من الواضح ان المنطقه تتجه نحو
تحالفات اقليمية و ان هناك مخاوف حقيقية من اشتعال حرب اقليمية في طرفيها ايران واسرائيل, وهنا علينا ان ندرك ان
هذة المواجهه ستتجاوز ما هو معتاد من انعكاسات على المنطقه من حيث الاستقطابات السياسية
و اعادة ترتيب القوى في المنطقه.
زيارة هنية الاخيرة لحزب الله
اللبناني و لحسن نصرالله هي رساله ذات
ابعاد مهمه لا يمكن تجاهلها بل ان تسمية عاطفية اطلقت على كلا التنظيمين حزب الله
و حماس و هو (محور المقاومه ) كمقدمه لتحالف سيشكل محورا كبيرا في المستقبل.
و الاردن في وسط هدة التحالفات عليه
ان يدرك اهمية فرض دوره مع المحيط العربي و خاصه القضية الفلسطينية و السعي نحو
السلام في المنطقه و الذي تشكل فيه قضية القدس و الاستيطان و حصار غزة ابرز
محاوره. و لا زلنا بحاجه الى دور اردني متوازن داعم لحل مشاكل قطاع غزة الانسانية,
و يقود حوارا فلسطينيا داخليا نحو المصالحه و العبور من مرحلة الجمود السياسي الى
مرحلة بناء السلام العادل و الشامل.
ان عدم التفاعل مع قضايا المنطقه و
خاصه القضية الفلسطينية هو انتحار بطئ للمنظومه السياسية في الاردن و تجاهل لاهمية
الدور اللوجستي و الديموغرافي للاردن,هدا الدور و الذي يمكن ان يتم تقديمه في ظل
فشل حل الدولتين ضمن المعطيات الحاليه و
على متخد القرار السياسي الاردني ان يؤكد
على الدور الاردني الدائم نحو ايجاد حلول للقضية الفلسطينية ضمن الاراضي
الفلسطينية و ليس ضمن اي تسويات قد تخلق غضبا شعبيا عارما لا يمكن التكهن بنتائجه.
لا يخفى على احد ان الوضع القائم في
اراضي السلطه الفلسطينية و في غزة لا يبشر
بالكثير فلا زالت اثار الحرب الاخيرة على غزه ماثله للعيان و لا زال الفساد الدي
ينخر السلطه الفلسطينية و عدم الرضا عن ادائها من الجمهورالفلسطيني الداخلي و
الخارجي من ابرز الملفات الحساسه .
خمسة عشر عاماً
مرّت على وقوع الانقسام الفلسطيني بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية
الفلسطينية ، وُقّعت خلالها أكثر من عشر اتفاقيات للمصالحة الفلسطينية في عدد من
العواصم العربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، لكن جميع هذه الاتفاقيات لم تجد
طريقاً حقيقياً إلى التنفيذ العملي على أرض الواقع.
كان اتفاق شباط/ فبراير 2007 الذي جرى برعاية
سعودية ، ثم اتفاقي القاهرة عام 2009 وعام 2011، ثم اتفاق قطر في نيسان/ إبريل عام
2014، وصولاً إلى اتفاق الشاطئ في شباط/ فبراير 2016، ثم العودة مرة أخرى إلى
الدوحة في عام 2017، ثم إعلان إسطنبول بتاريخ 24 أيلول/ سبتمبر2020 الذي أسّس
لاجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية بين رام الله وبيروت في الثالث من
أيلول/ سبتمبر في العام ذاته، ولم تصمد مخرجاته كثيراً بعد إعلان السلطة
الفلسطينية عودتها إلى التنسيق الأمني مع "إسرائيل" بنحو مفاجئ.
في التاسع من فبراير/ شباط 2021 توصّلت حركتا
حماس وفتح مجدداً، برعاية مصرية، إلى اتفاق مصالحة جديد يتضمّن آليات لإجراء
الانتخابات كمدخل لتحقيق المصالحة، وصدرت مراسيم رئاسية حدّدت مواعيد إجرائها، إلا
أن المصالحة توقّفت مرة أخرى بعد صدور مرسوم رئاسي بتأجيل الانتخابات إلى أجل غير
مسمّى. خاصة بعد تشكيل ثلاث قوائم انتخابية فتحاويه متصارعة تعكس حقيقة الانقسام
العميق داخل الحركة، تمثلت في تكتل الرئيس محمود عباس، وتكتل القيادي الأسير مروان
البرغوثي، وتكتل القيادي محمد دحلان.
في 11
أيار/ مايو 2021 خاضت حركة حماس حرباً عسكريةً مع "إسرائيل" دفاعاً عن
المسجد الأقصى، عُرفت باسم معركة "سيف القدس"، حاولت بعدها القاهرة
استئناف الحوار الفلسطيني. ورغم حالة التفاؤل الكبيرة التي سادت الشارع الفلسطيني،
سرعان ما تغير الموقف تجاه ملف المصالحة, بعد ان اعلنت حماس عن من أن الذي يتمتّع بشرعية
عسكرية مؤثرة في المشهد الفلسطيني يجب أن يكون فاعلاً سياسياً مهماً في المعادلة
السياسية الفلسطينية، وأن السلطة الفلسطينية لم تعد حكراً على حركة فتح.
ان سياسات التجاهل التي تُمارس ضد
حماس لا يمكن ان تستمر حيث ان ذلك دفعها نحو اللجوء الى ايران كحليف استراتيجي , و
تتنتظر ايران من حماس دورا مساندا لها في حال اقدمت دول المنطقه على الحل العسكري
في الملف الايراني ولن يكون اقل من انفجار شامل للمنطقه.