إن الاردن جوهرتنا العظيمة التي نفديها بالمُهجَ ثم بحول الله سبحانه
وتعالى وبحكمة قيادتنا الهاشمية (الملك الهاشمي المصطفوي عبدالله الثاني بن الحسين
المعظم مصونةً كيفما تقلبت السياسات .
ترى أيها القارئ العزيز في قسم الأخبار عن وجود وزارة جديدة وهي وزارة
الإستثمار والناس مولعون بإستكشاف المقاصد وذلك لإجل أن تصان من البعث و ولعهم أشد
بأخبار الوطن جليها وخفيها وجليلها ودقيقها .
إن وجود الوزارة كشفت جزءاً صغيراً من وجه المستقبل وبقيت هنالك امور
كثيرة هي في محل التساؤل تتناشد عنها الافكار وتدور بها الالسنة ،بل كيف يكون شأن
هذه الدولة .
يعلم القراء الكرام أن حكومة دولة رئيس الوزراء بشر الخصاونة وهي في
تعديلها الوزاري الرابع ضمت وزارة جديدة
وهي وزارة الإستثمار وفي طياتها طابع إقتصادي وذلك بهدف توحيد مرجعيات الإستثمار
وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين كما أشارت المصادر الإعلامية في الدولة الاردنية
بما يخص ذلك .
ولم نبدِ رأينا في هذه المسألة بعد ، إننا لا نجد لنا حقاً في تخطئة
الحكومة لاننا نعرف أنها أعتمدت إلى هذا عن إضطرار بل نحن نراها ستضطر إلى ما هو
أعظم من هذا ، بل عندنا أن الحكومة لن تتخلص من مثل هذه الضرورات ما دامت أبواب
إحتياجها إلى ذلك .
نعم ، لا تخطئ الحكومة لأننا نرى ما أمامها وما ورائها وما فوقها وما
تحتها ولكن عدم تخطئتنا الحكومة لا ينسينا الالتفات الى ما قد ينتجه مثل هذا
التكليف الجديد(الوزارة الجديدة).
إن الأهالي يسمعون ويطيعون كما تعودوا وكما ندعوهم حتى الأن بل منهم
من يتقبلون هذا التعديل والتغيير والتكليف بقبول حسن لفرط حميتهم وغيرتهم على حمى
الوطن ولكن من المحقق أن كثيرين منهم يستصعبون هذا الحمل كل الإستصعاب وقد يكون
عند بعضهم مبرراً وبتزايد الهجرة تتناقص منابع الثروة العامة .
نعم ، يوجد اليوم هذان الفريقان المتباينان : مريدو التغلب على كل أحد
قبل كل شيء بحيث لا يجوّزون أن يعترض أحد عليهم ،ومريدو سلامة الوطن وإعتلائه قبل
كل شيء . ويوجد بين هذين الفريقين تنازع قد يستصغر شأنه من لم يقف على جلياته
ودقائقه ، ولكن المطلعين على تلك الظواهر والخوافي يعلمون أنه تنازع ذو بال ، بينه
وبين حظ الوطن إرتباط عظيم ، فإنه إن نجح أولئك الذين سفهت أنانيتهم الشخصية وفسقت
عن سبيل الإعتدال فما من حظ للوطن حينئذ إلا أن تلقمه أفواه المصائب وهي تكاد ترى
منذ هذه اللحظة ، وإن نجح من رّقت على اولئك في هذا الوطن أفئدتهم وكان أكبر همهم
السير للمصلحة العامة أنَّى دارت المصلحة غير جامدين في التحزب والشخصية على امور
قد تكون أسباب الدمار وطرق البوار فعسى أن يكون حظ الوطن من السلامة والإعتلاء
عظيما .
ربما قال القارئ كيف لا تخطئ الحكومة في عمل ما ينتج مثل هذه النتيجة
او ربما قال ما الفائدة الان من وجودها مع انك في صدد مؤاخذة الحكومة ، فأقول أما
عدم تخطئتنا الحكومة فقد اوضحنا سببه وأما ذكر هذه النتيجة فالغرض منه التذكير بإن
هؤلاء الاهالي الذين هم سند الدولة عند إشتداد الضرورات ينبغي أن يفكر رجال
الحكومة جيداً في أحوالهم وفي إحتياج الوطن إليهم عند الشدائد وأنه لا يصح أن
يعاملوا معاملات يكرهون من أجلها البلاد ويهاجرون منها .
ظنت الحكومة أنها نجحت في كثير مما صنعته حتى الان ، ونظن أن الايام
كشفت لها الخطأ في كثير مما صنعت ، فالذي نأمله وما نحن بيائسين هو ان تكون
الحكومة اليوم قد أصبحت أكثر رؤية وأبعد نظراً في العواقب واكثر قرباً وسعياً
لإيجاد الحلول للوطن والمواطن.
حمى الله الاردن ملكاً هاشمياً وشعباً أردنياً عظيماً