لا تضحكوا عليّ حينما أقول لكم بأنني لم أكن أستوعب حينما كنتُ أقرأ أو أسمع في الأخبار عن دولة صغيرة لا تأثير لها أبداً وهي مغيّبة عن أي دور في العالم فيلتقي وزير منها بأي وزير من الدول العظمى ؛ فتأتي صياغة الخبر بأنه التقى (نظيره)..! كنت أضحك؛ وللآن أفعلها أحياناً لأنني لا أستوعب فكرة (النظير/ المثيل) في هكذا معادلة وإن كانت الأعراف الدبلوماسية توجب ذلك..!
النظير تعني النظير على أرض الواقع..تعني (الندّ المماثل)..أنت تتخذ قراراً وأنا أيضاً أكون قادراً على اتخاذ قرار مثله أو يزيد..! أنت تكشّر في وجهي وأنا أستطيع أن أجعلك تترحّم على أيّام كشرة أبيك في وجهك لما قطع عنك المصروف وبهدلك..! أما النظير التابع للنظير القائد؛ والنظير المستكين للنظير الفاعل؛ النظير القاعد على خازوق للنظير الصانع الخازوق ؛ فوالله لا تستقيم..!
ألبس المواطنون في المجتمع الواحد نظراء لبعضهم.؟..طيّب لماذا لا يتعاملون على هذا الأساس؟ لماذا كلّ هذه الفوضى والطبقيّة والفوقية في المجتمع (المتناظر)؟ لو كنّا نظراء بعضنا لما كان لدينا واسطة ومحسوبيّة وشللية.. لو كنّا نظراء على مسطرةٍ واحدة لما كانت جبال الفساد التي تتطاول أكثر وهي فوق أكتافنا..!.
أعترف من الآن واعتبروها تضخماً في الأنا: أنا لا نظير لي ومن كان يعتقد ولو للحظة بأنه نظيري فلينظر إلى أقرب دكتور عيون ليعالج نظره من النظر إليّ بنظرة النظير..!
أنت نظير نفسك ولا يشبهك إلاّ أنت...!
عن الدستور