدول الإقليم عن طريق المال والسلاح والتدريب والمخدرات والاستشارات، تفعل ذلك مباشرة أو من خلال أذرعها المنتشرة. المشكلة التي لا تعيها إيران وليس بواردها تقبلها، أنها إذا أرادت نفوذا وتأثيرا أكبر فيجب عليها أن تفعل عكس ما تفعله الآن، بأن تريح دول الإقليم ولا تتدخل بشؤونهم، وتحافظ على علاقات حسن جوار طيبة معهم، وعندها سيكون نفوذها طبيعيا متمددا نظرا لحجمها الإقليمي السياسي والاقتصادي والديموغرافي وموقعها الجيوستراتيجي المهم. إيران لا تعي ذلك مستمرة بالعمل ضمن قواعد اشتباك تعتمد تصدير الفوضى.

 

العالم لا يفهم إيران ولهذا لا ينجح للآن بالتعامل معها، ونظام العقوبات الصارم المفروض عليها لم ينجح، وقد شكلت الخلافات العالمية مع الصين وروسيا طوق نجاة لها من هذه العقوبات؛ حيث انفتحت هاتان الدولتان على إيران اقتصاديا. العالم يجب أن يعي أنه ما لم تتحول إيران من وضعية الهجوم لوضعية الدفاع سوف تستمر بالعبث بأمن واستقرار الإقليم، وفي الأثناء سوف يستمر الإقليم والعالم بتلقي الضربة تلو الأخرى.

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023