بناءً على طلب مالك العقار - إخلاء عمارة وسط السوق التجاري بمادبا بعد ظهور تشققات وفيات الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 11- 7 – 2025 أردني يفوز بـ "مليون دولار" في سحب بدبي الملك يسلط الضوء على فرص الاستثمار في الأردن خلال لقاء مع ممثلين عن كالبرز في كاليفورنيا تصريحات وزراء حكومة حسان، هل تعجّل من إجراء أول تعديل وزاري؟ اتفاق بين بلدية الرمثا و " elp " الممولة من الاتحاد الأوروبي للتعاون المشترك مادبا.. الأوقاف ترعى احتفال ذكرى الهجرة النبوية الشريفة طالب اردني يحصل على معدل 100% في توجيهي قطر مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي أبو هنية وأبو جاموس الأمم المتحدة: إدخال أول شحنة وقود لغزة منذ 130 يوما نصار: سلامي سيقود منتخب النشامى في كأس العالم ضابطان في الشرطة الفلسطينية - ارتقاء منفذي العملية البطولية في غوش عتصيون بعد انهيار عمارة اربد.. تخوفات من انهيار بناية بمجمع الشيخ خليل - صور وزير الخزانة الأميركي: قانون الضرائب "بداية" للسيطرة على الديون مهاجر إفريقي يخاطر بحياته وينقذ عائلة كاملة من حريق في ضواحي باريس

القسم : بوابة الحقيقة
المسائل العظيمة 15.. نصائح مهمة
نشر بتاريخ : 12/18/2021 9:19:53 AM
د. قصي الرحامنة


بقلم: د. قصي رحامنة

 

تكاثرت المشكلات الداخلية والخارجية هذه الأيام إلى درجة يكاد معها الخروج بسلامة من هذه المضائق صعبا. إن الوطن هو المنبثق الاول لما يسمى في الحقوق والواجبات، وهو لا يزال مدار الإجتماع والسياسة وحولهما تدور الحقوق والواجبات، ولا يجهل أحد أن الأمم تحيا بمقتضى تقسيم الأعمال و وجب أن يكون في كل أُمة هيئة تتولى حراسة كيان الأمة وتكفل إنصاف المظلوم فيها من الظالم ، وهذه الهيئة هي التي يقال عنها الحكومة.

 ما أنت أيها الفرد وما حياتك؟ تأمل جيداً بحالك ، وأنظر ممعنا إلى منتهاك ، التفت إلى ما يحيط بك من الكوارث، ولا تغفل عما يحوم حولك من الغاشيات ، وتفكر قليلا في ساعات غمومك ، ودقائق مزعجاتك ، ولا تنسى أحمال الحاجات التي على ظهرك وسائق الضرورة العنيف من خلفك ، أحفظ كل هذا جيداً ثم قل لي ما أنت وما حياتك أيها الفرد؟ ، من يمعن النظر يجد أن الواجبات التي يضعها الواضعون لا تعادل ما يتحمله المرء من تلقاء نفسه في سبيل وطنه بسائق العوامل الروحية، وكذلك يجد الممعن أن الحقوق التي ينالها أبناء الوطن في أوطانهم مكافئة لفضل ذلك العامل الطبيعي ، وأنما فصّلت الواجبات الوضعية وأقيم لها شأن عظيم وأحتفظت بها دواوين القوانين لأن بعض الناس قد يصابون بعلل إجتماعية من طبيعتها الـتأخر والتراخي في تلبية الوطن إلى ما يدعو إليه لسان حاله وقد تسري هذه العلل وتلحق العدوى بكثيرين، وكذلك فصّلت الحقوق وأقيم لها شأنها، وقد تُصاب بعض الامم بعلل من طبيعتها أن يصبح أفرادها اكثر ضعفا، تُحَب الأوطان لأمور أخرى قد يسميها المبتدئون في الفلسفة أوهماً ، ويسميها المتمكنون في التفكر عوامل روحية، ويرونها جديرة بالالتفات وإحلالها المحل اللائق بمثلها من البحث والتفكر.

إن محبة الوطن من أعظم أهواء النفس، وهو شيء من الأشياء يشترك في هواه كل الناس كلهم أو أكثرهم، نعم لا يخلو مع هذا من شيء من الضرر ولكن عظيم نفعه يلاشي قليل ضرره فلا يكون النوع إلا رابحا دائما من حب الوطن. والخلاصة أن الشعب محبٌ لوطنهم، وأن من سلموا من العلل التي تورث الشذوذ لا يحتاجون في حب الوطن إلى كونه جميلاً أو طيب الماء والهواء وإنما يحبونه بسائق طبيعي، وأما من يجدون فتوراً في محبتهم لوطنهم فإنهم شاذون وللشذوذ علل ولا يجوز أن تُهمل هذه العلل.

تساءلوا أيها الشعب وأجعلوني بينكم سائلاً أن وطنكم الكبير تحيط به غوائل كبيرة تكاد لا تحصى من الخارج والداخل ،فهل تذكرتم ذلك أن دفعها أمر واجب عليكم يوجبه المعقول والمنقول وهو المنتظر والمرجو من حبكم لوطنكم الاردن وهلموا أن نتذكر ذلك جيداً، وذلك ما نراه من العرش الهاشمي قد جمع من قواعد الإجتماع ما أثبتها على طول المدى و أقواها لإقامة بنيان الأمة وما دعاكم إليه من معاني التضامن ، وما جمعكم عليه من مسالك التصاحب والتواطن ، قد يكون معلوما من هذا كيف يجب على كل واحد منا حُب وطنه بمعناه الخاص، ولكن ربما لا يعرف بعض الناس كيف يكون النهوض بالوطن بمعناه العام أما الذين أتوا نصيباً من تصويب سهام الشك بتلك الهتافات والوقفات البائسة فإنهم  قليلون ،تأملوا أيها السادة ملياً وأنظروا في أي طريق أنتم مسوقون وإلى أي مصير أنتم صائرون، واعلموا أن الدنيا لا تخلو ممن يحبون الباطل ومماشاته ونصر القائمين به وأن الجزاء على الخطأ سنة إلهيه وهو أثر طبيعي يعقب الإصرار على الخطأ.

فإذا وقفتم أيها القراء الكرام على هذه الحقائق وتلجَّى أمامكم مقدار دخل النفوس في إعتلاء الوطن التي حييت فيها النفوس، وفُكّت العُقل فيها عن العزائم وأنبثت في أرجائها النخوة و إرادة الشرف ، وأطلعت منابتها أزهار المعالي ، وملأ آفاقها روح عشق الحق و الولع بالمناقب الفاضلة وطننا تقدم كل الاوطان وغيرنا وراء وارتفعت بلادنا وغيرنا  تحت ، وملئت مدننا وسائل التسهيل والتطور،وطننا  مشرق أنوار الفضائل ، ومنبع أعاظم الرجال ، صاحب المكانة منذ تعارفت الامم ، إلى يدكم قد ألقيت اليوم أمانة عزّها وشرفها ، تدعوكم أرواح الجدود إلى صونها ، ومن ضمير المستقبل صوت يسألكم العناية بها.

حمى الله الاردن ملكاً هاشمياً عظيماً وشعباً أردنياً عريقاً.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023