كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : مقالات مختاره
العراق: سحب للثقة أم هي ثقة «مفقودة» أصلاً؟
نشر بتاريخ : 8/23/2016 6:23:06 PM
محمد خروب

محمد خروب

سيكون اليوم الثلاثاء, حاسما في المشهد العراقي السياسي والحزبي بأبعاده الحكومية وتحالفاته البرلمانية وطبيعة العلاقات التي تربط مكوناته المذهبية والطائفية، بعد ان وصلت الامور- او اقتربت – من نقطة اللاعودة وبات الصراع واضحا وبغير تكلُّف او محاولات لتجيمل قباحات المحاصصة الطائفية والمذهبية والعِرقية التي كرّسها الاحتلال الاميركي وجذرتها النُخبة السياسية التي جاء معظمها على ظهور دبابات الغزاة, ولم تنجح في ترجمة شعاراتها المُضلِّلة حول الحرية والديمقراطية وحماية المال العام والمحاسبة والمساءلة، وغيرها من التنظيرات الفارغة المضمون على ارض الواقع, وبات العراقيون اسرى لصراع لا ينتهي على اقتسام كعكة الحكم والاستفادة من خيراته وثرواته التي تتبدد على نحو «خرافي», والاكثر مدعاة للألم والسخرية في الآن ذاته, ان السرّاق معروفون وان شبكات الفساد قد باتت مُمأسسة على نحو يصعب اجتثاثها او الحد من شراهة قادتها, الذين – من اسف – يتربعون على سدة الحكم بهذه الدرجة والنفوذ او تلك، ويتراشقون التهم بالفساد والاختلاس ولا يتورعون عن نشر «غسيلهم» على الملأ, دون ان يرف لهم جفن او خشية من حساب او مساءلة..

ما علينا..

جلسة مجلس النواب العراقي اليوم ستكون ضاجّة وصاخبة وربما مفصلية, اذ ان «سيف» سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي ما يزال مُسلطاً، رغم ان الاخير حاول قلب الطاولة على خصومه، فراح يتهم معظمهم من نواب وخصوصا رئيس المجلس سليم الجبوري, بانهم فاسدون وانهم طلبوا منه رشوة بمبلغ مليوني دولار مقابل سحب طلب استجوابه، الامر الذي اتخذ في النهاية بُعداً مذهبياً تجلى في قيام رئيس كتلة «متحدون» اسامة النجيفي بالدفاع عن وزير الدفاع, معتبراً ان الامر كله يندرج في اطار الكيد السياسي، «إذ لا يُعقل ان يتعرض وزير الدفاع لاستجوابين في سنة واحدة».. على ما قال النجيفي.

المثير في المشهد المحتقن والمفتوح على احتمالات عديدة, ان الصراع يدور ايضا على الحقائب التي ما تزال شاغرة في حكومة حيدر العِبادي، بعد ان لم يكتمل عددها, ما بالك اذا ما اطيح وزير الدفاع وباتت حقيبته شاغرة؟ دون اهمال امكانية سحب الثقة من رئيس مجلس النواب نفسه حيث يرشح ان الداعين الى اطاحته جمعوا حتى الآن (124) نائباً، كما أن قوى سياسية وحزبية ذات نفوذ وتأثير تصرّ على سحب الثقة منه, وهناك مَنْ «عاب» عليه عدم تقديم استقالته بعد الاتهامات التي وجهها له وزير الدفاع خالد العبيدي, مستندين الى مسألة ذات بُعدٍ «أخلاقي» وهي ان القضاء العراقي قال بعدم وجود ادلة ضده في هذا الشأن، الا انه (القضاء) لم يقضِ ببراءته.

ولئن قام الجبوري نفسه بهجوم معاكس, ولكن في اتجاه «خارجي»، بمعنى انه ذهب الى طهران قبل التئام جلسة مجلس النواب اليوم، مانحا خصومه فرصة الغمز من قناته, واتهامه بانه يسعى للحصول على دعمها ويأمل قيامها بالضغط على حلفائها داخل العراق، فان المأزق الذي تعيشه شخصيتان «سُنيّتان» ,اذا ما اردنا الانزلاق الى لعبة الانقسام الطائفي والمذهبي, يشي بان الامور في بلاد الرافدين ليست واقعة على نحو حاسم ونهائي في هذا «البرزخ», بمعنى ان هناك من المُكوِن السني ذاته, من يُطالب باستقالة الجبوري وسحب الثقة من العبيدي, مبديا استعدادا للالتقاء مع مكونات مذهبية اخرى (شيعية) وعِرقية (كردية) في اطار لعبة اقتسام كعكة الحكم والتمتع بامتيازات المنصب الذي لا حدود ولا سقف له، في بلد لم يعد للقانون فرصة للتطبيق, وتخضع الأحكام فيه لسطوة التحالفات والنفوذ, وقدرة الاستناد الى مُكوِن ميليشاوي او سلطوي, يحمي كل من يلوذ به، ما بالك اننا امام مشهد عراقي ملتبس وخطير يتمثل في ان «الكل» منخرط في لعبة المزايدة ودق طبول الحرب التي اخذت طابعا مختلفا هذه الايام بعد الحديث عن اقتراب موعد تحرير «الموصل», والخلاف المتصاعد بين بغداد واربيل (عاصمة اقليم كردستان) في شأن مشاركة البشمركة في معركة تحرير «سهل نينوى» ورفض برزاني الانسحاب من المناطق التي «حرّرتها» قواته من داعش، باعتبارها من المناطق «المُتنازَع عليها»، فيما يُلوِّح رئيس الاقليم, بان العام الحالي سيكون عام «الاستفتاء» الذي سيقول فيه كرد الاقليم: اذا ما كانوا سيبقون في اطار العراق الفيدرالي ام يختاروا الاستقلال واعلان دولتهم المستقلة.

في انتظار ما ستؤول اليه جلسة اليوم، وما اذا كانت ستنتهي باستقالة او سحب الثقة من كل من رئيس المجلس ووزير الدفاع أو احدهما, ام يجري تأجيلها للبحث عن حلول اخرى، فان الازمة المتمادية في العراق على اكثر من مستوى, تُنذِر بمزيد من التذرُّر والانقسامات والانفلاش داخل الكتل والمكونات والتحالفات القائمة، ما يعني المزيد من الضعف والهشاشة لحكومة حيدر العبادي, الذي قد يجد رئيسها نفسه مضطرا للاستقالة ووضع الجميع في دوامة الازمة والفراغ الحكومي, الذي لن يكون من السهولة بمكان ملؤه او استعادته، ويكون المستفيد بالتالي هو «داعش», الذي قد لا يضطر الى خوض معركته «الاخيرة»..

فهل ستقبل واشنطن وطهران؟ ام ان الاجابة في مكان آخر؟.

.. الانتظار لن يطول على أي حال.


عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023