بقلم: جرير خلف
يقول جوزف جوبلز( اعطني صحافة بلا ضمير .. اعطيك شعبا بلا
وعي ).
كالعادة نتصفح وجه واقعنا اليومي من خلال الصحف ومواقع
الاخبار اليومية ووسائل التواصل الاجتماعي
المختلفة مع كل فرصه لذلك في يومنا... ومنها يتراكم المخزون الفكري لنا ويتكون المشهد الحالي وما سيكون عليه
الغد وما بعد الغد ...
بعد الجرعة السياسية اليومية فيالاخبارتعودنابعد الازمات والهزائم المتلاحقة أننخرج كما هو دائما بمخاوف وإحباط واستسلام
لما نحن فيه ونغلق الباب على ما نحن
عليه ، لنرفع شعار ال ( توكل
على الله) في ان يحل لنا مشاكلنا ونحن في باطننا نعلم ان ((وكم
قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين ))... هي هكذا اصحبت
النتيجة تلقائيا واصحبنا مبرمجين لتوثيق
الفشل وكما نتوقعها كل يوم ..!!
نجد في مواقعنا المقروءة والمسموعة ما يساعدنا على الهروب الغير مخطط له من قبلنا
(بل مدسوس من (قبلهم))... فالكوارث تصبح
عادية وطقوس يومية ونتيجة حتمية لما
نستحقه حسب مفهامينا الغير مفهومة ، فنحن
مهزومون بالفطرة وبخلاف ذلك يكون الوضع مقلق .
ولكن لماذا نستبق الفشل ونتحزم بالهزيمة ونصر على البحث
عما يثبت ذلك لا ما يثبت عكسه ..!!؟
ساعدني على فهم الوضع
كما سبق : اني اليوم وكالعادةودفعا
لإستحقاق يومي بذمتي كوني مواطن عربي ... بدأت القراءة من اكبر
موقع اعلامي عربي بحثا عما أعزز به ما انا عليه لأعترف بالهزيمة واتعرف عليها عن
قرب كما هي محاولة كل يوم... فوجدت
سطور بسيطة حول سوريا المكلومة
والمسروقة واربع احرف عن غزة المغتصبة
وكلمتين عن العراق المختطف وتلميحه عن ليبيا المتاجرة بالبشر
.... الخ في ثنايا الموقع وكأنها تعبئة لفراغات لا اكثر... في حين وجدت اربعة
عشر موضوعا عن اللاعب محمد صلاح وتسع صور للكدمات على كتفه ( مع احترامي الشديد
للاعب واعجابي به ) ووجدت ثلاث تحاليل
لكيفية تلقي الضربة على كتفه وما هو موقف رينالدوا من الاحتكاك الذي تم في
الملعب ومقالين عن توقيت الضربة وعدد قطرات
الدمع التي نزلت على خده الايمن ولماذا اختلفت عدد قطرات الدمع التي
ذرفت على خده الايمن عن خده
الايسر ...الخ.
قد يقول قائل ان
الحدث ( اصابة اللاعب محمد صلاح )
استثنائي وله اهميته ..واقول نعم ولكن في الزاوية
الرياضية فقط ... فهناك احداث استثنائية بوقاحة تتناطح في
زاويا الكرامة العربية والانسانية والاخلاقية تتم كل يوم، وعمدا يتم تصغيرها اعلاميا لدرجة
التلاشي... في حين يتم البحث عن اخبار لا
تعدوا كونها اخبار كمالية وترفيهيه بالنتيجة ( حالة اللاعب محمد صلاح احداها فقط)
... ليتم نفخها وطبخها واعادة ضخها واخراجها لكي ننسى ان هناك بشرا يتم بيعهم
وشراؤهم كقطعان الماشية في الصحراء الليبية مثلا، وأن
هناك مليشيا في ايران و العراق وسوريا
ولبنان واليمن تحكم وتدوس على الرقاب
والعباد وتنشر الارهاب باسم (الحسن والحسين) ، وهنا نترك القضية الفلسطينية
على جانب اخر فهي اسمى من ان
تطرح كقضية بعد ان استعاذت فلسطين
بالله من الشيطان ومن شعوب وحكومات وإعلام
يمارسون الاحتيال على انفسهم.
هذا جزءا من حالنا
المصاب بعاهات مستديمة والتي كما يبدو اننا
نرغب (لأنهم بالاصل هم يرغبوا!!) بان نضيف
عليها حالة البلاهة والاستكانة ونمارس
التحشيش بتداول الاعلام كما هو
مرسوم لنا ونبحث عن كرسي لكي نجلس خلف
الشاشات عرايا نبحث عن ساتر لعوراتنا بين اقدام اللاعبين اوبين ضحكات الممثلين المنفوخين بالبوتكس احيانا.
يقول فرانك زابا (جزء كبير من الصحافة عبارة عن أناس لا
يجيدون الكتابة يقابلون أناس لا يجيدون التحدث لأناس لا يجيدون القراءة ).